Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/06/2010 G Issue 13783
الخميس 12 رجب 1431   العدد  13783
 
في حديث لسمو أمير الشرقية لمجلة (جبين):
ثقة القيادة في الهيئة الملكية لا حدود لها.. وأهالي الشرقية أوفياء وخير سند لنا في العملية التنموية

 

مكتب الدمام - متابعة - ماجد البريكان

حبا الله عز وجل المنطقة الشرقية من المملكة بالعديد من المميزات والخصائص التي جعلتها من أهم مناطق هذا الوطن، فهي من جهة ذات موقع استراتيجي هام إذ تحدها معظم الدول التي لها حدود مع المملكة، وهي كذلك أرض الخير التي تفجرت بواطنها بكنوز الذهب الأسود والغاز الطبيعي وصنفت على أنها من أكثر مناطق العالم امتلاكاً لاحتياط النفط، وكنتيجة لذلك تأسست بها واحدة من أهم شركات النفط العالمية وهي شركة أرامكو السعودية التي تتولى منذ عدة عقود عمليات التنقيب والتكرير والإنتاج والتسويق لأهم مصدر للطاقة في العالم، كما أن تأسيس الهيئة الملكية وإنشاء مدينة الجبيل الصناعية قبل حوالي 35 عاماً أضاف لهذه المنطقة الكثير إذ أصبحت محوراً للصناعات ومقراً لشركات البتروكيماوية وعلى رأسها الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، ثم جاءت أخيراً منطقة رأس الزور التعدينية التي أسند المقام السامي إدارتها إلى الهيئة الملكية مؤخراً لتحتضن صناعة التعدين وتضمها إلى جملة الصناعات التي تحتضنها المنطقة ويكتمل بذلك عقد الشرقية الفريد الذي جعلها ترسانة صناعية وقوة اقتصادية للمملكة.

كل تلك المعطيات جعلت ملوك بلادنا منذ عهد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن يتخيرون الرجال الأكفاء لتولي إمارة هذه المنطقة.. وقبل 25 عاماً وقع اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - على صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز الذي تصدى لهذه المسئولية العظيمة بكل كفاءة واقتدار.. والحدث عن شخصية بحجم محمد بن فهد يحتاج إلى الكثير من المساحات حيزاً وزمناً، فشخصيته القيادية وحنكته الإدارية وأفقه الواسع وغيرها من السجايا التي يصعب حصرها يجعل المتحدث أمام مهمة شبه مستحيلة، فأهالي المنطقة الشرقية يُكبرون أعماله الجليلة وجهوده المخلصة التي أثمرت عن تطورات هائلة وقفزات نوعية جعلت منطقتهم نموذجاً في التطور والرقي، وفي الجانب الإداري فإن إمارة المنطقة الشرقية أصبحت مثالاً يحتذى في تنفيذ كافة الأعمال الحكومية والخاصة وتنظيم المناشط الاجتماعية والسياحية والثقافية والرياضية.

وبمناسبة مرور 25 عاماً على تولي الأمير محمد بن فهد إمارة المنطقة الشرقية أجرت مجلة «جبين» التي تصدر عن الهيئة الملكية للجبيل وينبع حيث إجراء الحوار رئيس تحرير المجلة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله العبدالقادر مع سموه للحديث عن المسيرة التنموية في المنطقة والتطور التعليمي والأكاديمي فيها، وبدايات مدينة الجبيل الصناعية والدعم الذي تقدمه الحكومة لأبنائها المواطنين في هذا الجزء الغالي من الوطن الكبير. والذي خصت المجلة صحيفة الجزيرة بنسخة من الحوار:

- صاحب السمو كان هناك تفاعل إيجابي من أهالي المنطقة الشرقية بمناسبة مرور 25 عاما على توليكم إمارة المنطقة.. كيف وجدتم هذا التفاعل؟ وكيف يمكن أن تفسر علاقة المحبة المثالية بين سموكم وبين أبناء المنطقة؟

- كل ما قام به أهالي المنطقة الشرقية غير مستغرب عليهم فقد عرفتهم أوفياء منذ أن تشرفت بتكليفي أميراً للمنطقة الشرقية منذ 25 عاماً، وكانت البداية منذ ذلك الوقت وكانوا خير سند لنا لتطوير وبناء المنطقة الشرقية وفق تطلعات الدولة في ذلك الوقت وتوجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - حتى وصلت المنطقة الشرقية لما وصلت إليه في هذا العهد الزاهر عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يحفظه الله.

بحكم قربكم من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - فقد عاصرتهم البدايات الأولى لولادة الهيئة الملكية حيث كان يرحمه الله عرابها الأول.

- ماذا تبقى من تلك الذكريات في ذهن الأمير محمد بن فهد؟

- خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - كان حريصاً على تطوير مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين فتقرر إنشاء الهيئة الملكية في ذلك الوقت ومنحها جميع الصلاحيات لتطوير وإنشاء وتشغيل مدينتي الجبيل وينبع وهذه الصلاحيات الاستثنائية تتمثل في تخصيص ميزانية مستقلة لها ومنحها استقلالاً إدارياً لتمكينها من تحقيق الأهداف المنوطة بها مما جعلها مؤسسة فريدة من نوعها في المملكة العربية السعودية.

- صاحب السمو.. عاصرتم البدايات الأولى لمسيرة الجبيل1 مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - ثم عاصرتم مسيرة الجبيل2 مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. كيف ترون سموكم تأثير الرعاية السامية لمثل هذه المشروعات العملاقة؟

لا شك بأن اهتمام المقام السامي بالهيئة الملكية كان له الأثر الكبير في تطوير الهيئة الملكية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، فمن يرى إنجازات الهيئة الملكية يعلم بأن الدعم الكريم كان له دور رئيسي في نشأة وتطور الهيئة.

- يلحظ المراقبون أن هناك حراكاً كبيراً على الساحة السعودية تعليمياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وهذا يقودنا إلى جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. في هذا الإطار ما تقييم سموكم لهذا الحراك في المجالات المشار إليها.. وكيف ترون تفاعل المواطن السعودي مع تلك المتغيرات؟

منذ تولي سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - مقاليد الحكم والمملكة تشهد تطوراً ملحوظاً في جميع المجالات، وقد حرص - يحفظه الله - على تطوير المجالات التعليمية بكافة أشكالها ابتداءً من التعليم العام وحتى التعليم العالي، وقد خصصت مبالغ كبيرة كانت الأعلى في ميزانيات الخير خلال الأعوام الماضية، وأصبحنا نرى نتائج ذلك الدعم السخي واقعاً ملموساً على الأرض، وشمل ذلك الاهتمام أيضاً القطاعات الأخرى التي تساهم في تنمية وازدهار الوطن والمواطن بإذن الله.

- كان لسموكم دور كبير في المسيرة التنموية في المنطقة الشرقية.. ما تقييمكم للنهضة التي تشهدها المنطقة.. وماذا عن تفاعل المواطنين هنا مع تطلعاتكم وطموحاتكم؟

- المنطقة الشرقية ولله الحمد حظيت كباقي مناطق المملكة منذ أن كلفت بإمارة المنطقة الشرقية في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وحتى وصلنا لهذا العهد الميمون بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظهم الله - وهي تلقى دعماً كبيراً من ولاة الأمر لتطوير عجلة التنمية في المنطقة ودفعها للأمام من أجل رفعة ورقي أبناء هذه المنطقة الغالية.. وقد لاحظت من خلال تعاملي مع أبناء المنطقة الشرقية منذ ما يزيد على 25 عاماً أن أبناء المنطقة حريصون على التطوير ومواكبة النهضة الكبيرة التي عاشتها المملكة في جميع المجالات حتى وصلت المنطقة الشرقية لما وصلت إليه من تطور وازدهار.

- تمثل جامعة الأمير محمد بن فهد علامة بارزه على مستوى التعليم في المملكة.. من أين نبعت فكرتها وما هي أهدافها؟

- كانت لدينا قناعة بأن التحديات في مجالات العمل الحديثة لا يمكن مواجهتها إلا من خلال التعليم المميز ومن أجل تحقيق ذلك بدأنا في التفكير بإنشاء الجامعة والتي تهدف لتوفير الموارد البشرة المؤهلة- إن شاء الله- للمساهمة في دعم سوق العمل في المملكة، ونسعى لأن تكون الجامعة بإذن الله منافسة للجامعات العالمية ونستطيع أن نجعل الشباب الراغبين في الالتحاق بالجامعة يحصلون على تعليم متطور ينافس أعرق الجامعات العالمية، وذلك من خلال حرصنا على استقطاب الكوادر التعليمية المؤهلة من جميع دول العالم لنقل الخبرات التي وصلوا إليها للجامعة والاستفادة من ذلك التعليم المتطور لتخريج جيل جديد من الطلاب مؤهل التأهيل العلمي الكامل لدعم سوق العمل الذي يحتاج لهؤلاء الشباب المؤهلين.

- في زيارته الأخيرة للمنطقة الشرقية قدم سمو ولي العهد - حفظه الله - دعماً مادياً قيمته 20 مليون ريال لصندوق سموه لدعم المشاريع الصغيرة للسيدات.. كيف تثمنون دعم الأمير سلطان بن عبدالعزيز وما هي تطلعاتكم لهذا الصندوق؟

- يعتبر صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم مشاريع السيدات أحد الإنجازات التي ارتبطت بشخص سيدي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظه الله - إذ ساهم سموه بدعم الصندوق وتبناه ووافق على حمل اسمه وآخر ما قدمه سموه مؤخراً للصندوق هو دعمه بـ20 مليون ريال، ويفخر الصندوق بأن يحمل اسم سمو ولي العهد - حفظه الله - كما يشعر القائمون عليه بالمسؤولية تجاه حمله اسمه (حفظه الله) مما يدفعهم لأن يكون الصندوق أحد أهم مؤسسات المجتمع التي يفخر بها الوطن، وقد قدّم الصندوق خلال الفترة الماضية مجموعة مميزة من المشا ريع والأفكار التي تم تمويلها من قبله ويعمل على دعمها بشكل متواصل وإن أغلب المشاريع التي موّلت من قبل الصندوق وبدأت مرحلة التشغيل الفعلي لقيت نجاحاً كبيراً لاسيما في ظل الدعم الفني الذي يقدمه الصندوق لصاحبات المشاريع من خلال برامج المتابعة المختلفة للمشاريع، ومساعدته خلال مسيرته في جوانب عدة وحل المشاكل التي تواجهه، ويعتبر صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم مشاريع السيدات هو الجهة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تخصص التمويل للسيدات فقط وتدعمهن فنياً، حيث يسعى بشكل مستدام إلى تخريج مشاريع متميزة ذات مستوى احترافي تجعل المرأة السعودية صاحبة عمل بدلا من باحثة عن عمل.

- تسعى الهيئة الملكية وجهات أخرى إلى إعداد جيل صناعي جديد وتقني يدير دفة المصانع والشركات لاسيما وأنها أخذت في الانتشار بل هي معيار تقدم المجتمعات.. برأي سموكم ماذا عن قدرات الشاب السعودي على تحميل هذه المسئولية مستقبلاً؟

- لا شك بأن الشاب السعودي مهيأ للعمل في تلك المنشآت الصناعية وهو قادر على تحمل المسئولية، وقد أثبت الشاب السعودي قدرته على ذلك خلال السنوات الماضية فإذا حرصنا على تدريب الكوادر السعودية وتأهيلها بشكل جيد فمن المؤكد بأننا سنرى أبنائنا قادرين على تحميل تلك المسئوليات وقيادة تلك المنشآت الصناعية وهناك أمثلة حية على نجاح الشاب السعودي في العمل في القطاع الصناعي، فهناك شركة ارامكو السعودية وشركة سابك والكثير من الشركات الصناعية الأخرى كان لهم تجربة فريدة في توظيف وتطوير اليد العاملة السعودية ونجحت ولله الحمد فلا شك بأن شبابنا قادرون على تحمل هذه المسئوليات والنجاح يعود بعد توفيق الله للتأهيل الذي حرصت الدولة عليه من خلال الكثير من البرامج المتخصصة.

- قبل فترة وجيزة تشرف أبناؤكم خريجو كلية الجبيل الصناعية ومعهد الجبيل التقني بمشاركتكم لهم الفرحة بتخرجهم.. كيف تقيمون سموكم مستوى مهرجان المؤسسات الأكاديمية التابعة للهيئة الملكية؟

- من الواضح أن الهيئة الملكية حريصة على تدريب وتأهيل الكوادر السعودية وجعلها قادرة على تحمل مسئوليات كبيرة وقد نجحت الهيئة الملكية في تطوير أسلوب التدريب والتطوير من خلال المؤسسات الأكاديمية التي تعمل تحت مظلتها وأصبحنا نرى شباباً مؤهلين يقودون دفة النجاح في المنشآت الصناعية.

- كيف يرى سموكم قرار مجلس الوزراء بالموافقة على إشراف الهيئة الملكية للجبيل وينبع على إدارة منطقة رأس الزور التعدينية؟

- هذا إن دل إنما يدل على ثقة القيادة الحكيمة بالإمكانيات التي تتمتع بها الهيئة الملكية من إمكانيات تجعلها مؤهلة بإدارة مثل هذا المشروع الهام وإن شاء الله فإن الهيئة قادرة على تطوير هذا المشروع فقد أثبتت نجاحها في إدارة مشاريع أخرى وهذه النجاحات المتكررة للهيئة يقف وراءها عدد كبير من الرجال المؤهلين وعلى رأسهم صاحب السمو الأخ الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع وجميع العاملين في الهيئة.

- ينادي المتخصصون بدور أكبر من قبل القطاع الخاص تجاه المجتمع وهو ما اصطلح عليه بالمسئولية الاجتماعية.. سمو الأمير هل أنتم راضون عن أداء القطاع الخاص في المنطقة الشرقية بأدواره المجتمعية؟

- القطاع الخاص بالمنطقة الشرقية من الداعمين للتنمية وهم يشاركون في الكثير من المشاريع التي تخدم المنطقة، ولا شك أننا نعول الكثير على القطاع الخاص ونطمح لأن تكون مساهماتهم أكبر خلال السنوات القادمة.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد