Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/06/2010 G Issue 13783
الخميس 12 رجب 1431   العدد  13783
 
هذرلوجيا
(تعليق) على اللائحة!!
سليمان الفليح

 

بالأمس ابتهج الأدباء وكل مَن له علاقة بالأدب والفكر والثقافة بشكل عام باعتماد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة اللائحة الأساسية للأندية الأدبية، وهذا المنجز الرائع يضاف إلى منجزات الدكتور خوجة المتعددة، والتي تصب كلها في صالح الفكر والإبداع وكل مَن يعملون بهذا الحقل المعطاء والمهم لرقي وتقدم الوطن، ولعل أهم ما يميز اللائحة المذكورة هو احتواؤها على حق الترشيح والانتخاب لإدارة الأندية الأدبية في المملكة.. هذا الحق الذي يضمن (فرز) القيادات الأدبية الحقة لمسيرة الحراك الثقافي والأدبي بشكل صحيح، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيداً عن الواسطة والتعيين وعلى طريقة (خشمك أذنك)، والتي لربما (تقبل) في بعض الإدارات، ولكنها تتجافى كلياً مع إدارة الأندية الأدبية وقيادتها؛ لأن قيادة الأدب هي قيادة للفكر لا تصلح إلا للمؤهلين المبدعين المثقفين الراشدين فقط.

ومما أبهج الأدباء أكثر وأكثر أن معالي الوزير أعلن أنه يتشوق لمعرفة آراء الأدباء باللائحة والاستماع إلى اقتراحاتهم للأخذ بها، وهذا الأمر يُحمد للوزير (الشاعر) أيضاً ويسجل في تاريخه الأدبي والثقافي الناصع في هذه المرحلة المهمة من تاريخنا الحديث، واللائحة لمن يتمعّنها جيداً هي لائحة جيدة ولا شك، شريطة أن تطبق (شاملة) بدون (إمهال) وقتي، لربما يؤدي إلى تراخي الحماس في هذا الحقل من قبل المعنيين بها والساعين إلى تطبيقها، ولكن ثمة تساؤل بسيط يتعلق بشروط العضوية في الأندية الأدبية، والتي تحددها المادة السادسة من اللائحة، والتي تشترط بالعضو أن يكون (حاصلاً على مؤهل علمي يحدد مستواه مجلس الإدارة) أو أن يكون قد أصدر كتاباً أدبياً مطبوعاً أو أكثر. أما فيما يخص (الحصول على المؤهل العلمي) فهنا يكمن التساؤل إذا كان من المفروض أن يضاف إلى هذا الشرط (شريطة نشره أبحاثاً أو مساهمات إبداعية مقنعة في وسائل الإعلام المختلفة)؛ وذلك لأن فتح هذا الباب يتيح مجالاً شاسعاً للمبدعين والموهوبين والمحاولين في صفحات القراء بل حتى للثرثارين على هامش الثقافة والأدب، أن يطالبوا بالعضوية؛ مما يفقد الأندية احترامها وقيمتها الثقافية في المجتمع.

أما الأمر الآخر المهم، والذي لم تذكره اللائحة، ولم تتطرق إليه، ولم تضفه إلى قيمة الاشتراك، فهو صندوق الأديب أو (ضمانه الصحي)، إن لم يكن يعمل في أي دائرة حكومية أو أهلية، وليس له (حرفة) سوى الأدب، والوزير يعلم تماماً (حال من تدركه هذه الحرفة)!! إلا إذا كان هنالك لائحة (تفسيرية) لهذه اللائحة لم تنشر تنص على أنه يحق للأديب أن يحمل هذه اللائحة المكتوبة بها إذا ما ألمَّ به المرض والعجز، ويقول للجهة التي يراجعها: (أنا أديب؛ فعالجوني) أم يكتفي ب(علج) أوراق هذه اللائحة (لعلاج) مرضه، وكان الله بالسر عليماً؟!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد