Al Jazirah NewsPaper Friday  25/06/2010 G Issue 13784
الجمعة 13 رجب 1431   العدد  13784
 
رجل فاضل فقدناه.. الشيخ عبد الله بن عمر الهريش إلى رحمة الله
عبد الله الصالح الرشيد

 

رحم الله أبا سامي رحمة واسعة.. رحم الله رجل الوفاء والصدق والشهامة الشيخ عبد الله بن عمر الهريش وأسكنه فسيح جناته.. لهول الفاجعة المفاجئة بهذا الفقيد المحبوب الغالي لا أعتقد أن كلمات الرثاء مهما أفاضت ستعبر عما تكنه القلوب لهذا الرجل النادر المثال في علاقته وأسلوب حياته مع الناس.. لهذا، لا أملك إلا الترحم عليه والدعاء له.. ويزيد من اللوعة لفراقه أنني قد التقيت به قبل أسبوعين بعد طول غياب بسبب هموم ومشاغل الحياة.. كان اللقاء أثناء الجمع المبارك في مدينة جلاجل في الحفل البهيج الذي اعتاد ابن جلاجل البار الشهم الهمام الشيخ عبد العزيز بن علي الشويعر - أبو زكي - على أن يقام على أديم هذه المدينة الوادعة كل عام لتكريم المتفوقين في دراستهم بنين وبنات وتكريم الرجال المتميزين في عطائهم في جلاجل والمدن المجاورة لها.

لقد تعانقنا أنا والفقيد الغالي - أبو سامي - بعد طول غياب وشعت البهجة في نفسي وأنا اشاهد صاحب الوجه البشوش صاحب الطلعة البهية والأخلاق السامية والابتسامة الصافية الصادقة.. هذه الابتسامة المشرقة التي جعلها شعار حياته وعنوان لقياه مع من يعرف ومن لا يعرف؛ متمثلاً في ذلك قول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه (ابتسامتك في وجه أخيك صدقة) وقوله صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو تلقى أخاك بوجه طلق).

لقد كان الفقيد الغالي أنموذج الانسان المثالي في حسن تعامله، شهماً كريماً في نبل عطائه، صاحب أريحية في تلبية نداء الواجب في الكثير من مناسبات البذل والعطاء. يحب الخير للناس أميناً صادقاً في تعامله صاحب مشورة وإصلاح.

قدمت إليه وتعرفت عليه في مقتبل حياته وكفاحه في الحصول على لقمة العيش قبل ثلاثين عاماً في مكتبه بالملز بالرياض، وقد فتح مساهمة أرض شرق الملز وكانت المساهمة على وشك الإقفال، وكان مكتبه مزدحماً بالمساهمين لثقة الناس بأمانته وصدقه وقابلني بكل سرور وقلت له: أعتقد أن الفرصة فاتت وخيرها في غيرها.

فرد علي والابتسامة تغمر محياه: إذا فاتك اللحم لن يفوتك المرق.. وكان المبلغ بسيطاً وقد استلمته للتو من صديق كنت قد أقرضته اياه قبل عام فأخذه وأعطاني إيصالاً وتفاءلت بهذه المساهمة وبصاحبها ولم يمض عام إلا وقد خططت الأرض وتم بيعها وتصفية المساهمة، وإذا بي صباح يوم جميل مشرق أتلقى مكالمة هاتفية من أبي سامي -رحمه الله- يبشرني ويدعوني لاستلام استحقاقي؛ حيث ربحت المساهمة أربعة أضعاف المبلغ.

ومنذ ذلك الوقت والناس يتفاءلون ويستبشرون ويطمئنون إلى أي مساهمة أو تعامل مع هذا الرجل المثالي النبيل، ولأن الانسان مندوب إلى ذكر محاسن الموتى فقد كنت أصنف الفقيد بأنه أحد أضلاع مثلث الوفاء والصدق والأمانة مع رجلين راحلين فاضلين لهما باع في مساهمات الأرض في تلك الفترة، هما عمر الجاسر البلطان وعبد الله عبد العزيز الحبيشي.

رحم الله الجميع..

ولأن الثناء الحسن عاجل بشرى المؤمن، كما جاء في الأثر والناس شهود الله في أرضه.

فإنني أقولها كلمة للحق وللتاريخ وبكل صدق وأمانة: إن فقيدنا الحبيب الغالي - عبد الله الهريش - من خيرة الرجال الفضلاء الذين عرفتهم في حياتي سمواً في الأخلاق وحسن التعامل والتجاوب مع أي نداء إحساني يخدم الوطن والمجتمع.

رحم الله أبا سامي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة..

لجميع أهله وذويه وكافة محبيه صادق العزاء.. وإنا لفراقك أيها الفقيد الحبيب لمحزونون.

والله المستعان..

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد