Al Jazirah NewsPaper Friday  25/06/2010 G Issue 13784
الجمعة 13 رجب 1431   العدد  13784
 
الشيخ محمد بن منوخ نحن أم الحزن؟
فايز بن ظاهر العجيلي

 

حينما يرحل عن الحياة شخص بحجم الشيخ محمد بن منوخ بن دعيجاء - عضو مجلس منطقة الجوف - فإنه بالتأكيد لم يرحل إلا بعد أن ترك وراءه الكثير والكثير من الصفات والمآثر العظيمة التي ستبقى لتخلد ذكراه ولتكون شاهداً على ما كان يتمتع به من سيرة عطرة حري بنا التوقف عندها وتأملها. الشيخ محمد بن منوخ هو ممن يحزن الحزن لفقدهم قبل أن يحزن عليه محبوه وكل من عرفه. إنني هنا لا أتحدث عن شخص قرأت عن سيرته أو سمعت من يروي مآثره لكنني أتحدث عن شخص كنت قريباً منه تماماً كما كان قريباً مني وكنت أرى وأسمع وأستشعر كل صفاته التي تميز بها.

الشيخ محمد بن منوخ كان رجلاً يعي دوره تجاه وطنه ومجتمعه وكان سعيه نحو تحقيق ذلك الدور سعياً حثيثاً. حينما كنت أحضر إلى مجلس الشيخ محمد بن منوخ سواء في زيارة خاصة أم في مناسبة يدعوني إليها شخصياً - كما هي عادته في التواصل الدائم الذي غمرني به - كنت ألحظ اهتمامه بكل الضيوف الذين كان يغمرهم بالترحيب ما يكفي في أن يجعل كلاً منهم يشعر بقيمته وهو يجلس في مجلسه - رحمه الله - وكان التأكيد على محبة الوطن والولاء لقادة هذه البلاد أمران لا يغيبان عن لسانه سواء في مجلسه أو في أي محفل يكون فيه. كان مجلسه - رحمه الله - عامرا بمن سكنوا مدينة طبرجل ومن وفدوا إليها، حيث كان يحرص كل الحرص على أن يزور مجلسه ضيوف مدينة طبرجل الذين لا يترددون في قبول دعوته وهم يعلمون ممن أتتهم حيث كان صيته - رحمه الله - ذائعا بما يكفي للتعريف به. حينما كانت مدينة طبرجل تحظى بزيارة أي مسؤول من مسؤولي الدولة فقد كان في طليعة مستقبليهم مرحبا ومذكرا باحتياجات المدينة وسكانها من الخدمات وكان جميع المسؤولين الذين يلتقون به يستمعون إليه باهتمام وإعجاب لما كان يتميز به من أسلوب راقٍ في طرح احتياجات المدينة ومطالب أهاليها.

كان - رحمه الله - داعماً ومشجعاً للثقافة والمثقفين, ولعلي هنا أذكر موقفه الرائع تجاه اللجنة الثقافية في طبرجل التي أعمل فيها حيث قام بدعمها ماديا ومعنويا منذ أول يوم أنشئت فيه ولم يكن دعمه للجنة هو الشاهد الوحيد على حبه ودعمه للثقافة فقد كان يحرص على حضور المناسبات الثقافية التي كانت تقيمها اللجنة، فما إن أوجه له دعوة لحضور فعالية ثقافية إلا وأجده يبدي حماسة ورغبة في الحضور والمشاركة والدعم.

رحل الشيخ محمد بن منوخ بن دعيجاء وترك لنا حزنا كبيرا لا أظن أنه سيرحل عن قلوبنا بسهولة. أبا فوزي إن كنت قد رحلت بجسدك فحبك سيبقى في قلوبنا, وإن كنا قد افتقدنا لتوجيهاتك ودرر حديثك فما تركته لنا من مواقف عظيمة كافية لأن نتعلم منها ما حيينا. لم ترحل وأنت من خلف وراءه تلك المثل والقيم النبيلة, ولم ترحل وأنت من أنجب أبناء صالحين تخرجوا من مدرستك التي حملت كل القيم التربوية والتعليمية التي غرستها باقتدار في نفوس أبنائك وبناتك.

أبا فوزي لك الحب حيا ولك كل الحب والوفاء بعد رحيلك. رحمك الله أبا فوزي وأسكنك فسيح جنانه وألهم ذويك ومحبيك الصبر والسلوان.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد