أكد المشرف العام على برنامج المدن الصحية في المملكة العربية السعودية الأستاذ حمد بن خالد الخويلد أن المدن الصحية تمثل تعبيراً عن روح التكامل والتعاون بين المواطنين والقطاعات الخدمية مما يخلق أثراً إيجابياً ملموساً على الواقع الصحي من خلال تحسين أوضاعها الصحية والبيئية والاجتماعية في المناطق التي تتواجد بها هذه المدن، مشيراً إلى أن العمل بالمدن الصحية بدأ تطبيقه في المملكة منذ عام 1998 م في كل من البكيرية والمندق بعد إقرار المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول الشرق الأوسط، في تنفيذه بدول الخليج العربي حيث تم الاتفاق مع منظمة الصحة العالمية والبرنامج الخليجي لدعم المنظمات الإنمائية (أجفند) وبلدان مجلس التعاون الخليجي على توسيع برنامج المدن الصحية في هذه الدول.

وأوضح الخويلد أن الهدف العام لبرنامج المدن الصحية هو تحسين صحة السكان مع إعطاء الأولوية لتطوير الخدمات الصحية والبيئية والاجتماعية في هذه المدن، إضافة إلى عددٍ من الأهداف الخاصة كنشر الثقافة بين أفراد المجتمع حول القضايا الصحية والبيئية والاجتماعية في إطار جهود التنمية المستدامة، دعم ومشاركة المجتمع في معالجة مشكلاته والإعداد لتنفيذ الأنشطة والمشروعات الصحية والبيئية واستقطاب أكبر عدد من شرائح المجتمع للمشاركة في هذه القضايا، تعزيز قدرة المحافظات والإمارات في التصدي للمشاكل الصحية والبيئية بالمدن من خلال استخدام أسلوب المشاركة والتعاون بين كافة أفراد المجتمع. مبيناً أن إستراتيجية برامج هذه المدن يقوم بشكل أساسي على المشاركة المجتمعية التي تعد مطلباً أساسياً لتحقيق أهداف وتطلعات المدن الصحية. وأبان الخويلد أنه لضمان تحقيق هذه المدن أهدافها يجب إشراك كافة شرائح المجتمع في حل مشاكله المجتمعية سواء كانت صحية أو بيئية أو اجتماعية أو غيرها من خلال وضع الخطط المدروسة وصياغة الأهداف والعمل على تنفيذها وتقييمها وفق آلية عمل منظمة، ومن خلال تشكيل لجان تلقى دعم وقبول المجتمع تعمل تحت إشراف اللجنة الرئيسية بالمدن الصحية التي تعتبر حلقة الوصل بين أهالي المدينة -بمختلف مسمياتها وحدودها- وبين الأجهزة التشريعية والتنفيذية والمؤسسات المجتمعية.

وفي ختام حديثه أكد المشرف العام على برنامج المدن الصحية في المملكة العربية السعودية أن تنمية المجتمع هي عملية تغيير شاملة ومتكاملة ومخطط لها بواسطة أبناء هذا المجتمع بهدف النهوض وتطوير جميع نواحي الحياة ولا تتم هذه التنمية بدون تعاون وتكاتف أبنائه وقطاعاته ومؤسساته لينعموا بنوعية أفضل من الحياة، مؤكداً أن المدينة الصحية تعمل دائماً على تحسين الأوضاع الصحية من خلال تحسين البيئة الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية، وتعمل على تعريف محيطها بكيفية تنمية موارد مجتمعهم ودعم بعضهم البعض والتعاون من خلال عدد من القطاعات المعينة، بهدف تحقيق طموحات وتطلعات المجتمع بإيجاد وخلق بيئة صحية وتنمية مستدامة في المنطقة التي توجد بها.