Al Jazirah NewsPaper Friday  25/06/2010 G Issue 13784
الجمعة 13 رجب 1431   العدد  13784
 
مزحة تطوير!
شاكر صالح السليم

 

حينما يكتب أو يتحدث أحد المسؤولين السابقين في قطاع التربية والتعليم، أو بعد أن يترك موقعه الإداري في وزارة التربية أو التعليم العالي، تشتاق إلى ما يقول، ولكنك تصاب بخيبة أمل، حينما يمارس دور المتشفي أو متصيد الأخطاء، ويزيد غضب الغيور من بعضهم، لسبب واحد، أنه كان وكان، ولكنه لم يفعل شيئاً يشار له بالبنان، ويصدق القول على من كان في سلك التعليم من المعلمين، ممن ترجلوا أو انتقلوا بعيداً عن الميدان.

لماذا تولد الشجاعة فجأة؟ ما الذي تغير في مسيرة ذاك المسؤول السابق، حتى يبقى في صفوف من عارضهم يوماً ما، على ما يكتبونه عن التربية والتعليم؟! هل إقصاء ذلك المسؤول له دور أم فشله الذريع هو السبب وراء غضبته الإعلامية؟

أن يطالعك مسؤول تربوي سابق برؤية أو بمقترح تستفيد منه، فذلك يدلل على معدن المسؤول والذي لم يتغير مع تغير مكانته ومنصبه.

الفراغ الذي صنعه بعضهم لا يمكن السكوت عنه، وأستغرب من حالة الصمت تجاه هؤلاء، وأستغرب أكثر حينما يرحب به رؤساء تحرير الصحف، والسؤال: كيف تناسى رؤساء التحرير مواقفهم السابقة؟!

التطلع للظهور في وسائل الإعلام محكوم بقيم وأعراف وجمهور، وإذا تخلفت القيم والأعراف، فلا يمكن أن يتخلف الجمهور عن مشهد المسؤول، حينما يمارس دور تصفية الحسابات.

الجمهور يدرك بالضبط من هو الكاتب الذي لا تحركه الأطماع والتوجهات الشخصية، ويدرك من هو الكاتب الذي يبحث عن همومه، ومن يبحث عن هموم الوطن.

عن طريق النقد يمكن أن يستعرض الكاتب دوره في التطوير وهو لا يعي ذلك، ومن يتابع هؤلاء يدرك أنه أمام «مزحة تطوير».

مزحة تطوير تتجلى من خلال قسوة من كان له دور في التطوير، وليس بالضرورة أن يكون في سرب خبراء مشروع تطوير، المشهور بمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم.

الجادون والمتحمسون للتطوير كانوا ولا زالوا يعملون في دروب التطوير، سواء من خلال مشروع تطوير أو من خلال مشاريع وزارة التربية والتعليم المتنوعة.

«مزحة تطوير» عنوان خطير، يمكن التلويح به، أمام من يقسو على الميدان التربوي بعد أن يترك منصبه الإداري.

الجمهور المتابع بدقة، ومن لا يزال في منصبه الإداري التربوي والتعليمي يدركون عوائق التطوير بشكل عام، ويتفهمون تطلعات المسؤولين في مشروع تطوير والتطوير بشكل عام، ولكنهم جادون في التطوير، ولا يمكن أن يتحول حماسهم إلى مزحة، إلا إن كانوا من معادن الرجال المعروفين بالتشفي، وكل من يقابلهم بقسوة أو بقول غليظ، أو بنقد ساذج أو بسياق غريب، يبصم بالعشرة أن تارك المنصب كان يمزح أو يعمل بروح «مزحة تطوير».

لا مجال للمزاح في تطوير التعليم، وكل من يمزح في تطوير التعليم أو يعمل بروح «مزحة تطوير» عليه أن يترجل عن مكانه، وإن كان فارق جماعة التربية والتعليم، فعليه أن يقول خيراً أو ليصمت، فالجمهور يقولون له «أنت جاد أم تمزح»!



shakeer.saleem@gmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد