Al Jazirah NewsPaper Friday  25/06/2010 G Issue 13784
الجمعة 13 رجب 1431   العدد  13784
 
نحن وساهر
حجي محمد الحجي

 

ساهر ذلك النظام المروري الذي طالما انتظرناه.. وها هو بجهود رجالات الدولة -أعزهم الله- يتحقق لنا.. ظواهر حضارية ظهرت في أول يوم من تطبيقه، أخلاقيات حسنة لقائدي المركبات.. قلت نسبة من يعتدي على أفضلية المرور.. إحصائيات مبهرة أعلنت خلال أسابيع قليلة من تطبيقه.. انخفضت الحوادث المرورية.. انخفضت عدد الوفيات والإصابات.. وقلت أعداد الجثامين بثلاجات الموتى.

صباح يوم الثلاثاء 3-7-1431هـ وأنا في طريقي للعمل وكعادتي استمع إلى برنامج اللهم بك أصبحنا بإذاعة القرآن الكريم.. كنت بكل فخر استمع إلى مقابلة مع العقيد عبدالرحمن المقبل مدير مرور مدينة الرياض والمشرف العام على نظام ساهر.. وعلى مدى 30 دقيقة كان يتحدث بشفافية أوضحت بعض المجاهيل عن إيجابيات ساهر.. وكان يتحدث بحديث مؤلم.. عندما أشار إلى أنه قبل تطبيق نظام ساهر كانت هناك أرقام فلكية عن الإصابات والوفيات (أسماها قتلى).. وعن تكدس الجثامين في ثلاجات الموتى.. تحدث عن الفئات العمرية التي تضررت من الحوادث المرورية بين 17 - 30 عاماً، سمعت حديثه بنبرات تألم أجبرتني على البكاء بألم.

لقد استوقفني حديث العقيد عبدالرحمن عند عدة أمور تتعلق بانتقاد بعض الناس لنظام ساهر؛ فمنهم من يشير إلى أن النظام لم يسبق تطبيقه حملة إعلامية ومنهم من يشير إلى أن النظام عبارة عن نظام تحصيل وجباية.. ولكنه قبل أن يفند هذه الامور أشار وبشفافية إلى أن معظم منتقدي نظام ساهر.. هم من أولئك الذين كانوا مستفيدين من تشغيل سائقين في الصباح مهنهم في الأصل إما من بائعي الشاورما أو من فئات السباكين والمهن الأخرى الذين لا ينشط عملهم إلا في الفترة المسائية ويقومون بإيصال طلاب وطالبات المدارس والجامعات.. وعند تطبيق نظام ساهر تقلصت هذه الأعداد؛ لأن المخالفة ترصد وتسجل آلياً على مالك السيارة.. وفي إحصائية حديثة بأن نسبة المخالفين لأنظمة المرور 60 % من غير السعوديين.. مشيراً في هذا الصدد إلى أنه تم رصد مخالفة مرورية بطريق الخرج لسيارة فان لأحد المواطنين يقودها سائق غير سعودي.. وعند حضور مالك السيارة للاعتراض على المخالفة المرورية تبين له أن السائق كان يستخدم السيارة لنقل ركاب إلى تلك المنطقة بعد إيصال أبنائه إلى المدارس.. وتلك المنطقة تبعد كثيراً عن مكان سكناه أو مكان مدارس أبنائه!!

أما ما يخص الحملة الإعلامية لنظام ساهر فقد أشار إلى أنه قبل ستة أشهر من تطبيق النظام كانت هناك توعية مرورية عبر وسائل الإعلام المختلفة.. وقد تم التعامل في الحملة على أساس أنه في مدينة الرياض عمالة تتحدث بسبع لغات وتم توزيع عدة مطويات تهدف إلى التوعية عن نظام ساهر.. وقد قرأت في جريدة الشرق الأوسط يوم الجمعة 28-6-1431هـ مقالة للأستاذ مشاري الذايدي يقول: (تحدثت مع العقيد عبدالرحمن المقبل، وهو أحد الساهرين على ساهر) فأخبرني بأن (ساهر) وهو الاسم الذي أطلقته وزارة الداخلية على نظام المراقبة بالكاميرات، ماض ولن يتوقف، وقال: (كيف نوقفه وقد لاحظنا أثره الإيجابي بشكل سريع، لقد تغيرت سلوكيات السائقين بنسبة كبيرة، نحن نريد من هذا النظام رفع كفاءة الحركة المرورية ومراعاة قواعد السلامة، إضافة إلى هدف كبير يتغافل عنه الكثيرون، وهو الهدف الأمني، لقد رصدنا في الرياض خلال ستة أسابيع من تطبيق (ساهر) نحو 271 سيارة مسروقة).

وفي هذا السياق يضيف الأستاذ مشاري الذايدي فيقول: (اطلعت على مستندات تتحدث عن انخفاض نسب الوفيات جراء حوادث المرور في الرياض، وهي من أعلى النسب في العالم، وأرقام تتحدث عن انخفاض حوادث الدهس والانقلاب والتصادم خلال شهر واحد من هذا العام، بعد تطبيق نظام ساهر من 1091 حادثة إلى 816، وأن الحوادث المرورية انخفضت خلال هذا الشهر أيضاً إلى 25 % تقريباً).

وبعد كل هذه الحقائق لا بد لمن يتحدثون في المنتديات أو بالمجالس أو بالرسائل الإلكترونية أن يعوا حقيقة واحدة يلتف حولها الجميع وهي (المواطنة).. فلا نريد من يأتي إلى بلادنا أن يشوه حقائق ثابتة في أخلاقياتنا مثل ما نحن نذهب إلى بلدانهم ونلتزم أولاً بآداب القيم التي حثنا عليها ديننا الإسلامي ومن ثم التزامنا بأنظمة بلدانهم.. ومن شذ عن ذلك فالشذوذ ليس له قاعدة.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد