Al Jazirah NewsPaper Friday  25/06/2010 G Issue 13784
الجمعة 13 رجب 1431   العدد  13784
 
حمى المونديال
محمد العبدي

 

في كل بطولة لنهائيات كأس العالم يكتشف العالم أن منتخبات إفريقيا أقل كثيراً من المستويات الأوروبية والأمريكية اللاتينية، كما أنها أقل من مستويات المنتخبات الآسيوية التي ثبت تفوقها غالباً وتكسب المواجهات الافروآسيوية.. فالافريقيون يقدمون نجوماً ولكنهم لا يقدمون فرقاً ولا منتخبات؛ ففي هذا المونديال كان المثال الحي خمس منتخبات افريقية غادرت من الدور الأول غير مأسوف عليها، ولا يوجد من هذه المنتخبات من كان يستحق البقاء للدور الثاني.. حتى غانا الصاعد الوحيد للدور ثمن النهائي وصلت بخسارة من ألمانيا ولكنها استفادت من فارق الأهداف التي لم يكن لها دور فيها؛ فأهداف ألمانيا الأربعة في مرمى استراليا في أولى المباريات هي من ساعد غانا على الصعود وليس تفوقها، وهذا يؤكد أن نجوماً كدروغبا وصامويل أيتو وغيرهم من النجوم لا يمكن أن يقوموا وحدهم بقيادة منتخبات بلادهم الموغلة في الفردية؛ فاللعب للمجموعة مهمة ليست سهلة واللعب الجماعي يحتاج لشخصية مختلفة سيكلوجياً تبدو غير متوافرة للمنتخبات الافريقية، وهي من ساعدت فرق أوروبا وأمريكا الجنوبية على التألق والابداع والامتاع فقدمت المجموعة وتألق الفرد وتجلت الجماعية بأبهى صورها بأداء كوريا الجنوبية التي قهرت بطل أوروبا في البداية، وأبعدت أحد ممثلي افريقيا في النهاية بالأداء الجماعي والروح الواحدة التي قادت أحد أقطاب آسيا لثمن النهائي العالمي بكل جدارة واستحقاق؛ ليؤكد المونديال من جديد أنه ميدان فحص للعمل الجماعي، وأن الفرد وحده لا يستطيع أن يخدم نفسه، ولا يمكن أن يتفوق على منتخبات الجماعة والروح الواحدة.

ومع المونديال يستمر الحديث غداً.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد