الجزيرة - حازم الشرقاوي

صاح الشاب نواف «28 عاماً» الموظف بإحدى شركات القطاع الخاص بين أصدقائه الثلاث: عبد العزيز، فيصل، بدر، قائلاً: وجدتها، وجدتها، فقالوا ما هي: السفرة للخارج هذا العام سأرتبها لكم من خلال «فكرة مسكته»، وهي نطلع سيارة بالتقسيط قيمتها 96 ألف ريال ثم نبيعها، ونأخذ المبلغ نقدياً، ونسافر ونهرب هذا العام من حرارة الصيف، ولكن بشرط أن يسدد كل واحد منا 2000 ريال شهرياً بحيث تنتهي أقساطها على مدار عام كامل، فوافقوا واتفقوا جميعاً، واشتروا السيارة، ثم باعوها كاش بقيمة 80 ألف ريال، وسافروا واستمتعوا لفترة وقتية استمرت نحو 20 يوماً كاملاً في بعض العواصم الأوروبية، ثم عادوا، وبدأ كل منهم يستقطع من راتبه مبلغ 2000 ريال شهرياً، وأصبح المتبقي من رواتبهم يكفيهم في أشهر ويستدينون في الأشهر الأخرى، فاستمتعوا أياماً وعانوا 12 شهراً كاملة يقتص من رواتب الأربعة الأصدقاء ثمانية آلاف ريال شهرياً، وتحولت هذه الفكرة التي قادها أربعة شبان إلى تقليد في بعض المدن فبدأت بجدة وانتقلت إلى الرياض، ويتوقع أن تتحول إلى ظاهرة.

ولم يكن أمامنا سوى الحصول على تعليق من شخصية اقتصادية لها باع كبير في القطاع المالي والاستثماري وبخاصة المصرفي منها، فقال الخبير الاقتصادي طلعت حافظ لـ «الجزيرة»: هذا الأسلوب غير محبب فلا يمكن أن يقترض الشخص للإنفاق على الترفيه، أو شراء سلع استهلاكية تمثل قيمة إضافية للشخص، مؤكداً أن الإقتراض يجب أن يركز على الأساسيات والاحتياجات الجوهرية للإنسان، ودعا حافظ إلى عدم الإقتراض بهدف القيام برحلات ترفيهية وتحمل البعض أنفسهم أعباء مالية قد تكون أكبر من قدراتهم المالية.

وأشار إلى أهمية التخطيط المسبق بعيداً عن الاقتراض لرحلات السياحة والسفر بحيث تكون من خلال مبالغ خارج الاحتياجات الضرورية، وطالب باللجوء إلى أسلوب الادخار بدلاً من الإقتراض.