Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/06/2010 G Issue 13786
الأحد 15 رجب 1431   العدد  13786
 
في الوقت الأصلي
المحظور في حكاية (الناقور)..؟!
محمد الشهري

 

بداية لا بد من التأكيد هنا بأنني لست بصدد الانتصار لأحد على أحد بقدر ما أنا بصدد رفض التطفل واقتحام شئون الغير دون وجه حق، ودون أن يطلبوا هم المساعدة.. ثم أما بعد.

فليس من حق كائنٍ من كان أن يفرض وصايته على رجل راشد يتمتع بكامل مقومات التعاطي الأمثل مع أموره الخاصة منطلقاً من معايير صقلها العلم والتجارب ومعاقرة الأحداث بشتى أنواعها على مدى نصف قرن من الزمن.. خرج منها ناجحاً ومتفوقاً حتى بات كعلم في رأسه نار.

الدكتور (علي الناقور).

فإذا كان من حق مسيري أحد أكبر أنديتنا قبول أو رفض (دعم) العضو الشرفي (علي الناقور) لأي سبب من الأسباب.

وإذا كان من حق الدكتور الناقور ممارسة حقه في التعبير عن وجهة نظره أسوة بنظرائه من أعضاء الشرف في كل الأندية.

فضلاً عن حقه في توجيه دفة أمور دعمه وميوله سواء قبل أو بعد افتعال (الزوبعة) حسبما يراه، على اعتبار أن هذه الحقوق مكفولة له وللنادي على حدٍ سواء.

إلا أن ما أراه أقرب إلى المحظور السمح في مثل هذه المسائل هو: حشر (الملاقيف) وبخاصة كُتّاب (المسيار) ممن لا علاقة لهم بأي من أطراف الموضوع.. أي من فئة (لا في العير ولا في النفير) أنوفهم في قضايا الآخرين (!!).

هؤلاء الذين تنحصر أدوارهم بين التحريض وبين إلقاء المزيد من الحطب إلى التنور كلما طرأ سوء تفاهم هنا أو اختلاف هناك والعمل على توسيع هوته (؟!!).

هذا عدا ممارسة دور الموجه والعارف بكل شاردة وواردة.. بحيث لا يتردد واحدهم في رش توجيهاته المجانية لهذا الطرف أو ذاك، والتي تأتي عادة باتجاه الطرف المستهدف بالتطاول والإساءة، سواء كان بداعي الظهور بمظهر الفاهم والقادر على التمييز بين الصح والخطأ، أو كان بقصد النيل من ذلك الطرف (؟!!).

سبحان الله.. رجل مثل الدكتور (الناقور).. بلغ من العلم أعلى مراتبه، ومن النضج الفكري والحياتي قمته وذروته.

فضلاً عن تربعه على قمة هرم منظومة عملاقة من الشركات التي ينضوي في أكنافها مئات الرجال المؤهلين والمتسلحين بأعلى الدرجات العلمية في كثير من التخصصات.

ثم يأتي (ثرثار تافه) من المحسوبين على الإعلام الرياضي -من الفئة إياها- لدلق توجيهاته للعالِم الدكتور حول ما يجب وما لا يجب، وهو الذي لا يستطيع إدارة أحد المطاعم الشعبية.. بل هو في حقيقة الأمر بأمس الحاجة إلى من يعلمه أدب مخاطبة من هم أعلى وأعلم منه.

بالله عليكم هل كنتم تتوقعون حدوث مثل هذه الانقلابات الكوارثية في الموازين(؟!).

حقاً إنه زمن (الرويبضة).

من الديوك إلى الغربان؟!

بعيداً عن العنصرية وما في حكمها.. تبقى ثمة حقيقة ماثلة بكمل ملامحها وتفاصيلها، تؤكد بأن من لا خير فيه لوطنه الأُم، لا خير فيه لوطنه بالتبني.

هاكم هذا المثال: نجوم إفريقيا السمراء الذين ملأوا الآفاق ولووا الأعناق إعجاباً وإبهاراً بفنونهم وإمكاناتهم الكروية.. حتى إذا استحوذوا على اهتمام العالم، وباتوا المطلب المفضل لأشهر الأندية في العالم.. بل الذهاب إلى أبعد من ذلك حين تسابقت الكثير من البلدان على استقطابهم ومنحهم هوياتها الوطنية طمعاً في الاستفادة القصوى من توهجهم.

وبما أن هؤلاء النجوم قد استسهلوا بيع هوياتهم الأصلية بالمال.. فلا غرابة إذن في تخاذلهم في تمثيل أوطانهم البديلة.. كما لا غرابة في تحول ولاءاتهم بالكامل للأندية التي يمثلونها.. حق الذين احتفظوا منهم بهوياتهم الإفريقية الأصلية لسبب أو لآخر.. سرعان ما أصابتهم عدوى التخاذل في تمثيل أوطانهم، وباتوا أكثر ولاءً لأنديتهم الأوروبية على حساب الأوطان سواء من حيث عدم الجديّة في الأداء، أو من حيث تحاشي الالتحامات خشية التعرض للإصابات (!!).

إذ لم يعد ذلك سراً، وبات أكثر وضوحاً من خلال دورات البطولات الإفريقية الأخيرة، ومن ثم تنافسات كأس العالم المقامة حالياً في جنوب إفريقيا التي كان يفترض أن تكون للمنتخبات الإفريقية اليد الطولى فيها عطفاً على إقامتها على أرضها (؟!!).

حتى المنتخب الفرنسي الأكثر استقطاباً لأولئك الصنف من اللاعبين.. ماذا جنى من وراء الاستعانة بهم بنسبة (90%) غير الخيبة وقلة القيمة، وهو الذي حقق كأس العالم وبطولة أوروبا عندما كان منتخب (الديوك) وليس منتخب الغربان (؟!).

من الأمثال الجنوبية

(ولد ما هو ولدك.. ما ينفعك ولا ينفع بلدك)



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد