Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/06/2010 G Issue 13789
الاربعاء 18 رجب 1431   العدد  13789
 

خادم الحرمين خلال لقائه بأبنائه وبناته المبتعثين في كندا:
لا نقبل غير الصدارة لوطن أعطانا الكثير، وينتظر منا رفعة شأنه بين الأمم

 

تورنتو - موفد الجزيرة - سعد العجيبان

«لا نقبل غير الصدارة لوطن أعطانا الكثير، وينتظر منا جميعاً ثمرة ذلك العطاء لرفعة شأنه بين الأمم»،

«الأمم لا تعلو إلا بسواعد أبنائها، والعلم هو المدخل الواسع والأداة الفاعلة في مسيرة التنمية».

بهذه العبارات التوجيهية شدَّ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على سواعد أبنائه وبناته المبتعثين في كندا، وذلك خلال استقباله لهم - حفظه الله - في تورنتو قبيل اختتام زيارته إلى كندا أمس الأول الاثنين. وقد وجه خادم الحرمين الشريفين كلمة لأبنائه وبناته المبتعثين حثهم من خلالها على ضرورة أن يكونوا على قدر المسؤولية سلوكاً وتعاملاً. وتمنى خادم الحرمين لأبنائه وبناته الطلاب والطالبات التوفيق والنجاح وأن يراهم قريباً بمشيئة الله في الوطن.

كلمة خادم الحرمين

وفيما يلي نص كلمة خادم الحرمين خلال استقباله عدداً من أبنائه وبناته المبتعثين في كندا:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبنائي وبناتي المبتعثين في كل مكان من هذا العالم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبنائي وبناتي:

لا شك بأنكم تدركون بأن الأمم لا تعلو إلا بسواعد أبنائها، وتعلمون بأن العلم هو المدخل الواسع والأداة الفاعلة في مسيرة التنمية، لذلك فإن المسؤولية الملقاة على عاتق كل مبتعث ومبتعثة تحتم عليه أن يسعى بعزم لا يعرف الكلل ولا الملل لتحصيل العلم، فأنتم بعد الله - جل جلاله - عتاد الغد لمستقبل لا نقبل فيه بغير الصدارة لوطن أعطانا الكثير، وينتظر منا جميعاً ثمرة ذلك العطاء لرفعة شأنه بين الأمم.

أبنائي وبناتي الأعزاء.

إنكم سفراء الوطن، تمثلونه بأخلاقكم وقيمكم التي نستمدها جميعاً من ديننا، لذلك أوصيكم بأن تكونوا على قدر المسؤولية سلوكاً وتعاملاً، ولا يساورني أدنى شك - إن شاء الله - بأنكم تدركون ذلك، وأنكم خير من يمثل وطنه وأهله، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد والنجاح في مسعاكم النبيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وكان خادم الحرمين الشريفين قد استقبل في مقر إقامته بمدينة تورنتو في كندا بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الملحق الثقافي السعودي في كندا الدكتور فيصل بن محمد المهنا ومجموعة من الطلاب والطالبات المبتعثين للدراسة في كندا.

كما استقبل -أيده الله- رئيس جامعة تورنتو الفخري ديفيد بيترسون ومدير الجامعة الدكتور ديفيد نيلر وعدداً من المسؤولين في الجامعة بمناسبة صدور الأمر السامي الكريم بالموافقة على إنشاء كرسي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز في مجال حوار الحضارات في جامعة تورنتو العريقة.

وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم.

ثم ألقى الملحق الثقافي السعودي في كندا الدكتور فيصل المهنا كلمة عبر فيها باسمه ونيابة عن جميع المبتعثين والمبتعثات إلى كندا عن البهجة والسرور بالتشرف بلقاء خادم الحرمين الشريفين.

وأشار إلى أن صدور الأمر السامي الكريم بإنشاء كرسي للدراسات والأبحاث في مجال حوار الحضارات في جامعة تورنتو الأكبر والأعلى مرتبة في كندا والأكثر إنتاجاً علمياً في مختلف الحقول يأتي تأكيداً على حكمة الملك المفدى وبعد نظره وحرصه الدائم على بث روح التسامح والإخاء وسعيه الدؤوب إلى تهيئة البيئة المثلى لإثراء النشاط العلمي في حوار الحضارات والثقافة.

عقب ذلك ألقى مدير جامعة تورنتو ديفيد نيلر كلمة قال فيها: إنه لشرف كبير أن أقف أمام مقامكم الكريم في هذه المناسبة التاريخية في أول رحلة لكم إلى كندا، وأتقدم إليكم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان على هديتكم الجزيلة لجامعة تورنتو وللشعب الكندي من خلال منحة إنشاء كرسي علمي يسهم في دعم المعرفة حول الحضارة الإسلامية وفهمها.

وأكد أن هذا الكرسي سوف يدعم جامعة تورنتو للالتزام بفهم عميق وطويل المدى لثقافة هي واحدة من أكثر ثقافات العالم تأثيراً وروحانية، كما سيقوي العلاقات التاريخية بين شعبي المملكة العربية السعودية وكندا.

وعبَّرَ في ختام كلمته عن شكر منسوبي الجامعة وأهالي إقليم أونتاريو بكندا والشعب الكندي بعامة لخادم الحرمين الشريفين على عطائه السخي وعلى نظرته الثقافية الرامية إلى تعميق التفاهم الثقافي.

يذكر أن كرسي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز في مجال حوار الحضارات في جامعة تورنتو يعمل على نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وإثراء النشاط العلمي في مجال الحوار الحضاري ونشر التسامح وقبول الآخر من خلال تحفيز الإنتاج المعرفي من الكتب والدراسات العلمية والبحوث، واستقطاب علماء بارزين لإعداد دراسات علمية تدعم الحوار الثقافي.

وتقديم منح دراسية لطلبة الدراسات العليا لإكمال دراساتهم في مجال التقارب بين الأديان وترجمة الأعمال التي تخدم حوار الثقافات والأديان، وإصدار مجلة علمية لخدمة أهداف الكرسي والتعريف به، وتنظيم مؤتمر دولي سنوي للحوار بين أتباع الأديان برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز حفظه الله.

إضافة إلى رصد عشرين مليون ريال لمدة خمس سنوات بواقع أربعة ملايين ريال سنوياً لتمويل دعم مشاريع البحوث التي يقوم بها الكرسي بالإضافة إلى تمويل المنح التعليمية والمؤتمرات والندوات.

إثر ذلك ألقت الطبيبة المبتعثة مشاعل الحربي كلمة الأطباء والطبيبات المبتعثين إلى كندا رحبت فيها باسم الجميع بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.

وثمنت ما تزخر به المملكة من ثروة بشرية، ثروة وطن من أبناء وبنات وضعوا الله أمام أعينهم، وزرعوا كلمات قائدهم في دواخلهم، فعالجوا المرضى بالحب وملأوا المشافي بالعلم والعمل، أبدعوا دراسة وتحليلاً وتجارباً.

ونوهت برعاية واهتمام الملك المفدى لأبنائه وبناته المبتعثين، ومتابعة احتياجاتهم وحرصه على أن يحققوا أعلى الدرجات ليعودوا إلى بلادهم بمجد طبي وعمل واثق ونهضة علمية واعدة.

ثم ألقى الطالب المبتعث أحمد بن محمد الأنصاري كلمة نيابة عن الطلاب والطالبات المبتعثين إلى كندا عبر فيها عن سرور الجميع بالمثول أمام خادم الحرمين والاستماع إلى توجيهاته الأبوية الحانية.

واستعرض ما تحقق في المملكة خلال السنوات الخمس الماضية من منجزات تنموية في سائر القطاعات متميزة بالشمولية والتكامل سابقت الزمن، وفاقت التوقعات.

ورفع نيابة عن الطلاب والطالبات المبتعثين الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو النائب الثاني -حفظهم الله- على ما يحظى به قطاع التعليم من دعم ورعاية.

بعد ذلك ألقى الطالب المبتعث الشاعر عبد الرحمن العمري القصيدة التالية:

بكم (كندا) أسمى وأرقى وأعظم

وأبهى وأحلى في الجمال وأوسم

فما إن وطيت الأرض حتى تبسمت

وحق لها بل كيف لا تتبسم!

وأنهارها غنَّت على الناي فرحة

وشطآنها من بهجة تترنمُ

ووجهُك غطَّى نورُه نورَ شمسِها

وما عاد في أرجائها الليل مظلم

وأنفاسكم فيها ضرُوبٌ من الشذى

تُعطر نسمات الهوى وتعقم

وأنت من (العشرين) أطول قامة

وكفك من بد المحيطين أكرم

فيا مرحباً ما طاف بالبيت طائف

ويا مرحبا ما سبح الله مسلم

ويا مرحبا من جد ذكركم في الورى

وما قيل عبدالله يحكم

ويا مرحبا ملأ الثريا إلى الثرى

تنفسها صدر وصاح بها فم

ألست الذي أرسى على الحكم عدله

وفي خدمة البيتين تعطي وتنعم

ويشهد قبر للنبي بطيبة

ويشهد بيت الله حتماً وزمزم

وعقلك هديٌ للعقول بفكره

مُشِِعٌّ وفي كل المجالات يسهم

ألست الذي سنَّ الحوار ثقافةً

لكل شعوب الأرض والناس تعْلَمُ

وإصلاح ذات البين جلُّ اهتمامكم

وأنت على لمِّ الشتات مصمم

وأنت الذي صاغ السلام خريطة

بها كل سفكٍ للدماءِ محرم

وفي دول شيدت للعلم منبرا

أساساتها فكر وجدرانها فهم

وبذلك بانت للعيان ثماره

وفخرك لا يرقى إليه معظم

وها قد أتت تسعى إليك طلائعٌ

ومن خلفها سيلٌ عظيمٌ عرمرم

جيوش من الطلاب أنت بعثتها

لتنهل شهد العلم إذ أنت ملهم

أتوك هنا والشوق زاد طريقهم

وأعينهم تواقة كي تراكم

يقولون يا مجد البلاد وعزها

بحبك يجري في شراييننا الدم

فهاك ولاءً خالصاً من قلوبنا

وهاكَ وفاءً ليس فيه توهم

وهاك عهوداً صادقات بأننا

سنبحر في بحر العلوم ونقدم

ونرجع يوماً للديار بعلمنا

نشاركُ في ركب البناء ونسهم

أيا سيدي إني عن الوصف عاجز

وإني على ختم القصيدة مرغم

أيا سيدي فاعذر قصوري فإنها

خصالك تعلو فوق شعري وتعظم

ويعجز عنك الشعر مهما أطلته

وإني على هذا أقِرُّ وأبصم

حضر الاستقبالات صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، وأصحاب السمو الملكي الأمراء، ومعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومعالي وزير لثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، والوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين.

لقطات من اللقاء

- ظل خادم الحرمين الشريفين فترة طويلة واقفاً لحظة دخوله القاعة المخصصة للقاء يحيي أبناءه وبناته المبتعثين في كندا ملوحاً بيده الكريمة، في استجابة منه حفظه الله لتحية المبتعثين الذين عمت الفرحة قلوبهم بلقاء ملكهم، وأغرقت القاعة بالتصفيق المكثف.

- أثلجت كلمة المبتعثة مشاعل الحربي والمبتعث أحمد الأنصاري صدر خادم الحرمين وأصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء، لما تضمنتها من مضامين تعكس رقي العقلية التي يتمتع بها أبناء وبنات خادم الحرمين المبتعثين، وتعهدهم بأن يحققوا أعلى الدرجات ليعودوا إلى بلادهم بمجد وعمل واثق ونهضة علمية واعدة.

- نالت قصيدة المبتعث عبد الرحمن العمري إعجاب خادم الحرمين وأصحاب السمو الأمراء والحضور، فقد تضمن أحد أبياتها مضموناً حول قمة العشرين (وأنت من العشرين أطول قامة

وكفك من بد المحيطين أكرم )، كما كان للمبتعث حين أشار إليه معالي رئيس المراسم الملكية الأستاذ محمد بن عبد الرحمن الطبيشي بالإسراع لإنهاء القصيدة نظراً لارتباطات خادم الحرمين المكثفة، ليرتجل في قصيدته بيت (أيا سيدي إني عن الوصف عاجز - وإني على ختم القصيدة مرغم) وهو يشير بيده إلى الطبيشي، فقوبل البيت الشعري بالاستحسان من خادم الحرمين وأصحاب السمو الأمراء والحضور.

- تجاوز عدد المبتعثين والمبتعثات الذين تشرفوا بلقاء الملك عبدالله المائتين، وكان منهم الكثير ممن لم تسنح لهم الفرصة بلقاء خادم الحرمين أمام مدخل مقر إقامته في تورنتو، حيث تشرفوا بتحيته لهم لحظة خروجه من مقر اللقاء.

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد