Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/06/2010 G Issue 13789
الاربعاء 18 رجب 1431   العدد  13789
 

دفق قلم
رسالة استوقفتني ومشكلة أثارتني
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

موضوع اجتماعي مهم يدور الحديث عنه في مجالس الناس دون تحديد طريقة عملية لمعالجته، وكثيراً ما سمعت من يتحدثون عنه، ورأيت حماستهم له، وشعرت بحماستي فيه، ثم ينتهي الأمر عند هذا الحد. لكنَّ الرسالة التي بعث بها إليّ الأخ الكريم (عبده سليم) حول هذا الموضوع الاجتماعي المهم استطاعت أن تحرّك من شجوني، وتثير من اهتمامي ما دفعني إلى كتابة هذه السطور.

يقول الأخ «عبده» عدد كبير من الفتيات الطيبات المتعلّمات، المؤدبات الجميلات يتوارين وراء إهمال المجتمع، فلا يحظين برغبة خاطب، ولا يقوم لهنّ الناس بواجب، ولا يجدن أثراً لرغبة راغب، فتيات قدّر الله عليهن ببعض النقص في أجسادهن «كالعرج خفيفاً كان أم ثقيلاً، وكالحول، وكبعض التغيّر الذي حدث بسبب حادثة حريق، أو حادثة مرورية، أو غير ذلك من الحوادث» قدّر الله عليهنّ ذلك، فتوقف قطارهنّ في محطة العزوف عن الزواج بهنّ، وأصبحن ينظرن إلى الحياة من حولهنّ تزخر بالخاطبين والمخطوبات، والمتزوجين، والمتزوجات، وهنّ يقفن على قمّة الصبر والرضا بما قدّر الله، يعجبن لهذا المجتمع المسلم الذي يركض في الحياة ومظاهرها غافلاً عنهن، أو متغافلاً، مشغولاً أو متشاغلاً.

رسالة أصابت كبد الحقيقة، ووضعت يدها على الجرح، وحدّدت المشكلة تحديداً واضحاً، وها أنذا أنقل إلى القراء الكرام هذه الصورة القاتمة في مجتمعنا المسلم، لعلّها تجد من اهتمامكم، ما يحرّك الساكن، ويداوي الجرح، ويعالج المشكلة. وإني على يقين بأن الالتفات الحقيقي إلى هذه المشكلة سيوجد حلولاً ناجعة لها، ويرفع التبعة عن بناتنا الكريمات الشريفات اللاّتي ينتظرن من يشعر بهن ويعيش معهنّ في إطار المعاناة.

ولقد طرحت هذا الموضوع على بعض الإخوة والأخوات من باب معرفة مدى حضور هذا الموضوع في الأذهان، فوجدته حاضراً شعوراً وإحساساً ولكنه غائب عملاً ومعالجة وتطبيقاً.

هنالك من أشار إلى بعض المواقف السلبية من بعض هؤلاء الفتيات وأسرهنّ تجاه بعض من تقدّموا للخطبة من المتزوجين، حتى إن بعضهم أخبرني أنه يعرف فتاة أصيبت في حادث سيارة بخدوش بليغة في جانب من وجهها، ظلّت واضحة برغم عمليات التجميل، وقد دفع ذلك خطيبها إلى العزوف عن الزواج منها -وهو موقف غير نبيل منه- وبقيت سنواتٍ تنتظر خاطباً لم يأتِ أبداً، وحينما تقدّم لها رجل ذو خلق ودين وحياة مستقرة، رفض أهلها تزويجها به لأنها ستكون الثانية، ولم تفلح الجهود في إقناعهم، والحجة التي تمسّك بها الأب أن هذا النقص في ابنته سيظل نقطة ضعف أمام الزوجة الأولى مع أن البنت أبدت موافقتها ورغبتها الشديدة في الزواج.

إذن، هي مشكلة ذات جوانب متعددة، وأرى أن جمعيات المساعدة على التزويج الخيرية، والجمعيات النسائية ووزارة الشؤون الاجتماعية مسؤولة عن وضع برنامج واضح لعلاج هذه المشكلة، وأما التوعية الاجتماعية عبر وسائل الدعوة والإعلام فهي طريق مهم يمكن أن يوصّل قطار هذه المشكلة إلى محطّات الحلول الجذرية لها في مجتمعنا العربي المسلم.

لعلّ أهل الخير وأصحاب الرأي والمشورة والمسؤولية يضعون هذه القضية الاجتماعية في دائرة الاهتمام، ولعل وسائل الإعلام تنشر وعياً نافعاً بين الناس بضرورة الخروج من نفق الموقف السلبي من هذا الموضوع الاجتماعي المهم.

شكراً لأخي «عبده سليم» لأنه أسهم في هذه القضية، فحرّك كوامن قلمي، وجزى الله خيراً كل من يتفاعل ويشارك.

إشارة:

من ذا الذي نال في دنياه غايته؟

من ذا الذي عاش فيها ناعمَ البالِ

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد