Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/06/2010 G Issue 13789
الاربعاء 18 رجب 1431   العدد  13789
 
وسط مطالبة الصحافة المحلية بإقالته من منصبه مباشرة
كابيلو بدأ يخطط لتصفيات كأس أوروبا 2012 وكأن شيئا لم يكن؟

 

بدأ المدرب الايطالي لمنتخب انكلترا فابيو كابيلو التخطيط لكيفية مقاربته تصفيات كأس أوروبا 2012 وكأن شيئا لم يكن، معتبرا انه قام بالمطلوب خلال نهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010 لكن لاعبي «الاسود الثلاثة» خذلوه خلال مباراة الدور الثاني امام المانيا (1- 4) وتحدث كابيلو الذي أكد انه يريد مواصلة المشوار مع المنتخب الانكليزي رغم اخفاقه في مونديال جنوب افريقيا، عن كيفية تضميد الجراح والاستعداد للاستحقاق القاري المقبل رغم ان مستقبله لم يحسم حتى الآن بعدما اعلن الاتحاد الانكليزي بأنه سيتخذ قراره بشأن هذه المسألة بعد اسبوعين وسط مطالبة الصحافة المحلية بإقالته من منصبه مباشرة.

وكان كابيلو 64( عاما) مدد عقده قبل المونديال حتى 2012 أي حتى نهاية كأس أوروبا 2012 في بولندا واوكرانيا، وبحسب الصحف البريطانية فإن راتبه السنوي ارتفع إلى 6 ملايين جنيه استرليني 3.7 (ملايين يورو)، وبما ان الايطالي رفض الاستقالة، فإن إقالته ستكلف الاتحاد الانكليزي 12 مليون جنيه استرليني 6.14 (مليون يورو) في حال قرر التخلي عن خدماته.

وبدا كابيلو واثقا من انه سيواصل مشواره حتى نهاية عقده لان المدرب الايطالي بدأ يتحدث منذ الآن عن كيفية «انعاش» منتخب «الاسود الثلاثة»، خصوصا ان العديد من نجومه الكبار وصلوا إلى نهاية مشوارهم الدولي دون ان ينجحوا في الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم. وتطرق مدرب ميلان وروما وريال مدريد السابق عن اللاعبين المرشحين للانضمام إلى التشكيلة أو اللاعبين الذين سيتم الاستغناء عن خدماتهم، مضيفا «لقد تحدثنا بهذا الموضوع مع الطاقم الفني. اعتقد اننا سنجد على الارجح لاعبين جدد أو ثلاثة لكأس اوروبا، ادم جونسون، والظهير الايسر في ارسنال كيران غيبز، ومايكل داوسون، رغم انه ليس شابا.

هناك ايضا غابرييل اغبونلاهور وبوبي زامورا الذي كان مصابا هذه المرة. كما هناك لاعب آخر نأمل ان يكون في كامل لياقته حتى حينها وهو اوين هارغريفز».

وتابع «افضل اللاعبين الشبان هم في منتخب دون 21 عاما وليسوا جاهزين للعب هنا في كأس العالم، لكني آمل في العام المقبل او الاشهر الستة المقبلة ان يبرزوا إلى الساحة.

آمل ان يعود ثيو والكوت وان يشفى من الاصابة في كتفه. هناك ايضا جاك ويلشير الذي اعتبره لاعبا مثيرا للاهتمام. لدي بعض اللاعبين الجيدين الذين سيجهزون في الاشهر الستة المقبلة انه امر ممكن».

ويدرك كابيلو الذي تحدث ايضا عن المستقبل الواعد للحارس جو هارت، بأن تحدثه عن ثورة شبابية في منتخب «الاسود الثلاثة» مرتبط بالضوابط والمشاكل التي واجهها مع التشكيلة الحالية لا يوجد في الدوري الانكليزي الممتاز سوى 38 بالمئة من اللاعبين المؤهلين للدفاع عن ألوان المنتخب الانكليزي وبالتالي لا توجد امامه الكثير من المواهب للاختيار منها، كما انه طابع الدوري القاسي بدنيا، والروزنامة المكثفة (الدوري والكأس وكأس الرابطة والمشاركات الاوروبية) دون أي عطل حتى في فترة الاعياد تؤثر على الوضع البدني للاعبين وتتسبب بالاجهاد والكثير من الاصابات. لكن من الصعب التحدث فقط عن الارهاق كعذر للاخفاق الذي مني به المنتخب الانكليزي في جنوب افريقيا 2010 حيث قدم اداء مخيبا اولا امام الولايات المتحدة (1 - 1) ثم الجزائر (صفر - صفر) قبل ان يتحسن نسبيا امام سلوفينيا حيث خطف تأهله إلى الدور الثاني بفضل هدف وحيد سجله جيرماين ديفو، لينهي منتخب «الاسود الثلاثة» الدور الاول في المركز الثاني، ما وضع كابيلو في وضع حرج للغاية خصوصا امام الصحافة المحلية «القاسية».

ولم يتحسن وضع كابيلو بتاتا بعد مواجهة الدور الثاني حيث لقي الانكليز اسوأ هزيمة في تاريخ مشاركاتهم في النهائيات، ولم يرتق «الاسود الثلاثة» إلى مستوى توقعات المملكة والصحافة التي ترى فيه الفريق البطل الذي يعانده الحظ، لكن واقع الامور والمعطيات يشيرون إلى خلاف ذلك لان الانكليز لم يحققوا شيئا يذكر ان كان على الصعيد العالمي والقاري باستثناء فوزهم بمونديال 1966 وقد يكون عليهم ان ينتظروا حتى 2018 لكي يرفعوا الكأس مجددا في حال نالوا شرف استضافة النسخة الحادية والعشرين من العرس الكروي العالمي.

من المؤكد ان الضغط الذي تمارسه وسائل الاعلام البريطانية على المنتخب يلعب دورا سلبيا جدا في النتائج التي يحققها الاخير خصوصا انها لا تكتفي بتناول المسائل الكروية بل تلقي الضوء على أي شيء يتعلق باللاعبين ان كان شخصيا سطحيا أو حميما، وربما تجعل منهم نجوما اكبر حجما مما هم عليه واقعيا، وذلك خلافا لنظرائهم الالمان او البرازيليين الذين لا يعيرون اهتماما للافراد بل إلى ال»مانشافت» و»سيليساو» كمجموعة موحدة.

ويبرر كابيلو السبب الذي يجعله يتمسك بعدم الاستقالة، قائلا: «أعلم الكثير عن اللاعبين وما حصل. اعلم الوضع اليوم اكثر من السابق لاني ادركت ما حصل عندما وصلنا إلى كأس العالم. انا اتفهم المزيد من الاشياء، وأعي ان هناك امرا مهم للغاية، واتفهم لماذا لم تفز انكلترا (بالالقاب) في السابق: لاعبو انكلترا يصلون الى نهاية الموسم منهكين».

وواصل «كل مباراة لعبناها خلال هذه الفترة، سبع مباريات بالمجمل بينها الودية وتلك التي خضناها في كأس العالم، لم ار اللاعبين الذين شاهدتهم في الخريف او بعد شهرين من عيد الميلاد.

كانوا يتمرنون بشكل جيد، كانوا مركزين، لكنهم ليسوا اللاعبين ذاتهم، ليسوا بالسرعة ذاتها، بالسرعة التي اعرفها عنهم.

أريد ان اغير شيئا لكن من المستحيل فعل ذلك، هناك الكثير من المباريات خلال الموسم. يلعبون السبت والاربعاء والسبت والاربعاء».

واذا بقي كابيلو في منصبه وستكون هذه المسألة التحدي الاكبر الذي سيواجهه، فانه مصمم على نيل فرصة ثانية يثبت من خلالها ان بامكانه ان يغير المنتخب الانكليزي: «افضل ان ابقى. نحتاج إلى الوقت من اجل استعادة توازننا وحيويتنا».

وسيعلم كابيلو قرار بقائه على رأس الادارة الفنية لمنتخب «الاسود الثلاثة» من عدمه بعد اسبوعين، وهو كان اشار إلى انه تحدث مع السير دايف ريتشاردز، المدير العام للاتحاد الانكليزي، الذي قال للمدرب الايطالي انه بحاجة إلى اسبوعين لاتخاذ القرار.

وأكد كابيلو انه رفض اقتراحات من اندية كبيرة لانه يحب مهنته كمدرب للمنتخب الانكليزي، فيما قال المتحدث باسم الاتحاد الانكليزي ادريان بيفينغتون: «كابيلو مرتبط معنا بعقد حتى عام 2012م .

بيد ان الجميع اعرب عن خيبة الامل بخروجنا من نهائيات كأس العالم بهذه الطريقة.

من المنطقي العودة إلى لندن واتخاذ الوقت الكافي والحديث مجددا مع كابيلو».

واعتبر كابيلو رد الاتحاد الانكليزي «ذكيا»، وقال «اعتقد بانه جواب ذكي»، بيد انه بدا عصبيا عندما طرح عليه سؤال حول ما إذا كان لا يزال يستحق «الاموال الطائلة» التي يدفعها له الاتحاد الانكليزي.

وقال «اختاروني لهذا المنصب، واعتبروا بانني استحق هذا الراتب الاموال لا تحدد قيمة الانسان».

وأوضح بيفينغتون «احب التذكير بانه ليس كابيلو من حدد راتبه تعاقدنا معه عندما كنا في الحضيض وفشلنا في التأهل إلى نهائيات كأس أوروبا 2008م فابيو اعطى الثقة إلى هذا المنتخب».

يذكر ان المنتخب الانكليزي وقع في تصفيات كأس اوروبا 2012 ضمن المجموعة السابعة إلى جانب سويسرا وبلغاريا وويلز ومونتينيغرو، وهو يبدأ مشواره اعتبارا من الثالث من سبتمبر المقبل في مواجهة بلغاريا.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد