Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/06/2010 G Issue 13789
الاربعاء 18 رجب 1431   العدد  13789
 
وفي محفل الأبطال يفتقد الخضر
محمد بن سعد العجلان

 

لم أكن كمواطن سعودي أتوق لمشاركة منتخب بلدي في كأس العالم مثلما كنت في هذه الدورة الحالية حين رأيت منتخبات عريقة تهوي ومنتخبات أخرى تأتي من الصفوف الخلفية لتحقق الإنجازات، فقد قدم منتخب كوريا الجنوبية رغم توديعه للمونديال مستوى مشرفاً، وكذلك فعلت اليابان التي أتمنى أن تصل لدور الثمانية وتمضي قدماً نحو الأدوار المتقدمة.

أما توقي لوجود المنتخب السعودي فدافعه الوطنية أولاً ثم الأمل بتحقيق إنجاز جديد في أكبر وأعظم محافل كرة القدم، أما وقد تعذر ذلك ولم يوفق الأخضر في الوصول فلعل في ذلك دروساً تدرس لتكرس من أجل الفائدة وعدم الوقوع في نفس الخطأ مرة أخرى.

أتوقع وأنتظر مع غيري من المسؤولين عن الأخضر أن يتأملوا فيما فعله المنتخبان الكوري الجنوبي والياباني، وأن يستفيدوا من كل الكبوات السابقة لتكون مشاركتنا في المونديال العالمي القادم بمستوى المسؤولية والطموح؛ فنحن لم نعد نتطلع لمجرد الوصول لكأس العالم والخروج المر المزري كما حدث لنا فيما سبق وما حدث لمنتخب كوريا الشمالية الذي كاد يعيد ذكرى الثمانية ويضع القارة الصفراء في نفس المكانة لولا تألق اليابان وكوريا الجنوبية اللذين شرفا الكرة الآسيوية.

الاحتراف الحقيقي ليس في الأنظمة فحسب، بل في طريقة التعامل مع هذه الأنظمة، وكذلك في العقليات التي تدير برامج التطوير واللاعبين وكل المنتسبين إلى الأندية الرياضية، ومن هذا المنطلق فإن الوصول للمراتب العليا والإنجازات المحسوبة لا يمكن أن يتحقق بدون احترام الأنظمة والتعامل معها بحرفية كبيرة من قبل الجميع.

أتفق مع أهمية الإعداد النفسي للاعبين ودوره الكبير في شحن الهمم وتهيئة اللاعبين لكافة أجواء المباريات المختلفة، ولكني أيضاً أنظر إلى العقلية الاحترافية المعدومة تقريباً بنفس الدرجة.

اللاعب السعودي لاعب مهاري جداً وربما تفوق على غيره في كثير من دول العالم ممن تأهلوا وحققوا مراكز متقدمة ولكنه فقير جداً في الجانب الفكري، ولذا فإن ثقافة الاحتراف تأتي في نفس درجة أهمية الإعداد النفسي والبدني.

ألم تصبح الرياضة صناعة وتجارة أيضاً..!؟

الجواب بكل تأكيد (نعم)، وما دام الأمر كذلك فإن على كل من يعمل في المجال الرياضي أن يعي الدور جيداً، وأن يعطي العطاء الذي يتساوى مع ما يأخذه، وعندما يصل الأمر لمصلحة الوطن فعليه أن يحترق من أجل ذلك.

ألم تشاهدوا كيف يتصبب عرقهم، وكيف يحرثون الملعب، وكيف يحترقون من أجل دولهم..!؟

ألم تشاهدوا كيف يتعاون الكل من أجل مصلحة الوطن بعيداً عن كل الشعارات الأخرى..!؟

ألم تروا كيف يؤثر البعض على نفسه ليضمن تسجيل الهدف، أوليس ذلك من أجل الوطن..!؟

الكثير الكثير يمكن أن يقال هنا، وتأكدوا أن وصول الأخضر السعودي للمونديال العالمي وتحقيقه للإنجازات ذات القيمة لن يتأتى إلا إذا تمت الاستفادة من كل ما شوهد ولوحظ في المونديال الحالي، وكذلك من الإخفاقات والدروس السابقة التي يبدو أننا لا نعيرها اهتماماً بمجرد وضعها في سلة الماضي، ذلك الماضي الذي لن يستقيم لنا حاضر أو مستقبل ما لم ننبش فيه لنشخص الداء ونصف الدواء.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد