حظيت من الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن الماضي بإهدائي جميع ما أصدر من كتب ومقالات.. ككتاب (ذاكرة الزمن) وكتاب (خواطر وأحاديث للأبناء) وكان آخرها كتاب (نشأة الإخوان ونشأة الأرطاوية) وما أصدر أبو عبدالمحسن جاء من شخصية اجتماعية معاصرة ومن رجل عندما يتحدث أو يكتب، فهي نابعة من أحاسيس ووجدان نابع من القلب وأفكار نيّرة من عقل سليم ومميز، كلاهما نابض لمحبة الوطن بقيادته وأناسه، آتية من رجل صامت حسن الاستماع عميق التأمل ذو حكمة ووقار علاوة على ما يتمتع به من خصال كريمة ورأي سديد وعلاقات اجتماعية مرموقة، وإصدارات أبي عبدالمحسن تعنى بالموروث التاريخي والاجتماعي وهي عوناً قوياً للباحثين المهتمين بهذه المنطقة المحددة وستضع للأجيال القادمة ذاكرة الماضي المجيد المعتز بحاضره، وتزيد من إحساسهم وربطهم بماضيهم المبني على الإخلاص والتفاني وحب الأرض (الوطن).

وفي الإصدار الأخير يشدك الشوق لمعرفة واقع مكان غالٍ من أرض وطننا الحبيب (الأرطاوية) كيف وهذه المعرفة آتية من رجلٍ ولد وترعرع وتعايش مع أناسها وأرضها وحقبة من زمنها حظيت به من المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- من استقرار وتنمية مع معالجة حكيمة للتيارات المتوترة آنذاك لنعيش في سلام ورغد وتنصرف بالمشاركة في بناء الوطن الموحدة بقيادته وشعبه وأرضه وتم له ما أراد بفضل ما يتصف به من حكمة وبعد نظر وعمق قيادي فذ لنصل إلى هدف السيادة والعلم والحضارة المتقدمة والتي تحققت بالإرادة الفذة والطموح العالي، واستمرت المسيرة من أبنائه باستمرارية العطاء للرقي والتقدم.

إن فصول الكتاب مرآة ناصعة تأخذك في انسياب فكري لواقع الحياة آنذاك والرجال الأفذاذ في تصرفاتهم النابعة بالتمسك بالإسلام ديناً وبهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والنصيحة وصلة الرحم والتوادد فيما بينهم والتمسك بالاحترام المتبادل والجهود الجبارة في إرخاء الأمن والاستقرار ومواصلة التعليم ونوعية المكاتبات والتجارة والحرف والمناسبات الاجتماعية والمحاصيل الزراعية واللبس للرجال والنساء في مختلف المناسبات.

فهذا الكتاب يعتبر تدويناً وتوثيقاً لمن أراد البحث والتدقيق، وفق الله الجميع.