Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/07/2010 G Issue 13793
الأحد 22 رجب 1431   العدد  13793
 
(وقاية) تخرج من مأزقها «البنيوي» أقوى مما كانت!
عبدالله عيون السود

 

مأسسة (العمل الاجتماعي) ليس جديداً على المملكة، ومع ذلك بدا وكأنه جديد، جد جديد!

لماذا؟ لعل في تحمل «الدولة» - راضية - لكل الأعباء: أعباء الوطن، والمواطن، ما أعطى، ويعطي مثل هذا الانطباع.

تفعيل المسؤولية الاجتماعية، صار ضرورة وطنية.. فالدولة المعاصرة لا مكان فيها لعاطل من المسؤولية.

(الجمعية الوطنية الخيرية، للوقاية من المخدرات) وجدت، استجابة لخطر يتهدد شباب المملكة، وشاباتها، والمقيمين على أرضها المعطاء.. وهو خطر لا يرحم، يأتي على البنيان من القواعد.

وهي في مشاريعها وبرامجها تتناغم مع (المديرية العامة لمكافحة المخدرات)، و(اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات)، وقوتها في هذا التناغم الذي يعقلن حيويتها الطليقة التي توفرها لها -بعيداً عن البيروقراطية - كينونتها كنتاج لمجموعة القيم التي تحكم (العمل الأهلي).

(وقاية) وهذا اسم الجمعية، اختصاراً، اعتمدت «التجربة، والخطأ»، في عملها، فجاء نموها المقدر، غير متوازن.

وكادت (وقاية): لهشاشة بنيتها التنظيمية، وللقفز على المهمات التي (لا بد منها)، وتغليب الاستعراضي، على الذهاب عميقاً، وبعيداً.. في صلب القضية التي نذرت نفسها لها، ألا وهي: خفض الطلب على المواد المخدرة) وصولا، إلى: (وطن خال من المخدرات).

أقول: كادت (وقاية) أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، لولا أن تداركها: (سلمان، الرياض في أوج نضجها) بقبوله الرئاسة الفخرية. و(محمد، الرياض في شبابها المتجدد) بقبوله: منصب نائب الرئيس الفخري.. وهو في عز الصبا، وعنفوان الشباب، ويدري كيف يجعل من (وقاية) مصدر إشعاع في طول البلاد، وعرضها.

(وقاية) تكون عملاً إبداعياً متجدداً، أو لا تكون. فاستهداف (الذهنية الشابة) يتطلب قلباً دافئاً، وعقلاً لا يكف عن اجتراح المعجز: الافتتان بالحياة كهبة إلهية، لا تتكرر للإنسان مرتين، وقطف لذائذها الحلال، والتعبير عن هذا التعاطي النبيل والأنيق، بمزيج من الفعالية، والجمالية فعمارة الأرض، لا تكون إلا بعمارة الإنسان!

الشاب السعودي - ذكر أو أنثى - صار العالم بين يديه: فهو، يرى، ويسمع ويشم، ويلامس، ويتذوق المنتج الحضاري، ويتطلع لأن يكون شريكاً أساسياً في التطور الإنساني.

وهو لهذا مستهدف، من قوى تجيد صناعة (الأفخاخ) للإيقاع بهذا الذي وفرت له «دولته» الاستقرار، وكثرة فرص النمو!..

دور (وقاية)، أن تلعب دور الصديق: (لا نهي ولا أمر.. بل.. نجاوى أصدقاء!).

وهذا يحتاج إلى فريق عمل من نوع خاص.

رؤيويون، ويعرفون كيف يروضون الخارق، ليصير أليفاً!.

حالمون، ولكنهم لشغفهم بالملموس والمحسوس، يداورون المتخيل ليكون واقعاً، ولا أغنى!

المعرفة، عملهم اليومي، يسألون حتى البديهيات.

يطربون للأصالة، ولكنهم يتطلعون ليكونوا: إضافة!

يألفون، ويؤلفون..

قريبون من «الله»، حبب إليهم: عمل الخير!

«لا يسألون أخاهم..»

بأولئك، تستطيع (وقاية) الوصول إلى (الشباب)، لتقول لهم: «أنتم كنز هذه المملكة».

وليس من الحكمة التفريط بشاب واحد.

معاً، وجميعاً لدعم هذه (الجمعية..)، فوالله، ثم والله.. إذا لم نوفر للشباب (المرجعيات) التي يثقون بجدارتها، فإن ثمة (مرجعيات) أخرى، خبيثة ومضللة.. تلوح لهم. تناديهم..

وبعد:

تحية.. إلى د. عبدالإله المؤيد، الذي أعطى أفضل ما عنده:

«بريق عينيه، وليال لا عد لها» ومثلها، إلى الأستاذ/ أبي عبدالله، علي الجريس، الرجل الذي يعي ضخامة الأعباء المترتبة عليه، كرئيس لمجلس إدارة (وقاية)، وكل الحب لأعضاء المجلس..

وبعد، أخيرة:

التمكين الذاتي لـ(وقاية)، هو هديتكم الأغلى: لسمو الأمير/ سلمان بن عبدالعزيز.

وتأليق (وقاية)، هي الهدية التي سيطرب لها كثيراً: الأمير الشاب «محمد بن سلمان).

الكل ينتظر تجليات الولادة الثانية لـ(وقاية)!.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد