Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/07/2010 G Issue 13793
الأحد 22 رجب 1431   العدد  13793
 
حمى المونديال
محمد العبدي

 

كانت مباراتا الجمعة في الدور ربع النهائي نموذجاً لسوء الحظ؛ فالبرازيل التي تسيطر على الشوط الأول أمام هولندا حتى أشفق من يحبون البرتقالي على حاله؛ ليسجّل روبينيو هدفاً ويضيّع فابيانو وكاكا هدفين آخرين وسط استعراض وعرض برازيلي مدهش، تظهر هولندا في الشوط الثاني كما لو كانت فريقاً آخر، وكأن المدرب دونجا أوصى فريقه بالهدوء وعدم الحصول على بطاقات قد تغيبهم عن نصف النهائي؛ فشعر اللاعبون بالثقة المفرطة، واعتقدوا أن عليهم تمضية الـ45 دقيقة المتبقية كأداء واجب ليس إلا.. اتضح ذلك من خلال التوتر غير المبرر الذي كان عليه الفريق بعد تسجيل هولندا هدف التعادل، وكأن الآمال تلاشت ربما لاعتقاد البرازيليين بأنهم فائزون لا محالة، وأن الشوط المذهل الذي قدموه - وهو في اعتقادي الأفضل في البطولة - يشفع لهم بالتأهل، أم أن لطريقة دخول الهدف دوراً في السقوط فريسة للتوتر لا لهولندا التي لم تكن تستحق التأهل على حساب البرازيل.

يوم الجمعة خسر المونديال فريق البرازيل الذي رغم خروجه الحزين إلا أنه قدّم درساً للآخرين؛ فالمباراة تسعون دقيقة، والتوتر الذي كان في قمته عند فيليبي ميلو ساهم في الخسارة التي تكفل بها شنايدر في عشرين دقيقة من أمام ثلاثة من زملائه في الإنتر (بطل أبطال أوروبا). فالدرس كان قاسياً للبرازيليين ومفيداً لمن يريد أن يستفيد.

أما المباراة الأخرى فهي أيضاً نموذج لسوء الحظ؛ فضربة جزاء لغانا في الثانية الأخيرة من المباراة، وتحديداً في الدقيقة 120، كان تسجيلها كفيلاً بوصول غانا إلى نصف النهائي بإنجاز تاريخي، ولكن أحد أبرز نجوم البطولة (أسامواه) يضيعها مضيعاً هدفاً قاسياً تاريخياً ساهم الحظ فيه كثيراً؛ فخدم الأوروجواي وحرم غانا من المجد.

عموماً وإن خسرت البطولة المنتخب البرازيلي فإن أمام هولندا وأوروجواي فرصة تاريخية حتى وإن كانت على حساب البطولة بل على حساب النهائي الذي افتقد إثارته وقيمته من يوم الجمعة.

ومع المونديال يتجدد الحديث غداً.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد