Al Jazirah NewsPaper Monday  05/07/2010 G Issue 13794
الأثنين 23 رجب 1431   العدد  13794
 
أضواء
غياب المرجعية الرشيدة
جاسر الجاسر

 

فقد العالم الإسلامي مرجعاً دينياً كبيراً وشخصية إسلامية فذة، فقد غيب الموت المرجع الديني الشيخ محمد حسين فضل الله، النجفي المولد، اللبناني الأصل والنشأة.

الرجل الذي يمثل بحق المرجعية الرشيدة بكل ما تعني هذه الكلمة والمصطلح؛ فالسيد محمد حسين فضل الله، الذي يعد الأب الروحي لحزب الله اللبناني، ابتعد عن الحزب كثيراً بعدما ذهب الحزب بعيداً في أجنداته السياسية التي وظفت لخدمة إيران؛ فقد كان فضل الله ينادي بولاء الإنسان المسلم لدينه أولاً وللوطن الذي يعيش على أرضه ثانياً، ولذلك فقد رفض نظرية ولاية الفقيه وهذا ما زاد من شقة خلافه مع حوزة قم، والتصاقه أكثر فأكثر بحوزة النجف، وهو أصلاً نجفي الانتماء والولادة والدراسة إذ إن تحصيله العلمي في حوزة النجف ومنها حصل على المرجعية العليا «آية الله» وبعد سنين أصبح من الذين يجيزون منح هذه المرتبة الطائفية الكبرى.

ووفقاً لمنهج حوزة النجف فإن السيد محمد فضل الله، كان يمثل فئة المرجعيات الشيعية المهمة التي تمثل التيار العربي الذي يعتبره أنصاره من مقلديه من الشيعة بأنه يمثل الفكر الشيعي الصحيح للمذهب الاثنى عشري وفق نهج الإمام جعفر الصادق.

وللفقيد آراء تفرد بها عن غيره من المراجع الشيعية، فهو من أكثر المراجع دعوة لدرء الفتنة بين المسلمين رافضاً أن يتآكل وجودهم وقوتهم وذلك بفصل العصبيات المذهبية الضيقة، وكان داعياً للوحدة الإسلامية، قولاً وفعلاً، وكثيراً ما شارك في المؤتمرات واللقاءات، ويحث في خطب الجمعة على وحدة المسلمين وتجنب الخلافات الطائفية، كما أن للشيخ مواقف واضحة وصريحة في مواجهة التخلف والإصرار على القيام بتصرفات تضر المسلمين وتسيء إلى صورتهم، ولهذا فقد أصدر العديد من الفتاوى والآراء الدينية البارزة من بينها تلك التي تحظر على الشيعة عادة ضرب الرؤوس بالسيوف «التطبير» أثناء مواكب العزاء في عاشوراء.



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد