هكذا وصفك، وتمنى لك، وأطلق اسمك الجديد ، ودعا وزراءه بأن يدعوا الله معه بأن يطيل في عمرك ليسعد الشعب بما أفاء الله به من خير بعد اكتشافك يا «طويل العمر»، وأعاد المليك - حفظه الله - ذلك على مسامع أبنائه الطلاب في الغربة حين التقاهم في واشنطن، وبالتالي، أعاد هذا القول الجميل إلى مسامع شعبه جميعاً بعد أن ظل يشغل تفكيره لبعض الوقت، فقال ما قاله بوضوح أمام أبنائه، وفاتح به مِن قبل اجتماعاً لمجلس الوزراء.
***
ومثلما دعا عبد الله بن عبد العزيز ربه بأن يطيل الله في عمر هذا الذهب الأسود، وهذه الهبة الإلهية التي لا تقدر بثمن، ها نحن نتوجه إلى الله وندعوه مخلصين صادقين أن يطيل في عمر خادم الحرمين الشريفين ليحقق على يديه وبإخلاصه المعهود المزيد من الخير لوطنه وشعبه.
***
وكيف لا نبادر بالدعاء إلى الله بأن يمد في عمره، ونحن نعيش في خضم هذا التطور الهائل الذي تشهده المملكة بفضل حنكة هذا الملك المصلح الذي وظّف إمكانات الدولة وعائدات بترولها التوظيف الحسن، حيث أصبحت الخدمات الصحية والتعليمية وبقية منظومة متطلبات الشعب علامات بارزة في تميز قيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز لهذا الوطن، وبالتالي، تمتع شعبه بكل هذا الذي نراه من إنجازات.
***
وعندما يتوجه ملك إلى وزرائه، كما توجه الملك عبد الله مطالباً إياهم بأن يرفعوا أكف الدعاء إلى الله كي يستمر تدفق البترول من باطن هذه الأرض ليعمر من عائداته الوطن ويسعد به المواطن، ثم يكرر ذلك أمام أبنائه جيل المستقبل، فما ذلك إلا لأنه أخذ قراراً تاريخياً غير مسبوق يمنع التنقيب عن الكنوز الأخرى من الثروات التي تختزنها الأرض؛ حتى لا يحرم استثمارنا لها حق الأحفاد في التمتع بعائداتها مثلما تمتعنا ونتمتع بعائدات البترول منذ اكتشافه في عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله -.
***
لقد كان قراراً حكيماً من الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمنع التنقيب عن الثروات الأخرى، وكأنه يقول مخاطباً شعبه: ماذا سنترك للأجيال القادمة إن نحن استولينا واستأثرنا وبشكل جائر على كل ما يقع بين أيدينا من ثروات وكنوز تحت الأرض تكون زائدة على حاجتنا، دون التفكير في حق أحفادنا ومن سيأتي بعدهم من عوائد استثمار هذه الثروات في المستقبل، كما هو حقنا في عائد استثمار البترول حالياً، في حين أن عائدات البترول الحالية تمثل ما يغطي حاجتنا وأكثر، وعلى مدى عشرات قادمة من السنين.
***
إننا لا ندعو الله بأن يطيل استمرار تدفق النفط، أو كما أطلق عليه عبد الله بن عبد العزيز اسم «طويل العمر» فقط، وإنما ندعو الله أن يطيل أيضاً في عمر هذا الملك الصالح المصلح الذي لم يكتف بأن حوَّل عائدات هذه الثروة الهائلة إلى مشروعات عملاقة في مختلف المجالات والميادين، وإنما أضاف إليها وإلى جانبها حرصه وحدبه على صيانة حقوق الناس ومقدرات الأمة، بما في ذلك حقهم في ممارسة حرياتهم، وتمكينهم من أن يكونوا أعضاء نافعين ومؤثرين - دون وصاية من أحد - في بناء وطن شريف ينعم بثروات طويل العمر «البترول» ويقوده طويل العمر «الملك عبد الله بن عبد العزيز» الذي قاده تفكيره النظيف والمدرك إلى هذا القرار التاريخي المهم.