Al Jazirah NewsPaper Monday  05/07/2010 G Issue 13794
الأثنين 23 رجب 1431   العدد  13794
 
مدائن
للأمير فيصل رؤية تاريخية
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

لكل مؤلف في التاريخ قراءة يختص بها، كما أن له فلسفة يستشفها القارئ من خلال الفواصل التحليلية والسردية والإسقاطات الإيجابية التي يريد إيصالها المؤرخ بقصد الإيضاح من أجل المزيد من الضوء على الأحداث.

الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم أصدر مؤخراً كتاب: مختصر تاريخ الدولة السعودية (للفترة من 1157 - 1431هـ - 1744 - 2010م) وهي اختصار لدراسة مطولة عن تاريخ الدولة السعودية ورغم أن الدكتور فيصل بن مشعل آل سعود التزم بالمنهجية العلمية المتبعة في تدوين التاريخ السعودي واختار الطرح الأكاديمي الذي يقوم على تصنيف الدولة السعودية إلى ثلاث مراحل هي الدولة السعودية الأولى: بدأت 1157هـ- 1744م وانتهت عام 1233هـ - 1818م بعد حملة إبراهيم باشا على الدرعية والدولة السعودية الثانية: من بداية عهد الإمام تركي بن عبدالله عام 1240هـ -1824م وهي السنة التي أخرج الإمام تركي بن عبدالله آخر جنود الحاميات العسكرية التابعة لمحمد علي باشا من نجد وتنتهي عام 1309هـ - 1891م بانتصار أمير حائل محمد بن رشيد على الإمام عبد الرحمن بن فيصل. أما الدولة السعودية الثالثة: تبدأ من فتح الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن للرياض سنة 1319هـ -1902م.

لكن الأمير فيصل بن مشعل على الرغم من أنه التزم بأكاديمية الطرح ومنهجية التصنيف والتحقيب إلا أنه قدم رؤية جديدة في تدوين تاريخ الدولة ليداخل الحقب الزمنية والمراحل التاريخية ببعضها ويجعل منها تاريخاً واحد متماسكاً باستثناء فراغات في زمن محدود هي الفترة الواقعة ما بين 1233-1818م استسلام الإمام عبدالله بن سعود للقائد المصري إبراهيم باشا وحتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله عام 1240هـ -1824م من طرد الحاميات العسكرية التابعة لمحمد علي من نجد. والفترة الثانية تقع ما بين عام 1309هـ - 1891م انتصار أمير حائل محمد بن رشيد على الإمام عبدالرحمن بن فيصل وحتى عام 1319هـ - 1902م استعادة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الرياض.

إذن هي فترة وجيزة كانت الدولة تعيش صراعها مع جيوش محمد علي باشا التي كانت تنفذ سياستها وسياسة الدولة العثمانية والصراع على السلطة بين أبناء الأمام فيصل بن تركي وتدخل الدولة العثمانية لاجتياح الجزيرة العربية والوصول إلى شواطئ الخليج.

هذا الطرح الذي يحافظ على المنهجية الأكاديمية ويبرز الرؤية الجديدة في جعل بناء الدولة متماسكاً لها تاريخاً واحداً منذ عام 1157 - 1744م يدفع إلى آفاق جديدة في تناول التاريخ السياسي والحضاري للدولة السعودية التي نجحت في توحيد معظم أقاليم الجزيرة العربية باستثناء دول الخليج واليمن وهي تعد من أطول حقب التاريخ توحيداً منذ زمن الخلافة الراشدة والعصر الأموي حيث تحولت أقاليم الجزيرة إلى نظام الدويلات والإمارات رغم أنها كانت خاضعة حتى منتصف القرن السابع الهجري تحت ظل الدولة العباسية ومن القرن السابع الهجري عاشت الجزيرة العربية في نظام إمارات القرى وفي أحسن الحالات الأقاليم الصغيرة ولم تعرف شكل التوحيد إلا مع منتصف القرن (12) الهجري حيث بدأت تتشكل ملامح الدولة والتوحيد حتى شاء الله أن يوحد الملك عبدالعزيز معظم أقاليم الجزيرة العربية. لذا فقد وفق الأمير فيصل بن مشعل في أطروحاته وصياغته التاريخية في جعل تاريخ دولتنا تاريخاً واحداً متماسكاً منذ عام 1157هـ - 1744م. وأن عمرنا السياسي والحضاري يعود لأكثر من (250) سنة.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد