Al Jazirah NewsPaper Friday  09/07/2010 G Issue 13798
الجمعة 27 رجب 1431   العدد  13798
 
متنزهات وادي العيبة وهيئة السياحة
د. محمد أبو حمرا

 

وادي العيبة وادٍ في أعلى جبل طويق تجتمع فيه أودية كثيرة؛ ثم تصب على بلدة الداهنة ؛ مكوّنة شلالات الداهنة المعروفة وقت السيول؛ وبهذا الوادي كهوف « جمع كهف « كثيرة بأشكال تغري السائح أن يجلس بها؛ بل كان الناس سابقاً يتخذون منها سكناً لهم لسعتها وجمال مداخلها؛ وبهذا الوادي أشجار ضخمة من شجر الطلح البري ؛ والذي قضى الحطابون على معظمه؛ لكنه نما وترعرع في السنوات الأخيرة؛ خاصة بعد هطول الأمطار منذ سنوات.

هذا الوادي تجويف عميق في أعلى جبل طويق « اليمامة « وبه الكثير من نتواءات الحجارة التي تشبه التماثيل ولها أشكال يتعجّب المرء حينما يراها؛ والمناظر الطبيعية في هذا الوادي تغري الرائي وتجعله يقف مشدوهاً أمام اللوحات الجميلة التي جعلها الله هكذا؛ ومن هذا الوادي يصب شلال عجيب يسمّى شلال الداهنة؛ وهو مرتفع جداً بحوالى المائة متر؛ وكأنه قد قدّ بشكل أفقي منظّم وجميل؛ وكانت الطرق لهذا الوادي وعرة جداً؛ عدا طريق يسمّى دهين ينطلق من طرف بلدة الداهنة الجنوبي إلى أعلى الجبل ثم ينحدر للوادي؛ لكنه في عرض الجبل يتعرّج حتى يصل لأعلى نقطة بالجبل؛ ثم تبدأ سلسلة الجبل في الانبساط والانحدار في آن واحد للجبل؛ وكان هناك طرق تنطلق له من بلدة المعشبة بسدير ومن بلدة الحريّق بالوشم وكذلك من جلاجل؛ ولكن لقربه من الداهنة فقد كان الطريق الأقرب لأهل الحمادة هو دهين المذكور؛ وبعد أن تم تعبيد الخط المزفت الواصل بين جلاجل والداهنة أصبح الطريق سهلاً إلى وادي العيبة؛ وأصبح كثير من الشباب يشرفون من أعلاه على مصب شلالات الداهنة؛ وتحت الشلالات نخيل جميلة ؛ وأقرب هذه النخيل هو « عين الداهنة» العائدة ملكيتها لأسرة آل سويّد أهل جلاجل؛ وكذلك نخيل العيسى أهل الداهنة وغيرها من النخيل التي تعطي منظراً جميلاً للرائي من مصب الشلالات ومن أعلى الجبل.

هذا الوادي ومثله وادي النظيم « به سد بلدة الداهنة» كلاهما يحتاج إلى لفتة من هيئة السياحة والآثار لاستثمار الحياة الطبيعية والمناظر الجميلة هناك؛ خاصة وأنّ أجواء تلك الأودية المرتفعة هي أجواء باردة لارتفاعها عن سطح الأرض.

أضع هذا الاقتراح أمام الهيئة ؛ فعسى أن يتم النظر في تلك المناطق السياحية؛ أو على الأقل استغلال منطقة سد الداهنة في وادي النظيم المملوء بالآثار والأشكال الغريبة جداً من تقاسيم الحجارة الواقفة كتماثيل قديمة؛ ولذلك تجد مسمّيات عند أهل الداهنة لوادي النظيم والأودية التي تصب فيه مثل « أبو سواري « لأنّ حجارته تقف كالسواري؛ و» أبو رجلين « لأنّ الحجارة الواقفة تشبه أرجل البشر؛ ومثل « المربوبة» لأنّ مخزن الماء الممتلئ شتاء وصيفاً يشبه القدر المعروف بمسمّى مربوبة ... الخ ذلك من مسميات وأشكال غاية في الروعة صوّرتها في مسوّدة كتابي عن الداهنة الذي سوف يرى النور قريباً.. رجائي أن تلتفت هيئة السياحة والآثار لهذا الكنز الثمين من الآثار والأماكن الجميلة فيكون متنزهات.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد