Al Jazirah NewsPaper Friday  09/07/2010 G Issue 13798
الجمعة 27 رجب 1431   العدد  13798
 

السفر وإخوة الشياطين
مهدي العبار العنزي

 

انتهت الاختبارات وانتهى عام دراسي كان ثقيلاً على بعض أبنائنا الطلبة والطالبات وكان عكس ذلك على من يريد مواصلة العلم والتعليم، وبدأت العطلة الصيفية وحزم كثير من الناس حقائبهم للسفر إلى خارج المملكة وداخلها!!

وللسفر أغراض عدة ومنها السياحة والتجارة وطلب العلم والتداوي وزيارة الأقارب، وللسفر فوائد منها ما ينسب إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عندما قال:

تغرب عن الأوطان في مطلب العلا

وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفريج هم واكتساب معيشة

وعلم وآداب وصحبة ماجد

لقد أصبح السفر في هذا العصر يمثل الوجاهة ويمثل ظاهرة من الظواهر التي لا يستطيع التعامل معها إلا من أعطاه الله المال، أما محدودو الدخل فإنهم لا يستطيعون ذلك لأن تكاليف السفر باهظة جداً وكما قال أحد الشعراء:

لو كنت تاجر كان أصيّف بباريس

بلندن وواشنطن تحصل مكاني

ورغم أن النظر إلى ما عند الغير وتمنيه ورد به نص صريح قال تعالى: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} (32) سورة النساء.

ولأن المسلم يدرك أن الأرزاق من عند الله وأن هذه الأموال يجب أن تصرف بما يرضي الله ورسوله لأن هناك في بلادنا وجد الفقراء والأرامل والأيتام والمعسرون، ولو أن أصحاب هذه الأموال خصصوا جزءاً بسيطاً منها لكان ذلك أكثر أجراً وأعظم ثواباً عند الله وليس عيباً أن يسافر الإنسان ولكن العيب أن يتصرف بعض المسافرين تصرفات لا تليق بإنسانيتهم ومكانة بلدهم وأهميته على كل الأصعدة وفي مختلف دول العالم!! فالمسافر يجب عليه أن يكون خير سفير لوطنه ويتمتع بالأدب وحسن المعاملة وطيب المعشر ولين الجانب وعليه أن يعلم أن صلة العبد بربه غير مرتبطة بدولة أو ببلد وعليه أن يعبد الله في كل مكان من العالم وكأنه ماثل أمامه جل جلاله وتقدست أسماؤه. وعلى المسافر أن يقتدي بقوله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} (30) سورة النور.

لأن المؤمنين والمؤمنات مدعوون لستر عوراتهم وغض أبصارهم لأنها مداخل الشيطان، ولكي لا تستثار الغرائز الجنسية فإن رسول الهدى أوصانا أن نتعوذ من الشيطان وأن نعمل كل ما هو صالح لأن ديننا يأمرنا بذلك، وتأكدوا أيها المسافرون أنكم من بلد الحرمين وتأكدوا أن الإسلام دين الحق والسماحة يرفض كل أنواع التبذير فلا تكونوا إخوة للشياطين أولئك هم المبذرون!!

****

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد