Al Jazirah NewsPaper Friday  09/07/2010 G Issue 13798
الجمعة 27 رجب 1431   العدد  13798
 
التشكيلية اللبنانية رشا ملحم للصفحة:
التباعد بين الفنانين العرب تسبب في إهمال التجارب وتفريق الشمل

 

رشا ملحم فنانة تشكيلية من لبنان بعثت إيميلاً إلى الصفحة تبحث فيه عن معلومات حول الفن التشكيلي السعودي عامة وعن الفنانات التشكيليات السعوديات على وجه الخصوص. هذا الإيميل دفعنا لنطرح الأسئلة الأزلية التي لا زلنا نبحث عن حلول لها ووجدنا أن الهم مشترك والقضية عامة فيما يختص بالمعلومة ومعرفة واقع الفن وفنانيه على المستوى العربي إلا من خلال ما يقدم عبر الصحف وهذا لا يكفي لتقديم حقيقة هذا الإبداع فكثير مما ينشر يغلب عليه تغطية الأنشطة أو تشجيع المواهب في وقت نحتاج فيه للتعرف على قامات وتجارب المبدعين الكبار أو المتميزين في الساحة العربية عبر ما يمكن من سبل التواصل إن كانت كتباً وإصدارات أو حوارات وتحليلات ونقداً وقراءات عبر مواقع متخصصة موثوق فيها وفي طرحها واختيارها للأسماء... واليوم وعبر هذه الصفحة التي نسعى جاهدين لأن نقدم ما يضيف جديدا على المستوى المحلي والعربي، ففي هذا الحوار حاولنا أن نستكشف المسافة التي قطعتها المعلومة التشكيلية في عالمنا العربي وكانت لبنان نقطة البحث.

افتقار للمعلومة التشكيلية يشمل العالم العربي

سألنا الفنانة رشا ملحم عن رأيها في الأسباب التي تعيق انتشار فنوننا التشكيلية بين دولنا العربية؟

- قالت: من الممكن أن تكون أزمة الفن التشكيلي العربي لها دور صريح بعدم انتشار فنوننا بين دولنا العربية، وساعد على ذلك عدم وجود صلة وصل بين المؤسسات الثقافية والجمعيات وكليات الفنون العربية. بالإضافة إلى أن كل التجارب الفنية العربية كانت فردية لم تقدّم أي جديد حتى الآن بل بالعكس أوجدت مشاكل عميقة في فهم اللوحة العربية وتحديد وظيفتها وهدفها.

التواصل لا يمكن تحقيقه إلا من خلال دعم حكومي، ومن خلال وضع خطة منهجية تساعد نشر الفن العربي على أراضينا, وإقامة معارض مشتركة بشكل مستمر وتبادل للخبرات لتدعيم الثقافة الفنية وإغناء الساحة التشكيلية ونقلها من بلد إلى آخر، حتى تسير الدول العربية على خط موازي لبعضها بهدف نشر وإبجاد هوية خاصة.

وعن رؤيتها لسلبيات هذا التباعد بين المبدعين والمبدعات العرب؟ أضافت:

إن التباعد مشكلة جعلت الفنان يعيش بعزلة عن الآخر, وجعل النتاج التشكيلي يأخذ صفة محلية أكثر منها عربية، كما أن التباعد أوصلنا لمرحلة تم فيها إهمال التجارب العربية الأخرى وعدم معرفة الفنانين العرب لبعضهم. فهناك العديد من الأسماء الهامة في الساحة التشكيلية العربية التي لم أسمع بها إلا بمحض الصدفة، السبب الذي دفعني للتعمّق بالحركة التشكيلية العربية, ومن هنا ولد سؤال مهم وملحّ, هو: ما هو الفن التشكيلي العربي؟ ومن هو الفنان العربي؟...

وعن دور الإعلام العربي في جانب الفنون التشكيلية؟

- قالت الفنانة رشا: يفترض أن يكون للإعلام دور هام في الحياة الثقافية, فهو يشكّل صلة الوصل بين الفنان والجمهور، فالإعلامي يفترض نقل رؤية الفنان بأمانة وتقريبها إلى ذهن المشاهد, ورفعه لمستوى الفنان شرط أن يكون متخصّصاً في المجال، لكن للأسف هناك العديد ممن يدعون معرفتهم بالفن، يتناولون قضايا التشكيل واللوحة العربية بشيء من السطحية, ويتكلمون عنها بأسلوب بانوراميكي واضح من دون التعمّق فيها، مما يجعل الجمهور في كثير من الأحيان عاجزاً عن إدراك المعنى الحقيقي للأعمال الفنية التي تعرض اليوم. بالإضافة إلى أن تناول الإعلام للمادة التشكيلية هو تناول ضعيف ونحن نعاني من قلة وجود برامج عربية متخصصة في هذا المجال, فمعظم محطات التلفزيون تمرّر جانباً من موضوع التشكيل في أوقات غير مناسبة، إما في برامج صباحية (حين يكون معظم الطلاب أو المهتمين في جامعاتهم وأشغالهم أو تكون في أواخر الليل ) وفي الحالتين يوجد صعوبة بمتابعتها مع العلم أنه في جميع الحالات لا تزيد مدة البرنامج عن نصف الساعة. ..

وعن حجم معرفتها بالفنون التشكيلية السعودية؟

- قالت: للأسف معرفتي بالفنون التشكيلية خليجية بشكل عام هي معرفة لا تتعدى ما يكتب على صفحات المواقع الإلكترونية أو الكتابات التي تتناول حركة الفن التشكيلي العربي المعاصر، وما ورد في كتابات المؤرخين التشكيليين عن بعض الرواد السعوديين الذي كان لنتاجهم الفني بصمة أضيفت إلى جانب التجارب العربية لتساهم ,مجتمعة، في البحث عن هوية فنية عربية. لكن وبحكم دراستي فإن اهتمامي ينصب في معرفة مسار الفن العربي في كافة الدول لذلك علي التعمّق أكثر بالفنون الخليجية لأنها جزء من عالم أثّر وتأثّر في رحلة التشكيل العربي الحديث.

سألناها عن كيفية نشر ثقافة اللوحة وثقافة المتاحف..؟

- لا يمكن حصر الثقافة في فترة أو تحديد زمن له, وثقافة اللوحة تنتشر عندما تصبح جزءاً من ثقافة حياة، وعندما يتخطى دورها حدود الجدار المتواجدة عليه... ولنشر ثقافة لوحة وثقافة متحف يفترض أن يكون في الأصل هناك متحف للفنون التشكيلية الحديثة وهذا غير موجود إلا في عدد قليل من الدول العربية، كما يفترض وجود علماء متحفيين, وهؤلاء قلّة نادرة وعددهم لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة. الثقافة الفنية بوجه عام لا تتحقق إلا إذا دخلت بالمنهجية التعليمية ورافقت نمو الطفل. بالإضافة إلى إقامة معارض وندوات تعمل على نشر وتشجيع الثقافة البصرية بين الناس وحثهم على المشاركة في بعض الأحيان لإزالة الفروقات بين الفنان والمشاهد.

وعن تجربتها في التعليم وكيف ترى دور التربية الفنية في الارتقاء بذائقة المجتمع..؟

- قالت: التربية الفنية تجربة مختلفة تماماً عن الفن، عالم آخر, تجربة غنية بكل المقاييس، والمهم أن المعلم يفترض به أن يعلم أن التربية الفنية لا تصنع فناناً وإنما تحمل التلميذ على التمويه وإعطائه فسحة من الحرية خارج حدود الدرس, وهذا لا يعني ترك التلميذ على راحته, وإنما عدم إقحام رأي المعلم وفرض رأيه بما يقدمه التلميذ، لأن أي تدخل سلبي سينتج عنه ردة فعل مضادة وهذا خطير... فالتربية الفنية خطيرة ومهمة في نفس الوقت؛ فهي مهمة لأنها تدرّب العين على أن ترى وهذا شيء مهم جداً, لأنها المفتاح الأساسي لارتقاء الذوق الجمالي، وهو خطر لأن أي خطا من المعلّم قد يؤدي إلى قتل موهبة. وبالتالي لإحداث أي تغيير في فكر مجتمع لا بد من أي يمر بالتربية ويدخل في نشأة الطفل, حتى تختمر في ذهنه وتعطي نتيجة فيما بعد.

وحول تجربتها الفنية وأبرز المناسبات التي كان لك مشاركة فيها؟

- تجربتي الفنية لا تزال قيد النمو بحاجة للكثير الكثير حتى تختمر، وإنما ميولي التشكيلي تنحو باتجاه التجريد مع العلم أن الفنان ليصل لهذه المرحلة يجب أن يمر بمراحل متعددّة بدءاً من الكلاسيكية وقد ينتهي أو لا ينتهي به البحث إلى التجريد، لكني أؤمن بأن هذه الفنان يجب أن يبدأ حياته التشكيلية من أقرب وأحدث تيار تشكيلي وذلك ليستطيع الفنان فيما بعد تقديم شي جديد.

شاركت بعدة سمبوزيومات ومعارض محلية، وأقمت معرضاً ثنائياً مع خريجة من دفعتي.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد