تناول د. أحمد الطويل في كتابه (مشاعر مدفونة في صحراء نجد) الحاجة الملحة للعاطفة والتعبير عن المشاعر وناقش غياب ثقافة التعبير عن العواطف في المجتمع النجدي وتأثير ثقافة (العيب) في حرمان الإنسان مما هو محمود في الدين من أجل الانصياع لسلطة العادات والتقاليد وضرب مثالاً في (دمعة الرجل). كما تناول الكتاب بأسلوب جذاب ومدعم بالبراهين جوانب متعددة تتعلق بحاجتنا للحب في كافة تجلياته وتشابكاته. يقول المؤلف: يوصف أبناء الصحراء بأنهم يميلون إلى الغلظة والشدة في أكثر الأحيان وأن المشاعر والأحاسيس لديهم مفقودة.. بل يرون البوح بالمشاعر علامة ضعف ومصدر انتقاص للرجل.. وهذا قد ينطبق على بعض سكان الصحراء ولكن لا يطلق على عمومه. فالإنسان هو الذي يوطن نفسه على اللين أو الشدة، هو الذي يستطيع العيش بسعادة أو شقاء فتلك عوامل يضعها الإنسان بذاته والطبيعة بريئة منه. فصاحب المشاعر الصادقة يتغلب على كل أسباب الجفاف بل يحول مظاهر الجفاف في الطبيعة إلى مصادر شجن.. ونظرة أمل.
