Al Jazirah NewsPaper Friday  09/07/2010 G Issue 13798
الجمعة 27 رجب 1431   العدد  13798
 
رسالة إلى وزير التربية والتعليم لماذا فشلت التربية البدنية في مدارسنا؟

 

احتفل الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة بجائزته لمعلم التربية البدنية المثالي بحضور الأمير سلطان بن فهد يوم الأحد 23-6-1431هـ. وقد اطلعت على ما نشر في الجزيرة بقلم الأستاذ منصور الحسين المنشور في صحيفتكم الغراء وقد لامس هذا المقال الجرح. وسأتحدث عن واقع التربية البدنية المثالية. سأتحدث مما أعيشه يومياً في مدرستي فإن هذه المثالية المتدنية. فإذا أردت أن تعرف مستوى نجاح تدريس التربية البدنية لدى الطلاب فالمعيار المناسب هو مستوى التفوق الذي يحققه طلابنا في المسابقات الرياضية العربية أو الدولية إذا كان هناك مسابقات شاركنا بها. إن الضعف الذي يشهده تعليم التربية البدنية والرياضة يعود في المقام الأول إلى غياب المشرف التربوي المتميز والواعي. فالمقرر الدراسي لمادة التربية البدنية موجود ويضم موضوعات عن مختلف الألعاب الرياضية القدم والطائرة السلة واليد والتنس... إلخ ومع ذلك لم أشاهد زميلي معلم الرياضة (أو كما يحبون أن يطلقون على أنفسهم معلم تربية بدنية) يدرس الطلاب قوانين الألعاب الأخرى، بل كل الذي أشاهده من أول العام إلى الآن أن الطلاب يلعبون كرة القدم فقط. نعلم أن كل الطلاب يحبون الرياضة ومع ذلك لم يعرفوا منها إلا كرة القدم. وفي نفس المقام كل الطلاب يكرهون الرياضيات والعلوم ومع ذلك تعلموها وعلى أقل حد نجحوا في الرياضيات إلى جانب أن جزءا منهم مبدعون فيها ومبتكرون، وتجد مبتكرات سنوية من الطلاب كما تجد متحدثين في الإذاعة المدرسية أفضل من المعلمين. كل ذلك بسبب أن معلم الرياضة فضل الراحة والاستجابة لرغبات الطلاب. أما معلم الرياضيات والعلوم واللغة العربية فإنه استجاب للواجب مع التعب الذي يعانيه يومياً سواء في الشرح ومناقشة الطلاب أو في تصحيح الدفاتر في أوقات الفراغ أو في المنزل، ولم يستجب لرغبات الطلاب ولهذا ظهرت النتائج. والسبب في تكاسل معلم الرياضة هو ثقته التامة بأن المشرف التربوي الذي سيزوره سيعطيه امتياز على أقل تقدير وذلك لضعف مستوى المشرف أو لأنه مستهتر ويزور المدرسة لدقائق هذا إذا كان من المجتهدين ويزور المعلمين في المدارس. اسمحوا لي أن أتحدث عن المشرف التربوي الذي يزورني في مادة الرياضيات فهو يقوم بالاطلاع على دفاتر الطلاب ومستوى إجابتهم في الدفتر وليتأكد من اهتمامي بواجبات الطلاب، ولا يكتفي بذلك بل يسأل الطلاب مباشرة عن بعض المسائل في المنهج التي قاموا بدراسته لكي يتأكد أن تدريسي جيد وأن الطلاب يستوعبون لي. وإذا وجد عندي أي قصور في أي جزئية من أساليب التدريس فإنه يطالب مني زيارة معلم رياضيات متميز آخر سواء في مدرستي أو في أي مدرسة أخرى أو يسعى إلى تسجيلي في دورة تعالج النقص الذي لدي. ولكن معلم الرياضة لديه منهج محدد في الفصل الأول، ومنهج محدد في الفصل الثاني ومع ذلك يقوم مشرف التربية البدنية بزيارة المعلم في المدرسة ولا يسأل الطلاب أو يتعرف منهم على ماذا يعرفون من قوانين أو فنون أداء الألعاب الأخرى ويخرج من المدرسة وقد وضع للمعلم امتياز, (هذا إذا زار المدرسة مع أنها تمضي السنة وأخرى لم نر مشرفاً للتربية البدنية يزور المعلمين لدينا) فبعض المشرفين تجدهم في الصباح في الاتحادات الرياضية التي يعملون بها. أو في أنشطة أو مجالات أخرى إن لم يكن نائماً في المنزل. وإذا أردتم يا سمو وزير التربية نجاح التربية البدنية في المدارس اجعلوا مشرفي الرياضيات والعلوم واللغة العربية هم الذين يزورون ويقيمون معلمي التربية البدنية فستجدون خلال خمس سنوات أننا نتأهل إلى كأس العالم والأولمبياد الدولي في مختلف الألعاب وليس في كرة القدم. الخلل الكبير والذي يغفل عنه الجميع هو في الإشراف التربوي لمادة التربية البدنية سواء على مستوى الوزارة أو على مستوى إدارات التعليم. ولن ينصلح الوضع إلا بإصلاح القاعدة الأساسية للهرم.

مبارك عبدالله الدوسري


maore66@gmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد