Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/07/2010 G Issue 13800
الأحد 29 رجب 1431   العدد  13800
 
شيء من
النقل الجماعي وتغطية الشمس بغربال..!
محمد عبد اللطيف آل الشيخ

 

مُخجلٌ أن تكون مدننا الرئيسة تفتقر إلى وسائل النقل العام. كل بلاد العالم المتطورة وغير المتطورة، النامية والنائمة، تتوفر فيها هذه الخدمة، أما مدن المملكة فلا. وفي ظل غياب النقل العام فإن الليموزين (التاكسي)، المنحشر فيه ستة أشخاص أو سبعة، وربما أكثر أصبح من المناظر المألوفة في مدننا. ولولا أن بعض الباصات العتيقة، التي أكلَ عليها الدهر وشرب، ما تزال تخدم بعض الخطوط الرئيسة في مدينة الرياض مثلاً، وتقاوم إحالتها إلى التشليح، وتصرّ على البقاء حيّة تعمل، لنسي الناس أن النقل الجماعي (الخاص) كان معروفاً في الماضي في مدينة الرياض وغيرها من مدن المملكة، وجرى التضييق عليه لمصلحة شركة عجزت حتى الآن عن تلبية الطلب على هذه الخدمة الهامة.

لماذا شركة النقل الجماعي لا تقدم خدمة النقل العام داخل المدن؟.. لا أحد يعرف. ولماذا في ظل (تقاعس) شركة النقل الجماعي عن تقديم هذه الخدمة لا يُسمح بالنقل الجماعي الخاص كما كان الوضع في السابق؟.. أيضاً لا يعرف أحد!.

دخلتُ إلى موقع (شركة النقل الجماعي.. سابتكو) على الإنترنت فوجدت على الصفحة الرئيسة ما يلي: (الشركة السعودية للنقل الجماعي شركة مساهمة سعودية تم تأسيسها في عام 1399هـ 1979م رأسمالها مليار ريال سعودي وغرضها الرئيسي هو نقل الركاب بالحافلات على شبكة الطرق العامة داخل المدن وفيما بينها). كما جاء في الموقع -أيضاً- وبالنص: (تغطي خدمات الشركة المحلية داخل المدن تسع مدن رئيسية بالمملكة هي: مكة المكرمة، المدينة المنورة، الرياض، جدة، الطائف، الدمام، أبها، القصيم وحائل). ولا أحتاج إلى دليل لأقول إن ما تم تسطيره عن خدمات هذه الشركة داخل المدن، هو بالمختصر المفيد (خراط فاضي)، وبيع حكي؛ فهذه الشركة (العتيدة) لا تقدم داخل المدن أيّ خدمات (عامة) من هذا القبيل؛ وفي الوقت ذاته، لا تُعطي الفرصة لغيرها لأن تقدم هذه الخدمة لأنها تحتكرها حسب ما ينص عليه النظام؛ أيّ ينطبق عليها المثل الذي يقول: (شين وقواية عين)؛ مما جعل خدمة النقل الجماعي الوحيدة المتوفرة داخل المدن هي (التكاسي)، ولأن أغلب الطبقة العاملة لا تستطيع أن تتحمل أجر التاكسي، فقد تحول التاكسي في الرياض إلى النقل الجماعي؛ فظاهرة (تكدس) الركاب في التكاسي أصبحت من المظاهر التي لا تجدها إلا في مدننا (الجميلة) من دون مدن العالمين؛ وسبب هذا المظهر (المخجل) غياب شركة النقل الجماعي عن تأدية مهمتها.

وختاماً بودي أن أسأل المهندس/ عبدالله المقبل وكيل وزارة النقل للطرق، ورئيس مجلس إدارة النقل الجماعي: لماذا يُسمح للشركة بأن (تدّعي) أنها تقدم خدمات داخل المدن بينما أن الحقيقة التي يعرفها جميع سكان هذه المدن تقول: إنها غائبة تماماً عن الاضطلاع بهذه الخدمة العامة داخل المدن، رغم أنها من أهم خدمات هذه الشركة على الإطلاق؟.. ثم هل من مهام مواقع الشركات على الإنترنت إخفاء الشمس بغربال، و(تزوير) الحقائق؟.

دعونا ننتظر، ونسمع الإجابة.

إلى اللقاء،،،



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد