Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/07/2010 G Issue 13800
الأحد 29 رجب 1431   العدد  13800
 
باتجاه الأبيض
أمهات في حفلة
سعد الدوسري

 

أحسَّتْ العديد من الأمهات بالغيرة من جهة، وبالاستغراب من جهة أخرى، بعدما طالعوا الصور التي نشرتها بعض الصحف لحفل تخرج كلية إدارة الأعمال بجدة. وسبب الغيرة أن أمهات الخريجين كنَّ في الحفل إلى جانب أبنائهن، يشاركنهم فرحتهم التي قد لا تتكرر مرة أخرى. أما سبب الاستغراب، فهو:

- لماذا تحضر الأمهات حفل تخرج أبنائهن من الجامعة في جدة، بينما يُحرمن الحضور في كليات وجامعات المدن الأخرى؟!

هناك انقسام في الآراء حول أحقية الأمهات في مشاركة أبنائهن في حفلات التخرج إلى جانب الآباء، إذا كان هناك آباء، أو وحدهن إذا لم يكن هناك آباء؛ فالبعض يرى أن العوائل تتواجد في الحرم وفي الأسواق بعضهم مع بعض، فلماذا لا تتواجد في حفلات التخرج؟! والبعض لا مانع لديه من وضع مخيم خاص أو قاعة خاصة إلى جانب موقع الحفل، يأتي فيه الآباء ليقطفوا ثمرة الفرحة الأولى مع أبنائهم.

ومهما كانت الآراء المؤيدة بقوة أو المؤيدة بتحفظ أو الرافضة لوجود الأمهات إلى جانب أبنائهن، فإن الأم تبقى مركز فرحة الابن، لا يوازيها الأب ولا الأخ ولا الجد، وحرام أن نحرمها هي وابنها من ممارسة هذا الفرح، سواء بتواجدها في نفس القاعة أو في قاعة مختلفة، فما هو حلال في جدة، وهي مدينة من مدن المملكة، يجب ألا يكون حراماً في بقية المدن؛ ففرح الأمهات أو فرح الأطفال يجب إلا يدخل ضمن سياقات المنع والحجب والعزل والتقسيم. هذه السياقات قد يتفهمها أو يتحملها البالغون أو الأشخاص غير المسكونين بالعواطف، لكن الطفل أو الأم التي سيُحرق قلبها عندما يتم حرمانها من مشاركة ابنها فرحته، لا يتفهمون ولا يتحملون، وليت المسؤولين عن حفلات التخرج من الكليات المدنية والعسكرية يتفهموننا ويتحملوننا.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد