Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/07/2010 G Issue 13803
الاربعاء 02 شعبان 1431   العدد  13803
 
مطر الكلمات
عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز 1-2
سمر المقرن

 

لا يمكن لذاكرتي أن تمسح ما علق بقوة فيها ذاك الطفل مع والده الحكيم، وبعدها بسنوات ذاك الشاب الذي يقف دوماً إلى جانب أبيه، ثم أخيراً هذا الرجل مع الملك؛ -عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز- الأمير الذي لم تبرح ذاكرتي صورته وهو يقدّم حفل مدارس الرياض ويُشرّف والده المغفور له -بإذن الله- الملك فهد بن عبدالعزيز حفل مدارس الرياض ويبارك تخرج ابنه عبدالعزيز من تلك المدارس، صورة ذلك الشاب موثقة في ذاكرة كل السعوديين، فمنذ طفولته ونحن نراه يرافق والده الحكيم في كل لقاءته واجتماعاته ورحلاته ويكتسب من معينه وخبرته، ثم نراه رئيساً لديوان مجلس الوزراء يعاون والده خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في إدارة شؤون البلاد مع أعمامه وأخوانه و أبناء أعمامه قيادة البلاد نحو التنمية ورفعة الوطن والمواطن.

إن الذاكرة لا تنسى، والتاريخ لا ينسى، هذا الأمير الشاب الطيب، والذي اكتسب حب قلوب الناس من حوله، ودعاء النساء والرجال الصالحين في بلدنا حتى لا تكاد ترى له كارها، ويتأكد هذا ونحن نرى سموه قد غادر البلاد إلى رحلة علاجية، فهاهم الناس تلهث ألسنتهم بالدعاء له أن يعود إلى أرضنا سالماً معافى.

لا شك أن الذاكرة تختزل لسموه مواقف جمة وهو يلازم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- في حركاته وسكناته حتى بتُّ لا أرى في سموه إلا طيف والده رحمه الله، وهذا الأسد من ذاك الأسد من نفس العرين.

عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز، قارئ من الطراز النادر، فهو يمضي أكثر من خمس ساعات، وهو يقلب صفحات الورق ويقرأ بنهم ويتحدث بثقة كبيرة جداً مع كبار المثقفين والأكاديميين عن مستقبل العمل الإداري وعن التاريخ والفلسفة والأدب بكل اقتدار، وهذا ليس بغريب إذا كان لسموه اهتمام ضخم جداً بالعلاقات الدولية والسياسة العامة والسياسة الشرعية والتي تتطلب إلماماً بالتاريخ والتنمية السابقة والحالية في الأمم والشعوب، هذه الحقيقة ليس مبالغا فيها أومن نسج الخيال فقد عُرف عن سموه ذلك من المقربين له وهو يغرق في القراءة، ويمضي باقي يومه مع كبار المثقفين يقاسمهم الآراء والرؤى.

إن المتتبع لسيرة سموه الكريم يرى بوضوح لا يقبل الشك أنه أمام شاب يجمع في نفسه وسلوكه حكمة الشيوخ ونشاط الشباب، المعرفة وحبها بل وتطبيقها ودعم أصحابها، ويرى بوضوح أيضاً كم يحمل سموه من هم التنمية للبلاد في شقيها الرئيسين التنمية المادية و الإنسانية، ومحاولات سموه الجادة في رقي الإنسان السعودي في كل المجالات وخاصة الفكرية والعقلية والأدبية والإعلامية حتى بات علامة واضحة من علامات الدعم المتواصل لمشاريع التنمية والثقافة في المملكة.

إن بعض الرجال يمضون أعماراً طويلة جداً، وجهوداً جبارة جداً للوصول للمستوى العقلي والذهني الذي وصل له سموه الكريم في سن مبكرة في حياته، وساعد سموه في ذلك بيت علم وسياسة هو بيت خادم الحرمين الشريفين المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله وأعمامه أصحاب السمو الملكي الأمراء سلالة الملك المؤسس المغفور له عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله تعالى، وملازمته لقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرجل الحكيم في قيادة بلدنا بكل قوة واقتدار في بحار السياسة والتنمية الحالية، فكان لسموه الكريم فضل الجمع العظيم بين بيوت الخبرة في بلدنا حتى صار لسموه مايحصل كثيراً.

www.salmogren.com


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد