Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/07/2010 G Issue 13803
الاربعاء 02 شعبان 1431   العدد  13803
 
بربكم ماذا تفعلون؟!
رغد عبدالله محمد *

 

شهرٌ كامل وأنا أعيش في دوامة كبيرة من الهموم والتخوفات..

شهر كامل وأنا أعيش ضغطاً نفسياً كبيراً يفوق قدرتي على التحمُّل بمراحل..!

ناهيك عن السنتين اللتين عشتهما في خوف من هذا اليوم وترقب له..

هو يوم كسائر الأيام، هكذا يبدو لكم، ولكنه بالنسبة لي كان يوماً مصيرياً..

إنه ذلك اليوم الذي أصبح هاجس كل شاب وفتاة منذ أن تطأ قدماهما عتبة المرحلة الثانوية..

يوم يُجرى فيه اختبار ادَّعى واضعوه بأنه اختبار لقدرات الطالب وأحقيته بدخول الجامعة..!!

بربكم أي عقل يمكنه تصديق هذه الحجج الواهية؟؟!

أقسم بمن فلق الصبح بأنكم لا تفقهون مدى المعاناة والمشكلات التي سببتموها للطلاب والطالبات..

أيعقل أن 12 سنة عشناها في الصفوف المدرسية بين مثلثات الرياضيات وقوانينها هندسية كانت أم جبرية، وبين اللغة العربية ومفرداتها الجمة، لم تنفعنا ولو بشيء بسيط في اختبار مدته لا تزيد على 3 ساعات!؟؟

فلتنظر عزيزي القارئ إلى تلك الأسئلة!! فجلها يهدف إلى إحباط عزيمة الطالب وجعله يحس بعجزه وغبائه كونه لم يحل أسئلتهم!!

نهايك أخي وأختي الفاضلَيْن عن المدة الزمنية لذلك الاختبار التي إن كانت تهدف إلى شيء فهي تهدف - كما أسلفتُ - إلى زعزعة ثقة الطالب بنفسه وبقدراته العقلية..!

وانظروا إن شئتم إلى الطريقة التي انتهجوها في تقسيم الأسئلة!!

قسمان كميان ومثلهما لفظيان، وشتان شتان ما بين الاثنَيْن..

كل منهما يصرخ أن انظر وتعال أيها الطالب فمهما حاولت فلن تجدي محاولاتك نفعاً..!

لكم أن تتخيلوا أن تجيبوا عن 23 سؤالا رياضيا كحد أدنى في أقل من نصف ساعة!!

أي عقل بشري يمكنه فعل ذلك؟؟!

لن أتحدث عن الأسئلة وأذكر أمثلة لها لا لشيء غير أنني أخاف أن يحس القارئ الكريم بالإحباط والهزيمة اللذين أحسست بحرِّهما وذُقْتُ مرارتهما..

كما قلتُ فإنني لن أتحدث عن نص الأسئلة، بل سأوجز في الذكر..

فإن جئت للقسم اللفظي فلك أن تتخيل قطعة نصية يطلب منك على سبيل المثال لا الحصر: أن تحدد ماذا أراد الكاتب من خلال ذكره لجملة معينة!!

بربكم ماذا تفعلون حتى نستطيع الدخول في عقل هذا الكاتب ونعرف ماذا يريد؟؟!

وكيف أقررتم هذه الأسئلة؟؟

لو أحضرتَ شخصاً واحداً ممن وضع تلك الأسئلة التعجيزية وطلبتَ منه مثلما طلب منا بأن يحل 23 سؤالا أو تزيد في غضون أقل من نصف ساعة لما استطاع حل نصفها في أحسن الظروف!!

أسئلة لم يُراعَ فيها شيء يسمى «تفاوت القدرات العقلية بين الشباب»..

ألم يتساءل أحد منكم ما الداعي إلى هجرة الطلاب؛ للدراسة في الخارج؟؟

بغض النظر عن المناهج ونحوها، ولكن في الخارج يتم احترام عقل وكيان الطالب، بل إنه يشعر بأنه من بين أكثر البشر ذكاء؛ مما يحفزه للتقدُّم والنجاح وإحراز الأفضل..

لم آتِ إلى هنا وأكتب كل هذا من أجلي ومن هم في سني الآن.. ولكني أتيتُ من أجل مَنْ هم بعدنا..

تلك تساؤلات كثيرة حواها مقالي المتواضع، منها ما أظهرته نصاً، فهل لك عزيزي القارئ أن تعرف ما هي تساؤلاتي التي جعلتها مخفية في مضمون النص؟؟!

أرجو - إن كنا ننادي بثقافة الحوار ونؤمن به - أن أجد من وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي الرد على تساؤلاتي.

* طالبة الصف الثالث ثانوي - علمي


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد