كلمات وجهتها أم لرضيع حملته في بطنها واستطاعت أن تداري حملها رغم صعوبة ظروفها ورغم الألم الذي اعتصر قلبها ورغم الندم عاشته وسوف تعيشه بقية حياتها وكذلك كيف سيكون وضعها عندما تقف بين يدي العزيز الحكيم وهل حاورت نفسها عندما تقف بين يدي العزيز الحكيم وهل حاورت نفسها عندما رمت هذا المخلوق في مهب الريح يصارع مصيره ويعيش حياته في ألم ومعاناة وحده وكذلك هل سألت نفسها ما سيعمل؟ وكيف يتصرف عندما يسأل نفسه من أنا؟ وأين أمي؟ وأين أبي وأين أهلي وعشيرتي وما هو ذنبي وذنب ذريتي؟ أنا حاولت أن يكون لي ذرية وأسرة على ماذا يسامحها؟ ولماذا لم تدفع حياتها ثمناً لغلطة ليس له ذنب فيها؟
لماذا تساهلت ورمت هذا الطفل الصغير الضعيف الذي لا ذنب له إلا أنها أمه؟ لماذا ارتضت أن يكون لقيطاً ينتظر أن يلتقطه أحد المارة؟ وكيف استطاعت أن تخط تلك الكلمات وتلبسه وتجهزه لمصيره المجهول الذي سوف يعذبه طول حياته؟ حول أوضاع هذه الفئة التي لا ذنب لها والتي سوف تصارع المجهول طول حياتها مع إن الدولة وفرت لهم الحماية والأمان والتربية والاطمئنان ولكن من يخفف إحساسهم بالألم ومن يجيب على تساؤلاتهم؟ ومن يخفف معاناتهم؟ ومن يعمل على أن يقنع من حولهم بصعوبة ظروفهم ومن يعايش وضعهم ومن ومن ومن؟ فلماذا وصل التهاون والاستهتار لدى البعض أن يرمي لحمه وفلذة كبده؟ لماذا نحمل أبرياء أخطاء لا ذنب لهم فيها؟ فإن ديننا دين رحمة وحب وتسامح فلقد كان كل من يخطي يعترف بخطئه ويقف بين يدي رسول الرحمة عليه ألف الصلاة والسلام وينتظر حكم الله فيه فلماذا لا يواجه من أخطأ ما ارتكبه من ذنب فلنعمل على أن يكون لتلك الفئة وضع يحميها من قسوة مصيرها وظلم غيرها.