Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/07/2010 G Issue 13803
الاربعاء 02 شعبان 1431   العدد  13803
 
صدى
ماذا حدث لكرتنا
عبيد الضلع

 

انتهى كأس العالم بحلوه ومره، ورفع الكأس كابتن إسبانيا الحارس كاسياس (بلدته أطلقت - قبل عامين - اسم والدته على أحد الشوارع إعجاباً بموهبته على طريقة أمه جابت ولد)، المهم هل هناك دروس يمكن الاستفادة منها بعد المحفل الدولي في سبيل إعداد منتخب يعيد الأقدام السعودية إلى منصات الذهب بعد أن طار بها ذوو العيون الضيقة.

كانت منتخباتنا قبل عدة سنوات تحصد الذهب الآسيوي وراية التوحيد ترفرف عالياً في كل محفل آسيوي، وكان الرياضي السعودي محط أنظار إعجاب نظرائه الآسيويين والعرب، فقد حقق كأس آسيا عدة مرات وحصل على مقعد في المونديال أيضاً عدة مرات، وعلى مستوى الشباب والناشئين كنا أبطالاً للقارة الصفراء وممثليها في المحافل الرياضية العالمية.. فماذا حدث لكرتنا فكل موسم أسوأ مما قبله بالرغم من توفر الإمكانيات المادية والفنية وقبلها المواهب، هل نسينا أننا رفعنا كأس العالم للناشئين ذات يوم فأين ذهب من رفعوا رؤوسنا بفوزهم على منتخبات ذات يوم فأين ذهب من رفعوا رؤوسنا بفوزهم على منتخبات ذات شأن رياضي أكبر منا، وأين ذهبت مواهب الأجيال التي تلت كأس العالم للناشئين، وكيف لم يستطيعوا حصاد ما زرعه قبلهم.

ألا تتساءلون عن شأننا الرياضي وكيف انحدر إلى درجة أن منتخب كوريا الشمالية الضعيف جداً أخذ بطاقة (تأهلنا) إلى جنوب إفريقيا أمام عيوننا وفي ملعبنا، ونحن عاجزون عن ترجمة تاريخ رياضي كبير بهدف وحيد يهز الشباك الكورية الشمالية، فلا مقارنة بين تاريخنا الرياضي وتاريخ هذه الدولة المنطوية على نفسها.

أسئلة عديدة أمام رياضتنا ويجب ألا ينسينا (البيات الصيفي) التخطيط لما نتمناه لها، ومتى ما أفرغنا أفواهنا من الماء الذي يملؤها فإننا حتماً وضعنا إصبعاً على مكان النزف وأمكننا معالجته.. وأن لا ننسى أن الحقيقة مرة في أحيان كثيرة، ولكن لنجعل هذه الحقيقة تحملنا إلى أفق جميل.

الأصابع تشير إلى جهتين

كرة القدم ببساطة هي مجموعة شبان يطاردون (جلد منفوخ) ولكن المفهوم البسيط هذا وراءه أشياء وأشياء فهو الأكمة التي تخفي الكثير ووراءها ما وراءها، كرة القدم بالمفهوم الرياضي هي مواهب وكوادر فنية وأخرى إدارية (مؤهلة) ومنشآت، وهذه هي العوامل الرئيسية لتطور كرة القدم وهناك عوامل مساعدة أخرى.

ويهمنا الآن العوامل الرئيسية، فالمواهب - ولله الحمد - متوفرة، وجلبنا - ولله الحمد - أفضل المدربين ومساعديهم فقد مرّ الكثيرون منهم على ملاعبنا سواء في المنتخبات أو الأندية، ولدينا - ولله الحمد - منشآت رياضية يحسدنا عليها الكثيرون، إذا ثلاثة عوامل رئيسية نضع أسفلها علامة (صح) وبقي عامل رابع هو الكوادر الإدارية التي يرى البعض أنها أقل من طموحنا وتطلعاتنا، أقصد بالضبط أمانة اتحاد الكرة واللجنة الفنية، ومن يتهم هذه الأسطر بانتقائية هؤلاء فليعود إلى ما كان يكتب في صحفنا باستمرار عن هاتين الجهتين وعلاقتهما بانحدار كرتنا.. وليدخل إلى مدرجاتنا ويسمع فيها الكثير من التعليقات الساخرة عنهما التي منها ما أوجه الشبه بين المصعد والدوري السعودي (كثرة التوقف) أو مقارنته بالنقل الجماعي وعبارته الشهيرة (توقف متكرر) التي يجب أن توضع بين قوسين تحت عنوان جدول الدوري السعودي، وأشياء كثيرة منها ضغط المباريات وتداخل المسابقات، وعدم القدرة على السيطرة على انفلات كثير من رؤساء الأندية بتصريحاتهم السلبية، وأيضاً عدم حماية الحكام، وعدم دعم الأندية الصغيرة (قواعد المواهب)، ونظام الاحتراف الذي اقترب من عقده الثاني ولم يقدم لكرتنا ما يشفع للتمسك به أو حتى تطويره، وسلبية بعض الطرح في الإعلام الرياضي وتأجيجه التعصب وعدم تقديم الحلول أو كشف بواطن الداء.. الأسطر هذه تنقل ما يدور في المدرجات، وقد يكون الخافي أعظم، يا سادة يا كرام المدرجات لا تقدم الحلول فهي ليست المسؤولة عن الحركة الرياضية، والحلول لدى المسؤولين، فقد يستعصي الداء ولا يبقى إلا الكي أو بتر العضو المصاب.

غيض من فيض

نهائي كأس العالم لم يكن بمستوى التطلعات الفنية.

الحارس نصف الفريق وحارس إسبانيا ثلاثة أرباع الفريق.

المنتخب الألماني هزمته أربعة الأرجنتين.

كان يمكن لهولندا أن تقدم مستوى أفضل.

المقارنة بين كرتنا وكرة فرق دور الثمانية كمن يقارن صانعي الكمبيوتر بدابغي الجلود.

عجزنا عن التأهل لكأس العالم كان من صنعنا.

كلما تقدم الشرق آسيويون خطوة تراجعنا خطوة مثلها.

كوريا الجنوبية واليابان نجمان مشرقان في الكرة الآسيوية.

قارة أستراليا دخيلة على الكرة الآسيوية ونيوزيلندا جزء جغرافي منها.

لآسيا ثلاثة مقاعد فقط في المونديال (اليابان والكوريتان).

سلموا لي على ما أعتقده أنهما أفضل محلليين رياضيين.. محمد حمادة (MBC) ونواف التمياط (الجزيرة).

فضائية الجزيرة الرياضية قدمت عملاً متكاملاً وممتعاً.

البرازيل حققت الكأس في كل القارات ما عدا افريقيا التي ترجع أغلب أصول البرازيليين إليها.

جمال كأس العالم في مفاجآته، فالفرق المرشحة الأكبر هزمت وبقيت إسبانيا وهولندا الأقل ترشيحاً.

الحكم المميز - في كل الدنيا - هو الأقل أخطاءً، فارحموا حكامنا رحمكم الله.

وأخيراً

لا شفت خصره قلت يشكي من الجوع

ولا شفت ردفه قلت مابه مجاعة



khazed@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد