Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/07/2010 G Issue 13803
الاربعاء 02 شعبان 1431   العدد  13803
 
أفق
كارثة الشعر.. صح لسانك

 

يمطرنا أنصاف الشعراء ليل نهار بقصائد معظمها لا يصل للحد الأدنى من درجات الذائقة الشعرية السليمة، وأمام هذا السيل الهادر من الكلمات المصفوفة أو على رأي أحدهم «مقاداة الحكي» أي الوزن والقافية وليتها تحصل، عندها ربما نستمتع بالجرس الموسيقي ونغض الطرف - كمجبرين على السماع- عن المعنى والصور البلاغية وغيرها من جماليات الشعر تحت وطأة فقه الواقع الشعري الشعبي.

ولكن كارثة صح لسانك تعلن سطوتها وتحفز هؤلاء الشعراء الذين لا يملكون مقومات الشعر على المزيد من هذه السقطات فلا نملك إلا أن نقول سامحك الله يا (صح لسانك)، فهي من جعل بعضهم ينشر كلاماً مهلهلاً لا يتناسب حتى مع أحاديث عشاق (الكشتات) منتصف الليالي الباردة.

وفي السنوات القليلة الماضية ظهرت بعض البرامج التي تزعم أنها تهتم بالشعر الشعبي ومسابقاته رغم أنها لا تستطيع أن تخف هوسها وطمعها بما في جيوب عشاق الشعر بدواعي التصويت لشاعرهم المفضل أو «الشحاد» والذي شارك بحثاً عمن يصوت له ليفوز بلقب البرنامج، وبمباركة من لجان من المفترض أن تكون مهمتها مناقشة الشاعر عما يلقيه وبيان السقطات التي وقع بها، ليقرروا بالنهاية الدرجة المستحقة لكل شاعر، ومع هذا ورغم كثرة المآخذ على هذه اللجان إلا أن حسنتها الوحيدة -من وجهة نظري- هي تحفيز المتلقي ليكون ناقداً ومناقشاً لكل ما يطرحه أو ينشره الشاعر الشعبي، لينتقل من دور المستمع إلى دور المناقش وربما المحرج للشاعر وللقصيدة، ليجعل أنصاف الشعراء يتردد ألف مرة قبل أن يمطرنا بروائعه المقلقة للذائقة الشعرية السليمة، وهي ظاهرة مفرحة أتمنى أن تستمر، فقد كسرت أبواق (صح لسانك) التي تقال بعد كل بيت سواء شعر أو شعير!، ولكنها نزوة لا أتوقع أن تستمر طويلاً لبحث أنصاف الشعراء عن كلمة صح لسانك فقط، لنعود لهذه الدوامة التي ترعاها بكل ما تعنيه الكلمة المجلات الشعبية والقنوات الفضائية وبعض المنتديات المهتمة بالشعر والتي يطبل من خلالها عشاق الشاعر لشاعرهم بدوافع مختلفة ليس من بينها الشعر الرصين حتى أصبحت عبارة «صح لسانك» تقال بدافع (الحمية)!! لا الشعر وجمالياته، كما هي طريقة التصويت للفوز بجوائز البرامج سابقة الذكر، وأتمنى أن نقاطع المسابقات الشعرية المعتمدة على التصويت مقاطعة دائمة لا كما حدث للمنتجات الدنماركية شهر أو شهرين ثم نسينا كل شيء.

خالد بن تنباك الحربي


tenbaak@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد