Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/07/2010 G Issue 13804
الخميس 03 شعبان 1431   العدد  13804
 
أكثر من عنوان
يازمان (الكأس) في الأندلس
علي الصحن

 

ذهب كأس العالم لمن يستحقه؛ لأن كرة القدم لم تعد لعبة فردية تتفوق فيها مواهب ميسي وكاكا وروني وكريستيانو على جماعية أبناء بوسكي ورفاق بوبول، ولأن الأسبان كانوا يخططون منذ سنوات لهذه النهاية السعيدة والاحتفالية العظمى، وقد كان الفوز في بطولة أمم أوروبا قبل عامين عربون كأس العالم الذي وقع أخيرا في حضن انتظرته طويلاً، وهو ما أكده مدرب الأبطال بوسكي عندما قال بتواضع الكبار وثقتهم بعد التتويج: (إن بطولة أوروبا رسمت الطريق ونحن سرنا عليه).

لقد قال المدرب ذلك علما بأنه لم يكن مدرب بلاده عندما توجت بيورو 2008م لكنه لم يكن لينسى من ساعده في بناء فريق أذهل العالم، ومن وضع اللبنات الأولى لنجاح أظنه سيستمر طويلاً، ولبطولات أكدت أن الأسبان في طريقهم إلى السيطرة على كرة القدم، فمن أقوى دوري في العالم إلى أقوى منتخب في العالم.

فوز الأسبان بكأس العالم تأكيد على أن النجاح لا يمكن أن يأتي مرة واحدة - إلا في حالات نادرة وشاذة - وتأكيد أيضاً على أن البناء يمر بخطوات، وأن التخطيط يجب أن يكون مدروساً، وأن يحدد الأهداف بدقة، ثم يضع الوسائل والأسباب الكفيلة بتحقيقها في المونديالات السابقة، لم يكن المنتخب الأسباني من ضمن كبار المرشحين للفوز باللقب، بل حدث أن غاب عن المشاركة في أكثر من مونديال، لكن الأمر لم يكن يرضي الشارع الرياضي هناك والشغوف بالكرة حد الجنون، ولا صناع القرار في الاتحاد الكروي الذي يدير أقوى وأغلى دوري في العالم، لذا بدأ البناء لبنة لبنة..حتى تحققت كل الأهداف - وهل بعد بطولتي العالم وأوروبا أهداف - وبات العمل يجري الآن للمحافظة عليها.

حقق المنتخب الأسباني اللقب بفريق يضم سبعة لاعبين من فريق برشلونة في قائمته الرئيسة... فهل غضب أنصار ريال مدريد وفالنسيا واتليتكو مثلا، وهل أطلقوا على منتخب بلادهم لقب المنتخب (الكحلي) لأنه لم يضم لاعبين يرغبون بهم وإن كان مستواهم أقل من الموجودين بمراحل؟ بالتأكيد لا ولا يمكن أن يحدث ذلك... وفتش هنا عن الثقافة!!

أثر الزوجة... وثقة الألمان!!

الثقافة التنافسية العالية.. والثقة بالنفس... والروح الرياضية.. هي ما جعلت الألمان يهللون لمنتخبهم وهو يحقق الميدالية البرونزية، وهو الذي كان في أشد أوقات المونديال تنافساً أهم المرشحين للقب لا سيما بعد فوزيه العريضين وبرباعيتين تاريخيتين على اثنين من كبار المرشحين انجلترا والأرجنتين، إن الاحتفال بالتتويج بالمركز الثالث ينبئ عن احترام للبطل ووصيفه، وتقدير لما حققه اللاعبون الذين يصفهم الألمان بالشبان الذين ينتظرهم الكثير في المونديال المقبل وقبله في يورو 2012م، لقد كان بإمكان الألمان أن يكيلوا عبارات التنديد والغضب للوف وفريقه، وأن يوبخوا قائدهم موللر الذي أعلن في وقت عصيب أنه لن يتنازل عن شارة القيادة لبالاك عندما يعود الأخير، وأن يقولوا إن هذا ليس وقت الحديث عن هذه الأشياء خاصة في ظل شعبية الغائب بالاك، لكنهم لم يفعلوا ذلك لأنهم ينظرون إلى الأمام أما الخلف فقد تجاوزوه، ولن يكون بالإمكان إصلاح ما عطب فيه.

الحكم الإنجليزي ويب دخل التاريخ من باب واسع... فهو أصغر حكم يدير نهائي المونديال.. وهو أول من يدير نهائي أندية أوروبا ونهائي العالم في عام واحد.. وهو أيضاً أكثر حكم يستخدم البطاقة الصفراء في النهائي طوال التاريخ.. هذا فضلا عن كونه يعمل ضابطاً في بلاده.. ورغم كل ذلك إلا أن زوجته صرحت لوسائل الإعلام بعد ترشيحه رسمياً بإدارة نهائي كأس العالم بأن (ويب لا يعرف كيف يتصرف مع أطفاله في المنزل) وتساءلت الزوجة (لا أعرف كيف سيدير ويب المباراة).

في يقيني أن تصريحات الزوجة جاءت من باب المداعبة وربما تخفيف الضغوط على الزوج قبل المهمة الصعبة... وهي أيضاً دلالة على الأثر الذي تتركه الزوجة على زوجها في حياته المهنية وقدرته على تحقيق النجاح، ولو لم تكن زوجة ويب من ذوات الأثر الإيجابي لما وصل زوجها إلى ما وصل إليه مع الصافرة، ولما كاتف النجاح تلو الآخر، ولو كنت أخصائي علم نفس لزدت في الأمر بيد أنني أترك الموضوع هنا لأهله حتى لا آتي بالعجائب.

مراحل.. مراحل

ما شاء الله.. في معسكرات فرقنا في أوروبا انتصارات بالخمسة والستة والعشرة وبالدرزن أيضاً ويبدو أن فرقنا تلعب مع فرق حواري هناك وليس مع فرق رسمية معروفة.. والمشكلة أن كل مباراة مدفوع مقابلها وباليورو.. أعتقد هنا أن من الأفضل نسميها مناورات وليس مباريات حتى لا تكون مدعاة للضحك.

في المونديال عرفنا الفارق بين المحلل الفاهم والمحلل المجامل - بضم الميم الأولى وفتح الثانية- فالمحللون الفاهمون هم من شاهدناهم على قناة الجزيرة يثرون المتابع بالمعلومة والنظرة الثاقبة والتوقعات المبنية على أسس علمية.. والآخرون هم من شاهدناهم في قنوات أخرى لا يعرفون أسماء اللاعبين - شف رقم خمسة كيف على نمرة سبعة!! - أو لا يفرقون بين المنتخبات وألقابها.. أو ممن ليسوا على اطلاع على قوانين الكرة وآخر مستجداتها.. ويتكلمون كما لو كان الوضع عليه عندما كانوا يلعبون الكرة في سنوات خلت.

الذين يشككون في كشف الحساب السنوي الذي تقدمه الجزيرة.. هل يستطيعون أن يأتوا بدليل واحد على عدم صحته.. هنا أعتقد أن ناديا ما لو كان قد حقق بطولة لم تدخل في كشف الحساب لأصدر بيانات وتصريحات للرد عليه وتبيان الخطأ فيه.. لكن هذا لم يحدث طوال ثماني سنوات.. إنها لغة الأرقام لا أحد يستطيع مراوغتها أو التلاعب فيها.

حمى المونديال

استمتعنا طوال شهر كامل كمشاهدين بإثارة كأس العالم - ولم أقل المردود الفني فيه- واستمتعنا كقراء أيضاً بالمقال اليومي الذي كان روشتة مونديالية - كتبت بعين فاحصة خبيرة تختصر كل المقالات والأخبار- يكبتها أستاذنا محمد العبدي، شكراً للمونديال الذي جعل أبا مشعل يكتب كل يوم وهو الزاهد في مثل هذا النوع من الكتابة، وأرجو أن يكون من ابتليت بهم الكتابة اليومية قد تابعوا (حمى المونديال) ليعرفوا الفارق بين الكتابة وال.. كآبة.



SA656@yahoo.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد