Al Jazirah NewsPaper Friday  16/07/2010 G Issue 13805
الجمعة 04 شعبان 1431   العدد  13805
 
للرسم معنى
هل التشكيليون عبءٌ على التلفزيون
محمد المنيف

 

في عام تسع وعشرين وأربعمائة وألف كتبت موضوعا في زاويتي (تلميحة) بعنوان (أين الفنون التشكيلية من برامجنا التلفزيونية) تلقت الجريدة على إثره تعقيبا موجهاً لرئيس التحرير من مدير القناة الأولى الأستاذ طارق ريري بين فيه ما تقدمه القناة من فقرات وكان محقا بذلك مضيفا دعوته لشخصي بالتعاون في إعداد الفقرة المعنية بالفن التشكيلي إلا إنني لم أكن بمستوى الثقة ولانشغالي بأنشطة مركز الأمير فيصل للفنون وقت إدارتي له.

كان المطلب حقا يستحقه التشكيليون وكان التجاوب أيضا مدعاة للاعتزاز بالدور الذي يضطلع به إعلامنا المحلي الذي أصبح اليوم عالمي الانتشار، ومع هذا لا زال الفن التشكيلي يبحث عن موقعه بين البرامج الأخرى وإن كان تحقق له شيء من الفرص فهي فقرات ضمن برنامج متنوع المشارب لا يحظى منه الفن التشكيلي إلا بالقليل من الوقت المخصص لجميع لفقرات، ومع ذلك لا زال التشكيليون يؤملون في أن يمنح هذا الفن مساحة أكبر وأشمل وبأسلوب عرض واستعراض للمنجز التشكيلي بشكل عام يشمل المناسبات التشكيلية أو ما يخص التشكيليين كأفراد وتجاربهم ولمختلف فئاتهم بناء على اختيار يحقق الهدف من البرنامج وهو نشر هذا الفن وإيصاله للمجتمع لأهميته كمنجز ثقافي لا يقل عن مختلف الروافد الأخرى التي تجد الاهتمام الكبير والمكثف من وسائل الإعلام كالمسرحيات والمسلسلات والمناسبات الثقافية أدبا وشعرا وفنونا شعبية تمتد برامجها ساعات طويلة.

وإذا حاولنا تلمس الأعذار للإخوة الأعزاء في قنواتنا الأربع فلن نجد مبررا لعدم وجود برنامج شامل باسم الفنون الجميلة يقدم فيه الإبداعات التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي وفنون الديكور على أن يخصص لكل منها فترة تغطي أنشطتها، إذ أن ما نشاهده من مواقف تشعرنا بأن الفن التشكيلي أصبح عبئا على قنواتنا الحبيبة لعدم وجود من يعي هذا الفن وكيفية تقديمه فقد فوجئت بدعوة من معد لأحد البرامج لأجري لقاء مع زميل تشكيلي دون سابق إنذار أو استعداد فاستعاض من كلف باللقاء بصديق للفنان يتعامل لأول مرة مع الميكروفون والكاميرا فكيف له أن يقدم فنانا وكيف للمشاهد أن يتقبل الحوار، وفي موقف آخر وقع فيه أحد المصورين في حرج خلال تصويره لافتتاح أحد المعارض لعدم وجود مذيع فطلب من الحضور المساعدة، وبالطبع لم يجد صعوبة في ذلك فعشاق المايك والكاميرا من بعض الفنانين لا تحتاج لتدريب أو تأهيل. هذا الواقع مع ما يفتقده الكثير من المناسبات التشكيلية للتغطيات التلفزيونية جعل التشكيليين في حالة من الخوف من ألا يستمر هذا الدعم ولو كان قليلا.



monif@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد