Al Jazirah NewsPaper Friday  16/07/2010 G Issue 13805
الجمعة 04 شعبان 1431   العدد  13805
 
«شيخ الرياضيين» والتاريخ لايموت..!!
إعداد: خالد الدوس

 

التاريخ بجذوره العميقة في حقول الضبط و التوثيق والتدوين ولغته الأقوى في مناهج البحث والتقصي والأصاله في العلوم الإنسانيه.. يحفظ لرجاله أدوارهم ولرموزه بصماتهم ولإبطاله أعمالهم ولرواده جهودهم.. وهؤلاء تبقى إنجازاتهم ومعطياتهم شاهدة للأعمال البطولية الخالدة التي بذلوها وقدموها في حياتهم من أجل خدمة وطنهم في مختلف المجالات الحياتية.. والشيخ عبد الرحمن بن سعيد - متعه الله بالصحة والعافية - أحد رموز الحركة الرياضية بالمملكة الكبار بقيمهم الأخلاقيه ومبادئهم السلوكية وخصائصهم الفكرية ممن حفروا الصخر وأسسوا الحركة الرياضية وتحديداً الرياضة في المنطقة الوسطى قبل ستة عقود من الزمن في حقبة لم تكن الرياضة في المجتمع النجدي مقبولة اجتماعيا.. فكافح ونافح الرمز الكبير من أجل بناء وإقامة الرياضة على دعائم قوية وقواعد متينة ونشرها على أرضيه صلبة بعد أن سكبت من على جبينه حبات العرق الواحدة تلو الأخرى وصرف أمواله وبذل جهودا عظيمة وخسر صحته وكل ذلك بسبب إصراره وعزيمته وتمسكه بحبل يقوده إلى البناء الرياضي, أسس - شيخ الرياضيين - أكبر ناديين هما الشباب عام 1367 والهلال 1377وأخذ على عاتقه مواصلة البذل والعطاء والإثراء في مضمار الدعم والتأسيس حيث سجل مواقف بطولية يشهد عليها تاريخنا الرياضي ولعب دورا رياديا في حفظ النادي الأهلي بجدة من الحل والشتات بعد أن تخلى رجالاته عن دعم البيت الأخضر في أواخر عقد السبعينات الهجرية من القرن الفائت فتزعمه وقاده للتصنيف والتثبيت مطلع الثمانينيات الهجرية وتحديدا بعد مجيء حركة تسجيل الأندية رسميا، هذا فضلا عن دعم بعض أندية المنطقة الغربية.. ولم يتوقف قطار الرمز الكبير الداعم.. عند هذه المحطة بل اتجه حتى للأنديه المنافسة لناديه - الهلال - فدعم نادي النصر في أحلك ظروفه المادية عندما تكفل بدفع قيمة إيجار البيت النصراوي في الثمانينيات الهجرية في ظل العجز المادي الذي كاد أن يدخل الفريق الأصفر مرحلة النسيان.. والكلام على لسان قائد النصر ميزر أمان المنشور في الجزيرة.. وهذا الموقف التاريخي يؤكد اهتمام وحرص - الرمز العصامي - على بقاء الأنديه واستمرار تنافسها الشريف بصرف النظر عن شعاراتها وألوانها ومسمياتها ويكشف في الوقت ذاته العقلية المستنيرة لابن سعيد وأفقه الواسع، هكذا يشهد التاريخ والجغرافيا والإحصاء الرياضي إسهامات الرمز الرياضي العملاق.. الذي كان ولازال ينظر إلى الرياضة من نافذة العشق والانتماء والوعي.. كسلوك صحي ونشاط ثقافي ونسق فكري.. ينمي العقول ويبني الأجسام بعدما أضحت - الرياضة - في حقبة العولمة تمثل صناعة واقتصاد واستثمار وثقافة بل إنها صارت جزءا من السياسة وأكبر الشواهد ماريناه مؤخرا في منافسات مونديال كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا والتي حرك قطار التنافس المثير مشاعر الزعماء والسياسيين وتحديدا في الدور الربع النهائي.. أعود إلى تاريخ رمزنا الكبير - ابن سعيد - الذي دفعني إلى سرد هذه الاستهلالية ليعرف الكثير ماقدمه لرياضة الوطن من دعم سخي وتضحيات جسيمه وعطاء متقد على مدى ستة عقود زمنية.. عامرة بالبناء والإثراء والتفان ليتوقف (اضطراريا) بعد أن صافح -ماشاء الله - العقد الثامن والنصف من عمره وهو الآن يلازم السرير الأبيض إثر تعرضه لأزمة صحية ولازال في مركز الأمير سلطان لإمراض القلب (شفاه الله).. ففي مثل هذه الحالات المرضية الحالكة يحتاج المريض منا الدعاء كوصفة إيمانية صادقة.. ربما تصادف باب استجابة تكون سببا - باذن الله - في شفاء المريض من علله وأسقامه.. دعواتنا القلبية لشيخ الرياضيين.. بالشفاء العاجل ومغادرة سرير المرض وهو يرفل بثوب الصحة والعافية بإذن الله.



k-aldous@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد