Al Jazirah NewsPaper Friday  16/07/2010 G Issue 13805
الجمعة 04 شعبان 1431   العدد  13805
 
في حوار خاص لـ»الجزيرة».. «المدلج» عضو اللجنة المنظمة لمونديال جنوب إفريقيا يؤكد بعد ختام مهمته الناجحة:
سلطان ونواف أوصلاني للنجاح.. وشباب الوطن قادمون للعالمية

 

حوار - سلطان المهوس

حمل المونديال العالمي الأخير ولادة حقيقية لكفاءة سعودية رياضية حققت لبلدها رونقا من الامتياز العملي الممزوج بتشريف وطني فائق الجودة حيث جسدت ثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم -الفيفا- والاتحاد الآسيوي لكرة القدم بابن الوطن السعودي الدكتور حافظ المدلج عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم وعضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم ما يختزنه المدلج من قدرات وعلاقات ومتانة في العمل الإداري حيث تم وضعه من قبل الفيفا ضمن الفئة (الأولى) والتي راقبت أكثر من أربع مباريات في المونديال الأخير ليأتي التتويج أخيرا للمدلج باختياره لمراقبة أقوى مباريات نصف النهائي بين هولندا والأروجواي بعد سلسلة النجاحات التي حققها هذا الرجل الديناميكي الهادئ..

أبو راكان في حوار مع (الجزيرة) أكد سعادته وراحة ضميره بعد أن شرف وطنه وثقة المسؤولين الرياضيين كما عكس ثقة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي اختاره ممثلا للقارة الآسيوية في لجنة تنظيم مونديال جنوب إفريقيا العليا ولم يخف فرحته بالأصداء الإيجابية التي تركها كسعودي هناك في جنوب إفريقيا موضحا أن الكوادر السعودية كثيرة ولديها ما يشرف وطنها بكل مكان.. وإلى الحوار:

وأنت تودع جنوب إفريقيا ما أبرز الانطباعات التي ستحملها معك في رحلة العودة؟

- الانطباعات كثيرة والخواطر أكثر والمجال لا يتسع لسرد جميع ما يجول بخاطري في هذه اللحظة، ولكنني سأختصر الإجابة في ثلاث نقاط، أولها: إن قدرة جنوب أفريقيا على احتضان بطولة بحجم كأس العالم تؤكد أن الإنسان قادر على فعل المستحيل، ولذلك أتوقع من الإنسان السعودي أن ينتفض ويقرر ركوب المستحيل والمطالبة بتنظيم بطولات ومهرجانات ومؤتمرات عالمية ترددنا كثيراً في احتضانها ولعنا نبدأ من كأس أمم آسيا.

وثانيا: أن للسعودية مكانة خاصة في قلوب وأذهان الجميع، فالكل يسأل عن المنتخب السعودي والكل يؤكد أنه الغائب الأكبر عن المونديال، والكل يرغب في رؤيته في مونديال البرازيل.

أما ثالثاً: فهي الوقفة الرائعة من الإعلام الرياضي السعودي الذي كان الداعم الأكبر لممثلي الوطن في المحفل الكبير.

طالما الحديث توقف عند الإعلام الرياضي كيف تقيم تفاعله مع المونديال؟

- أعترف بأننا في جنوب أفريقيا مقطوعون عن الإعلام السعودي المرئي والمقروء على حد سواء، ولكن الإنترنت تعوض إلى حد ما وإن كانت لا تعكس الواقع الذي يعايشه من يقرأ ويشاهد بشكل مباشر، إلا أن حديثي كان عن تواصل شريحة غالية - وزاد غلاها بوقفتها المشهودة - تتابع أخبار ممثلي الوطن أولاً بأول، ولن أقوم بعد من تحضرني أسماؤهم من الزملاء الأعزاء حتى لا أنسى فأندم على نسيان من يستحق أكثر من إشادة، ولعلي أختصر بالقول إن متابعة الإعلام الرياضي السعودي كانت وساماً غالياً على صدري تؤكد طيب معدن من تابع وسأل عن سفراء الوطن في كأس العالم والأكيد أن (الجزيرة) بقيادة الصديق محمد العبدي كانت من أميز الداعمين لممثلي الوطن وليس غريبا على الجزيرة ذلك إطلاقا.

تم تكليفك بمراقبة خمس مباريات.. كيف تم ذلك وما الآلية المتبعة في الاختيار؟

- في اجتماع اللجنة المنظمة لكأس العالم الذي سبق المونديال بأيام تم وضع جدول بمراقبي المباريات، وكان نصيبي في ذلك الجدول مباراتين هما «غانا وصربيا» ثم «الدنمارك والكاميرون»، وتوقعت أن تكون تلك نهاية المطاف، إلا أنني وفقت في المباراة الأولى بتقديم تقرير متكامل أرسلته لجميع المعنيين بالأمر، كان أبرز ما فيه لفت نظر اللجنة المنظمة إلى ثغرة أمنية في الملعب تم تلافيها في المباراة الثانية التي لم أكن مراقباً لها «جنوب أفريقيا والأورجواي»، فتلقيت اتصالا يبلغني بتكليفي في المباراة الثالثة «إسبانيا وتشيلي» والتي كنت فيها أكثر ثقة وخبرة بشكل انعكس على التقرير الذي أدى لتكليفي بالمباراة الرابعة في ربع النهائي «أوروغواي وغانا» في ملعب سوكرستي أكبر ملاعب البطولة، وكانت المفاجأة الأكبر بتكليفي لمباراة نصف النهائي بين «أوروغواي وهولندا» في ملعب كيب تاون، حيث شكرت «جيم براون» رئيس لجنة المسابقات الذي أكد أن اللجنة تجتمع كل صباح لتقييم العمل والتقارير وعلى ضوءه تتم الاختيارات.

ما الذي تعلمته من تلك المشاركة ويمكن نقله للبطولات المحلية؟

- سؤال كبير يحتاج إلى مجلدات للإجابة، ولكنني أختصرها بأن التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة هي الوظائف الأساسية في إدارة المنظمات والمسابقات على حد سواء، ولذلك يجب أن نخطط لمسابقاتنا المحلية بشكل دقيق ومكثف مستعينين بأفضل الخبرات المحلية والعالمية، ثم نبدأ بتنظيم العمل وتوزيع المهام من خلال وضع الشخص المناسب في المكان المناسب مع تفصيل واضح لمتطلبات العمل والنتائج المرجوة منه، ليبدأ بعد ذلك تسيير العمل وتوجيهه نحو تحقيق الأهداف التي وضعها المخطط، ليأتي دور المراقب الذي يتأكد من سير العمل ويقارن بين المتحقق والمتوقع، فإن تحققت الأهداف نجح العمل وإن لم تتحقق وجب علينا التعرف على الأسباب التي حالت دون تحقيقها لنصححها في محاولتنا القادمة، وبهذه الطريقة سيصبح لدينا مسابقات منظمة تحاكي المسابقات العالمية، وثقتي في الشباب السعودي لا حدود لها.

كيف ترى التواجد السعودي في المحفل العالمي؟

- حين أتجول في مقر الفيفا في جنوب أفريقيا أسمع جميع اللغات وألمح جميع السحنات التي تمثل جميع الجنسيات ما عدا الصوت الخليجي بشكل عام والوجه السعودي على وجه الخصوص، حيث تمثل بلادنا ثقلاً كبيراً في العالم وللكرة السعودية صولات وجولات على المستويين القاري والعالمي، ويقيني أن إجراء إحصائية لجنسيات العاملين في الفيفا سيظهر أعداداً كبيرة لشباب من دول لم تحقق بطولة القارة التي تنتمي إليها(ثلاث مرات)ولم تتأهل لكأس العالم(أربع مرات)، وهي إنجازات سعودية تستوجب إعادة النظر في حجم التمثيل السعودي في الاتحادين القاري والدولي، ويقيني أكبر بأن من شباب الوطن الكثير يملكون القدرة على تشريف الوطن في المحافل الدولية، ولكنهم ينتظرون الفرصة والدعم، ولن يهدأ لي بال حتى أشاهد شباب الوطن يتزايدون في الاتحادين القاري والدولي بإذن الله ثم بدعم قيادتنا الرياضية التي أثق بقدرتها على تغيير هذا الواقع الأليم.

الحديث سهل ولكن كيف تنوي تنفيذ تلك الرؤى والتطلعات؟

- مثلما يتطور اللاعب من خلال المسابقات المحلية ليصل للعالمية، فإن الشباب السعودي بحاجة إلى فرصة في الاتحادات واللجان المحلية ليتم صقل موهبته وزيادة خبرتهم وتحضيرهم للعمل في الاتحاد القاري ومن ثم الدولي، شريطة أن يتسلح السفير المصقول بعدد من الصفات السلوكية والمهارية التي لا تخفى على صناع القرار، لعل في مقدمتها حب الوطن وحسن التعامل وإجادة اللغة واستخدام التقنية والرغبة في العمل والشغف بالرياضة، وهي صفات متوفرة في آلاف الشباب السعودي الذي ينتظر الفرصة، ولعل هيئة دوري المحترفين قامت بخطوة هامة من خلال برنامج الأمير سلطان بن فهد لتنمية الكوادر الرياضية وبمتابعة دقيقة من سمو رئيس الهيئة الأمير نواف بن فيصل، ننتظر أن تنتج للوطن شباباً مؤهلين بشكل يشرفنا في المحافل العالمية.

ماذا عن أصداء المستويات التي قدمها حكمنا الدولي خليل جلال؟

- خليل جلال حكم استطاع أن يحفر اسمه بقوة في التاريخ المونديالي لأنه قدم لوحة مضيئة للتحكيم السعودي والآسيوي وهو شيء نفتخر به ويكفي أنه مع حكام قليلين كانوا الأقل أخطاء في المونديال الصعب من الناحية التحكيمية كما أن جلال ظهرت شخصيته القيادية بشكل لافت ومن كل قلبي فرحت لابن الوطن الرائع.

ما هي وجهتك القادمة بعد هذه الرحلة الطويلة والمجهدة؟

- يفترض أن أعطي راكان ومشعل حقهما من الإجازة بسفرة طويلة وجميلة تعوض غياب الوالد وانشغاله، ولكنني سأتجه بعد ثلاثة أيام من وصولي إلى اليابان في زيارة عمل يقوم بها وفد من هيئة دوري المحترفين السعودي للاطلاع على التجربة اليابانية وتبادل الخبرات وتعزيز سبل التعاون بين الاتحادين الأكثر نجاحاً على مستوى القارة، ومن اليابان سنتجه إلى ماليزيا حيث اجتماعات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والتي يتخللها رحلة قصيرة إلى سنغافورة لحضور معرض «سكر أكس» والمشاركة في المؤتمر المصاحب للمعرض من خلال عرض التجربة السعودية في الانتقال من الهواية إلى الاحتراف، ثم العودة للوطن قبل رمضان بأيام في محاولة يائسة لإرضاء البطلين راكان ومشعل، دعواتكم.

كيف تود أن تنهي هذا اللقاء الختامي من جنوب إفريقيا؟

- لابد من الثناء على أهل الثناء، من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وبعد حمد الله والثناء عليه، أتقدم بجزيل شكري للقيادة الرياضية التي أتاحت لي فرصة تمثيل الوطن في هذا المحفل العالمي، حيث كان لدعم الأميرين كبير الأثر في كل ما تحقق في هذه المشاركة، وقد حملني كل رموز كرة القدم أصدق التحية والسلام لقيادتنا الرياضية التي تحظى بسمعة مميزة في بيت الفيفا الذي يعي المكانة الرفيعة للمملكة العربية السعودية، التي أفتخر بتمثيلها وأرفع صوتي باسمها عند التعريف بنفسي في كل مكان، حتى أصبح أسمي في الفيفا «حافظ المدلج من السعودية».



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد