Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/07/2010 G Issue 13807
الأحد 06 شعبان 1431   العدد  13807
 
أفق
عمليات طبية مميتة بأهداف تجارية
سلطان المالك

 

(عندما يصبح شفط الدهون متعة، معنا لا تعب ولا جراحة، اتصل بنا على الرقم!!)، تلك كانت رسالة نصية قصيرة وصلت الأسبوع الماضي لهاتفي المتنقل، بالطبع تجاهلتها كغيرها من الرسائل الاقتحامية الأخرى التي تقتحم خصوصياتنا بشكل يومي، ولكنني احتفظت بها لغرض الكتابة عنها هذا الأسبوع. وبالمصادفة قرأت تقريرا قيما نشر في صحيفة الوطن الأسبوع الماضي وفيه تم الإشارة إلى رصد حالات وفاة لسعوديات في مقتبل أعمارهن وقعن ضحايا عمليات تصحيحية لأجسادهن أو بما يعرف بعمليات «تحويل مسار المعدة، أو تدبيسها أو ربطها» سعيا للوصول إلى قوام رشيق والابتعاد عن شبح السمنة.

وأشارت الصحيفة إلى ما كشفت عنه بعض المصادر الطبية من ارتفاع معدل حالات الوفاة جراء تلك العمليات إلى نحو 2% خلال الأشهر الأربعة الأخيرة. واستعرضت الصحيفة لأحد الضحايا التي لم يتجاوز عمرها 23 عاما توفيت نتيجة تعرضها لنزيف حاد بعد إجرائها تلك العملية، بينما لم تبتعد قصة سيدة أخرى عن ذات السيناريو الحزين، حيث لفظت أنفاسها نزفا بعد إجراء ذات العملية رغم أنها لم تكن تعاني من سمنة مفرطة.

مؤخراً بدأنا نلحظ لجوء بعض الأطباء بأهداف تجارية بحته في علاج السمنة بالتدخل الجراحي لتقليص الوزن مستخدمين عدة طرق للخلاص منها وهي تخريم المعدة وتحويل مسرى الأمعاء وتدبيس المعدة والبالون المعدي وربط أو لجم الفم وشفط الدهون وغيرها، ولا يختلف اثنان على أنها من العمليات المعقدة المحفوفة ببعض المخاطر والتي ذهب من جراءها ضحايا ووفيات كثيرة. وينقص المرضى التوعية الكافية بخطورتها، بل بالعكس فالأطباء دائما يبسطوها ويوهمون المرضى أنها من العمليات البسيطة الناجحة.

كم نتمنى من الأطباء المختصين بها أن يهتموا بنصح مرضاهم بعدم اللجوء لها إلا في حالات يكون المريض فيها مجبرا على إجرائها، وحثهم على البحث عن الحلول غير الجراحية مثل الريجيم وممارسة الرياضة. كما نتمنى من المراكز الطبية سواء حكومية أو خاصة أن تحث أطباءها على عدم إجراء مثل تلك العمليات إلا في حالات خاصة جدا لا تنفع معها الحلول غير الجراحية مع ضرورة إحاطة المريض وأهله بخطورة العملية على حياته.

شخصيا، أعرف أكثر من شخص توفى بعد إجراء مثل تلك العمليات، وآخرون يعانون حاليا من جراء فشل عملياتهم، والأمر المستغرب هو استمرار الأطباء في إجرائها على الرغم من فشلهم ووقوع ضحايا عديدة لهم، حتى أن بعضهم وللأسف يضحي بأرواح الناس مكابرة في سبيل أن تنجح معه عملية واحدة ليشبع جزءا من رغباته ولتغطية فشله في إجراء عمليات سابقة.

أتمنى من وزارة الصحة أن تضع نظاما صارما لإجراء ذلك النوع من العمليات مع ضرورة معاقبة المراكز الطبية والأطباء الذين لا هم لهم سوى تحقيق بعض النجاحات حتى ولو كان على حساب التضحية بأرواح مساكين هربوا من السمنة لينعموا بحياة أفضل وكانت نهايتهم الموت أو المرض المستمر.



Fax2325320@ yahoo.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد