Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/07/2010 G Issue 13807
الأحد 06 شعبان 1431   العدد  13807
 
الأصولية في تميّز ابن غديان
خالد بن علي الحيان

 

إنَّ وفاة فضيلة الشيخ العلامة الأصولي الفقيه الشيخ/ عبدالله بن غديان، غداة يوم الثلاثاء الموافق 18-6-1431هـ لهي مصيبة وثلمة كبرى.

نسأل الله العلي العظيم أن يخلف على المسلمين خيراً وبركة (آمين).. والكتابة عن سيرته وحياته لا تعني أنه كان مجهولاً.. كلا، بل ليقتدى بما كان فيه من صفات وخلال جميلة تميز بها. كانت من أسبابها القراءة عليها في كتاب (المنتقى للمجد ابن تيمية) رحمه الله.. حيث أتيت للسلام عليه في مكتبه في الإفتاء فسألني عن اسمي، فأخبرته ثم عادت به الذاكرة إلى السبعينات ليسألني عن مدى قرابتي بالوجيه/ سعد بن عبدالعزيز آل حيان، ابن القارئ المشهور في الرياض -رحمهما الله- فقلت هو من حمولتنا فأثنى عليه خيراً. ومن ذاك المجلس بدأ تحديد كتاب المنتقى للقراءة فيه في يوم الأحد بعد صلاة العشاء من كل أسبوع في مسجد الإفتاء المجاور منزله. كما أن لقيادة القوات البحرية ممثلة بقائدها بالتنسيق مع الشئون الدينية. تميز في دعوة هيئة كبار العلماء لإلقاء محاضرات علمية. كان فضيلته له نصيب فيها والتي كان موضوعها شرح حديث (ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي).. والمرة الأخرى كانت في الحج بمكة. ومما رأيته متميزاً ويذكر به -رحمه الله- إضافة لصفات أهل العلم، أنه كان صاحب تأصيل علمي وفراسة وذكاء وتفسير للرؤى وحزم ودعابة في جدية وبعد نظر ودقة في الألفاظ وتحليل لكثير من الأحدث، ونصح لطلابه وخاصة الملازمين له. كل ذلك في أسلوب سهل ولهجة صادقة وصوت مميز غير متكلف.. ولذا كان يكره الأسئلة التي فيها تكلف وتنطع. أيضاً ومما تميزت به دروسه أن الكتب المقروءة عليه منوعة وأمهات في الفنون ويغلب عليها أصول الفقه وقواعده. والحاضرون لدروسه جلهم من كبار طلبة العلم حتى ميزته من بين كثير من علماء العصر. وفي أثناء القراءة خاصة في تفسير ابن كثير يُرى عليه التأثير المصحوب بالبكاء والدعاء أحياناً. ومع كثرة أشغاله وكبر سنه إلا أنه متابع للجديد من الكتب وخاصة أصول الفقه وقواعده. محب لكتب الشيخ الأصولي الدكتور/ يعقوب الباحسين. وكم رأيت من طلاب الشيخ من يهدي له الجديد من الكتب. أيضاً ومما تميز به أنه موقرٌ لكبار السن ويأنس بالحديث معهم. ولربما توقف وتحدث مع أصحاب الباعة في السوق المجاور لمنزله بأريحية وتواضع جم.. فضلاً عن الوقوف للإجابة عن أسئلتهم. ومع طول الوقوف يستند إلى الجدار أو إلى السيارة. وقد رأيته مرة في صيف إحدى الإجازات في الحرم المكي بدأ درسه بعد صلاة المغرب حتى أقيمت صلاة العشاء وبعدها عاد وأكمل الأسئلة حتى الساعة العاشرة والنصف تقريباً ثم قام ليصلي سنة العشاء.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد