Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/07/2010 G Issue 13807
الأحد 06 شعبان 1431   العدد  13807
 
وترجل فارس تعليم حائل
عثمان راشد التميمي

 

سعود الرباح القويعي هذا الرجل الذي امتطى صهوة تعليم حائل منذ كان شابا قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، لم يأت إلى تعليم حائل من أدراج المكاتب أو من الأبواب الخلفية فلقد تدرج في تعليم حائل معلماً ووكيلاً ومديراً ومشرفاً تربوياً ومديراً للإشراف التربوي ثم مساعداً لمدير عام التربية والتعليم بمنطقة حائل، ثم مديراً للتعليم بمحافظة القويعية.

ها هو اليوم يترجل عن صهوة جواده بعد أن خدم أكثر من خمسة وثلاثين عاما، وليست أعوام عادية بل مليئة بالإخلاص والجهد والعدل، رجل أفنى جل عمره في خدمة التعليم، رجل أحب العمل فأخلص له، فما أسعدك أيها التعليم بوجود هذا الرجل، وما أحزنك لفراقه، فلقد كان شعاره حب العمل والإخلاص، وكان الاحترام والجد والعدل هو ديدنه، كان يتدفق عملاً وأداءاً، حزماً وانضباطاً، رجل جسد التواضع فكان قدوة في الإخلاص.

قد تقولون إني مبالغ حينما أقول إنه (عمر بن عبدالعزيز تعليم حائل) لماذا لا يكون كذلك وقد اتخذ هذا الرجل الأمانة شعاراً له، والإخلاص له دثاراً، لماذا لا أطلق عليه هذا التشبيه وهو الذي ملأ تعليم حائل عدلاً وإخلاصاً وإنصافاً، لقد كان أبو رباح هو أحد التربويين الثلاثة الذين تأثرت أنا بهم شخصياً في حياتي العملية مع الدكتور المربي الفاضل عبدالعزيز الثنيان والمربي الفاضل المرحوم عبدالله أبو نفيسة الذين كانت لكلماتهم وتوجيهاتهم عظيم الأثر في حياتي التعليمية حينما تشرفت بلقائهم فقد كانوا قدوة لي في إخلاصهم وتفانيهم.

وما النظرة الثاقبة لمدير عام التربية والتعليم بحائل آنذاك الدكتور رشيد العمرو بأبي رباح إلا دليل كبير على إخلاصه وتفانيه، فلقد منحه الدكتور رشيد الصلاحية المطلقة في تعليم حائل، هذه الصلاحية التي لم تمنح لأي مساعد من قبل، وأعتقد أنها لن تمنح إلا لرجل مثل أبي رباح، ثم أكد هذه الثقة صناع القرار في وزارة التربية والتعليم حينما تم تكليفه مديراً للتعليم بمحافظة القويعية.

فجزاه الله عن التعليم خير الجزاء، وجعل ما قدمه في ميزان حسناته، فأثره التربوي على الجميع باق، طلاباً ومعلمين، إداريين وموظفين والمجتمع الحائلي بكافة شرائحه، وبصمته واضحة للعيان في تعليم حائل، بذل قصارى جهده خلال فترة عمله في التعليم عامة، وفي الإدارة العامة للتربية والتعليم بحائل على وجه الخصوص ليسمو بها إلى آفاق التميز ويرسو بسفينتها على شاطئ العلم والتربية.

وفقك الله يا أبا رباح وأنار لك دروب الخير والله ولي التوفيق.

حائل - مدرسة الوليد بن عبدالملك الابتدائية


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد