كثيرون هم الشعراء في عالمنا العربي ممن يتميز شعرهم بالإبداع وغزارة العطاء الفكري الرائع ويأتي في مقدمة هؤلاء الشعراء الكبار منهم ذلك الشاعر الرائع والذي نعته البعض بالمتنبي الثاني، إنه شاعر العراق العظيم محمد مهدي الجواهري -يرحمه الله- بإمكانياته الشعرية السخية، فحل عميق الرؤى، واسع الأفق، جزيل المعاني، ولذلك الشاعر العظيم قصيدة رائعة في الملك فيصل -رحمه الله- يقول في مطلعها:
|
على سعة وفي طنف الأمان |
وفي حبات أفئدة حواني |
فتى عبدالعزيز وفيك ما في |
أبيك الشهم من غرر المعاني |
ويأتي وكأنه يؤرخ لرجل عظيم هو الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مذكراً بأمجاده وعبقريته حين يقول:
|
أبوك ابن السعود أبو القضايا |
مشرقة على مر الزمان |
ولمح الكوكب الملقي شعاعا |
على شعب الجزيرة والمحاني |
ورمز العبقرية في زمان |
به للعبقرية كل شان |
لها كتب الخلود وما سواها |
برغم دعاية الداعين فاني |
ولم أرى مثله إلا قيلا |
مهيباً في السماع وفي العيان |
إلى أن يقول بعد أبيات تطغى عليها نبرة الحزن لحال بلاده جراء ما يحاك لها من مظالم:
|
فليت الساهرين على دمار |
فداء الساهرين على كيان |
مشيتم والملوك إلى مجال |
به أحرزتم قصب الرهان |
فجاء مقامهم عنكم وضيعاً |
مقام الزج زل عن السنان |
ما أجمل الشعر وما أروع الشاعر حينما تكون غايته العظماء من الرجال، إنه نوع من التوثيق وشهادة المعاصر لرموز عصره.
|
|