Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/07/2010 G Issue 13807
الأحد 06 شعبان 1431   العدد  13807
 

تعزيز مهارات القراءة لدى الشباب خلال الإجازة الصيفية
عبدالله بن حمد الحقيل

 

يتمتع شبابنا هذه الأيام بالإجازة الصيفية فلنحرص على غرس حب القراءة في نفسه، حيث تمثل القراءة وحب الاطلاع والتعرف على محتويات الكتب نقطة مهمة نحو التزود بالعلوم والمعرفة والاستزادة من جوانب الحياة المختلفة، والكتاب من أعظم ما أبدعه عقل الإنسان ومنذ بداية الحضارة البشرية منجم لا ينضب بما يحتويه من علوم ومعارف وآداب.

ولاشك أن القراءة بوابة المعرفة الرحبة والعلم الفسيح، ومن المعروف أنه لا سيادة لأمة بدون ثقافة ومعرفة يحتل الكتاب فيها المكانة المرموقة، فهو أداة هامة للنهوض والتطور والرقي والتقدم وربط الصلة بين الماضي والحاضر؛ والكتب هي تجارب البشرية خلال تاريخها الطويل ويشهد العالم اليوم وعياً متزايداً بأهمية الكتاب والمكتبات لما لها من تأثير ودور كبير، لقد ازدهر التعليم في عدد من الدول، حيث عدوا المكتبة والكتاب ركيزة أساسية لتوفير المعرفة ومصادرها والإسهام بشكل جدي ومثمر في خدمة المناهج الدراسية وتدعيمها وإكساب الطلاب خبرات ومعلومات ومهارات من خلال الاهتمام بالكتاب واستخدامه وعدم الاستغناء عنه لما له من دور بالغ الأهمية في التكوين التربوي والإعداد الثقافي والاجتماعي؛ ولاغرو فالكتاب هو الضياء في طريق أي إنسان مطلبه ومقصده العلم وهو مدخل ثقافي لدراسة أي علم كان؛ ولعل الجاحظ من أقدم المؤلفين حيث خص الكتاب بحديث طويل وكلام جيد عن فضل الكتاب وبيان منافعه، فالكتاب وعاء من أوعية المعرفة والمعلومات، ووجه حضاري مشرق ووسيلة إلى رقي الأمم فكرياً وذهنياً فهو يلعب دوراً فعالاً في تنمية المعرفة والثقافة ولقد قيل إن الأمة الواعية هي الأمة القارئة فهو الدعامة الأساسية في مجالات البحث والدراسة والمطالعة؛ ورحم الله أسلافنا الذين يحرصون على الكتب ويهتمون بها حيث يقول أحدهم:

جل قدر الكتاب يا صاح عندي

فهو أغلى من الجواهر قدراً

ولقد قيل إن في قراءة الكتب لذة ومتعة ولكن إذا كانت القراءة في الكتب نشوة ومتاعاً فإن أمتع اللذات الحديث عن الكتب، لقد مرت على الكتاب في أمتنا عصور كان فيها عالي القدر رفيع المنزلة يتنافس الخلفاء والأمراء عليه ويعتزون بامتلاكه ويمنون بإهدائه، فكان الخليفة المأمون وأمثاله يحتفون بكتاب يهدى إليهم وكانوا يفرغون العلماء ويكفونهم مؤونة السين، وكان أسلافنا يستقرون بالمتعة في قراءة الكتاب ويحسون بالألم في البعد عنه وقيل:

أنا من بدّل بالكتب الصحابا

لم أجد لي وافياً إلا الكتابا

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد