Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/07/2010 G Issue 13807
الأحد 06 شعبان 1431   العدد  13807
 

في الوقت الأصلي
يا حبكم للحكي..؟!
محمد الشهري

 

الفطرة السليمة تقول إنه لا يمكن لأي إنسان أوتي أدنى مقومات التفكير السوي أن يتقبل أو يتعاطى أطراف (هلامية) تقاعس الإدارة الهلالية عن إدراك محاذير وضرورات المرحلة القادمة وبما تشكله من استحقاقات والتزامات على اعتبار أنه لا يمكن لأي عاقل أن يعمل ضد نفسه، أو أن يعمل على هدم ما بناه لأي سبب من الأسباب، هذا جانب.

- الجانب الآخر: كلنا يعلم مقدار ما بذله الأمير عبدالرحمن بن مساعد وإدارته من مال وجهد أثمر العديد من المنجزات والنجاحات الباهرة.. ناهيكم عن الفكر الاحترافي الخلاق الذي طبقه لأول مرة في محيطنا الرياضي.. هذا عدا المُثل الاجتماعية والرياضية التي كرس لها، والتي تنم عن فكر ثاقب وعن روح شفافة ممتلئة بالخير الذي يفيض ويتجاوز حاجات الجوانب الرياضية المتعارف عليها، إلى جوانب أخرى إنسانية واجتماعية.

- كل هذه المآثر والنجاحات المشهودة وغير المسبوقة، لم تشفع له عند (عشاق الحكي) بأن يحتفظوا -على الأقل- بإرشاداتهم وتوجيهاتهم المجانية سواء أولئك الذين عُرف عنهم ركوب موجة (خالف تُعرف)، أو الذين وجدوا في حكاية (جيريتس) فرصة لممارسة عاداتهم الأزلية في اللهث على جنبات وخلف القافلة الزرقاء بقصد التشويش وإثارة الغبار ليس إلا (؟!!).

- السؤال: أليس بمقدور من أحضر (جيريتس) أن يحضر من هو مثله أو أفضل منه (؟!).

- أليس بمقدور من استطاع انتشال الزعيم من الهوة السحيقة التي (حُفرت) له قبل موسمين وأعاده إلى قمة الهرم أن يحافظ على ما حققه من مكتسبات ولاسيما بعد أن أحاط بالكثير والكثير من عجائب وغرائب الوسط الرياضي وبالتالي القدرة على التعامل الأمثل معها (؟!!).

- مشكلة الكثير من الإعلاميين (هدانا الله وإياهم) تتمثل في اعتقادهم، وإن شئت فقل (اعتباطهم) بأنهم وحدهم الأقدر على فهم كل شيء وأي شيء، يعني كلامهم (ما ينزلش الأرض) على رأي عبدالفتاح القصري (؟!!).

- وعلى افتراض حُسن النية حول دوافع بعض من تناولوا موضوع الإدارة الهلالية و(جيريتس).. أفلا يجدر بنا طرح بعض التساؤلات البديهية التي من أهمها: هل يُعقل أن الإدارة الهلالية لم تضع مثل هذه المستجدات في حسبانها وهي التي صرفت الأموال الطائلة في سبيل الحفاظ على ما تحقق لنادي القرن على مدى العقود الماضية، وفي سبيل استمرار نجاح مهمتها التاريخية.. ثم هل يُعقل أن الإدارة التي صرفت الأموال الطائلة في سبيل تأهيل منشآت النادي لتظهر بالمظهر اللائق بكيان عالمي كالهلال.. يمكن أن تجهل أو تتقاعس في مسألة تأمين وترتيب الأمور الفنية بما فيها من مستجدات، وذلك من باب: (لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين).

- للعلم فقط (أقسم بالله) إنني لا أنافح عن الإدارة الهلالية لمجرد المنافحة، لاسيما وأن لديّ من الشواهد ما يجعلني أكثر قناعة بأن العبد الفقير إلى ربه لا يتمتع بأي حظوة من أي نوع لديها.. ولكنها كلمة حق -حسبما أعتقد- أقولها وأجري على الله.

شكراً يا قناة الجزيرة

- معلوم أن الخصال والصفات الحميدة سواء الفردية منها أو الجماعية.. لا تتحقق بالادعاءات، ولا تتأتى عن طريق المنح والهبات، وإنما تأتي وتتحقق من خلال المواقف المشهودة كحقائق دامغة ومجردة من أي تصنّع أو بهرجات.

- وبما أننا للتو ودعنا المونديال الذي استحوذ على اهتمام مئات الملايين من عشاق كرة القدم.. حري بنا اليوم أن نذكر محاسن الذين أحسنوا ممن حُمّلوا مسؤولية الاضطلاع بإبراز هذا الحدث العالمي الكبير وإنجاحه فنشكرهم.

- ومن سواها قناة الجزيرة الرياضية التي لا بد أن تُشكر حين تُذكر.

- هنا لن أتحدث عن احترافيتها العالية، ولا عن ما وفرته من تقنيات عصرية سخّرتها لخدمة المشاهد، ولا عن تلك الأعداد البشرية المؤهلة الهائلة الذين هيأتهم لإظهار الحدث الرياضي الأضخم والأكبر كأحسن ما يكون.. بقدر ما أشير إلى مسألة هامة ظلت تمثل هاجس المشاهد البسيط مؤخراً.. ألا وهي كيفية تمكينه من الحصول على نصيبه من متعة المشاهدة دون وضعه أمام أحد أمرين أحلاهما مُر.. إما الدفع الذي يقصم ظهر المسكين، أو الحرمان، وفوق هذا كله لا بد من سماع موشح (المن والأذى)؟!!.

- فجاءت قناة الجزيرة لتخلصه من هذا الهاجس المؤرق من خلال القناعة باليسير من المال مقابل الاشتراك ليكون في متناول الجميع.

- ثم تجاوزت ذلك في سياق مكرماتها وصنائعها، فعمدت إلى بث أكثر من نصف مباريات المونديال على القنوات المفتوحة مجاناً بما في ذلك النهائي.. فكسبت ثناء ودعاء الآباء والأمهات نظير هذا الصنيع الذي أبقى على فلذات أكبادهم في أكنافهم بدلاً من التماس مشاهدة الحدث الرياضي الأكبر خارج منازلهم.

- أفلا تستحق هذه المنظومة الرياضية العملاقة شكر وعرفان الجميع (؟؟).

- بلى وربي.

بيت القصيد

يكسب المدح من جابه ويستاهله

والمدايح حرام على السقط والرخوم

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد