Al Jazirah NewsPaper Monday  19/07/2010 G Issue 13808
الأثنين 07 شعبان 1431   العدد  13808
 
من القلب
هولندا والحظ العاثر!
صالح رضا

 

عشنا في بيات (كروي) أو ما يعرف ب(سبات المونديال) الذي يصيب معظم سكان المعمورة بسبب المتابعة المستمرة لمباريات المونديال الذي حظي بمتابعة غير مسبوقة في أرجاء العالم.. وشخصيا زاد وزني خلال هذا الشهر المونديالي ثلاثة كيلوجرامات كاملة وعليها (حتة) نتيجة ذلك السبات المونديالي.. حيث تتناغم الإثارة والتهام الطعام من عشاء ومكسرات وتوابعه غير الشاي والعصائر.. وفاز الأسبان بكأس المونديال.. وخرجت أنا بخسائر صحية مونديالية.. أعقبتها خسائر صحية إضافية مصاحبة لموجة الزواجات المتتالية التي يحتار الفرد في أيها يلبي.. خاصة التي تتعلق بالأهل والأقرباء بالطائف المأنوس.

هذا ولهولندا مع نهائي المونديال حكاية غريبة ففي مونديال 1974 في الأرجنتين تابعت المونديال وكنت حينها فتى يافعا.. أتذكر جيدا المباراة النهائية بين منتخبي الأرجنتين وهولندا.. وكادت هولندا تحصل على كأس العالم في الثواني الأخيرة من المباراة.. إثر كرة متدحرجة للمرمى الأرجنتين الخالي.. ولكنها ذهبت متهادية نحو القائم بدلا من الشباك الخالية.. فاحتكم الفريقان إلى وقت إضافي وفازت الأرجنتين بكأس العالم وخرجت هولندا بالمركز الثاني.. وفي مونديال 1978 كذلك خسرت النهائي أمام ألمانيا.. وكان النهائي الثالث أمام أسبانيا في مونديال جنوب إفريقيا 2010 وخسرته أيضا.

ولا شك أن من تابع هولندا منذ مونديال 1974 فإنه حتما يتعاطف مع الهولنديين (مثل العبد الفقير إلى الله) لأنها المرة الثالثة التي تصل للنهائي وتخسره لسبب أو لآخر.

إضافة إلي أن الكرة الهولندية ولادة لاعبين وخطط لعب.. فمن اللاعبين هناك الأسطور الحقيقية يوهان كريوف ثم أتى الجيل الذي خلفهم أمثال فان باستن وخوليت وريكارد والقائمة تطول.. وعلى مستوى التكتيك الخططي أبدع الهولنديون في الكرة الشاملة التي أبهرت العالم ولكنها لم تربحهم مونديالا.

الأسبان من ناحية بلدهم زرته كثيرا..وعشت فيه فترات متقطعة.. ولا أتفق معهم في التلذذ بقتل الثيران بتلك الطريقة الوحشية.. وأتحفظ على موسم دهس محصول الطماطم بالأقدام حتى لا ينزل سعره في الأسواق.. ورميه في الشوارع لتهرسه السيارات والمارة.. وثالثة الأثافي احتفالهم في المناطق الجنوبية ب(تحررهم) من المسلمين في احتفال سنوي مهيب.. لا يخلو عن إهانة متعمدة لنا.

هذه المعطيات كونت لدي (باك جراوند) لأشجع هولندا ضد الأسبان ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

هذا و عندما خرج المنتخبان الأرجنتيني والبرازيلي صنف خبراء كرة القدم الفرق الأوروبية المتبقية إلى ثلاثة تصنيفات.. حيث ذكروا أن المنتخب الألماني يعتبر ماكينة منضبطة وتعمل برتم واحد طوال المباراة.. وهذا لا يساعدها في اجتياز المباريات التي تحتاج إلى (مكر) كرويّ داخل الملعب.. وهذا متوافر في المنتخب الأسباني بوضوح.. إضافة إلى التمكن الفني والتركيب البنياني للاعبين الأسبان ووجود مدرب داهية جعلت الكأس تدنو نحوهم.

أما المنتخب الهولندي فقد كان سابقا يعتمد على الكرة الشاملة والهولنديون أساتذة فيها.. لكنهم تخلو عنها مؤخرا.. منجرفين وراء اللعب القوي.. والالتحام بالخصم..ولكن حظهم العاثر كان عاثرا في النهائي الكبير.

نتمنى من الله أن يكون منتخبنا ضمن المتأهلين لمونديال البرازيل 2014..وبلا شك فالمنتحب السعودي يحتاج للكثير ليصل إلى مونديال البرازيل.. ولي عودة مفصلة عن المنتخب الوطني بإذن الله.

تحية للجزيرة.. والتحكيم سيئ سيئ !!

قنوات الجزيرة الرياضية انتشلتنا من ضيق الطريق إلى فسحة المحيط.. بعمل احترافي نموذجي رائع.. كان خير تعويض لنا عن ذلك الغثاء الذي آذى أحاسيسنا كثيرا.. وتلك النرجسية الموغلة في الاستغلال الرخيص لكل قيم الرياضة.. والاعتداد الوهمي بالنفس.

الجزيرة الرياضية قدمت عملا ثريا.. أثرى مداركنا الرياضية بكل تميز و جديد ومفيد.. وأسعدتنا بنخبة من خيرة محللي العالم والذي كنا أمامهم -أحيانا- تلاميذ نتعلم منهم أسرار اللعبة والتكنيك.. وشخصيا استفدت جديدا من تلك المجموعات الثرية من كبار خبراء كرة القدم حول العالم.. ولعلي أؤكد أن تلك القنوات كانت نقطة ضعفها الصارخة في التحليل التحكيمي فقط.. وقد افتقدنا المحلل الأستاذ محمد فوده.. أما ما تبقى من إنجازات متميزة وثرية.. فيضيق الحديث عنها في هذه الزاوية.

الأمر الآخر الذي لفت نظري.. هو التحكيم السيئ الذي شاب معظم المباريات حتى النهائي لم يسلم من أخطاء الحكام القاتلة.. بل كانت هناك كوارث فجة.. تماما كما حدث في مونديال 2002 في كوريا واليابان.. فهل وجود المونديال في دول متأخرة كرويا يكون سببا في سوء التحكيم؟!!.. هذا ما يحتاج لمتخصصين للبحث والتنقيب عن سر تدهور التحكيم في مونديالي 2002 و 2010.

نبضات !!

الفريق المتفوق لا يختزن شيئا.. وهذا ما فعله فريق النصر حيث كان قراره بمنازلة يوفنتس الايطالي خطوة تنم عن ثقة في الذات حتى ولو خسرها بأكثر من خمسة أهداف.. وأكاد أجزم أن النصر سيقطف ثمارها في الموسم القادم لا محالة !!

أيضا أشيد باختيار الزعيم اللعب مع الفريق الكبير ليفربول.. ولا تهم النتائج في هذه اللقاءات بقدر الاستفادة الحقيقية من الاحتكاك بالفرق الكبيرة مهما تكن النتائج !!

الدكتور حافظ المدلج والنجم نواف التمياط والأستاذ خليل جلال مثلوا بلادهم خير تمثيل كل فيما يخصه.. وفي رأيي المتواضع لو لم يكن الحكم خليل عصبيا في مباراة المنتخبين السويسري والتشيلي لكان قد أنيط به تحكيم مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين ألمانيا والأرجواي دون جدال.. فالحكمة والروية لا قانون لهما.. وهذه ملاحظة للأستاذ خليل جلال بضرورة هدوئه ورويته في المباريات جميعها.. والظهور بمظهر الهادئ المتمكن.. رغم أني أجزم يقينا أن الحكم جلال أفضل كثيرا من الأوزبكي آيرماتوف وبمراحل.. ولكن هدوء وروية الحكم الأوزبكي هي التي رشحته لشرف نيل التحكيم لتحديد المركزين الثالث والرابع في المونديال الكبير.. وخيرها في غيرها أبا خالد !!

موقع صحف الرائع.. زوروه وأدمنوه مثلي:

http://www.suhuf.com.sa/



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد