Al Jazirah NewsPaper Wednesday  21/07/2010 G Issue 13810
الاربعاء 09 شعبان 1431   العدد  13810
 
بلا تردد
ساعة المعصم
هدى بنت فهد المعجل

 

(الساعة في السعودية تُستخدم لقياس الشخصية وليس الوقت)

راشد العبد اللطيف - شركة الغزالي للساعات

- سألتُ صديقة عن علاقتها بساعةِ المعْصمَ..

فقالتْ: (لا ألبسُ ساعة في معصمي ولكنّها تلبس عقلي وتلبسه بدورانها..

أشعر بتكتكها كلما أغمضت جفني.

أهرب وتلحق بي..

أرقبها تدور وتدور..

أستكين لها وهي تسحق لحظاتي.. فرحي.

أضحك منها وتبكي عليّ ونتبادل إطلاق الرصاص.

أهوي وتبقى ثابتةً وتعاود.. تدور، وتدور)

- فكان الاستفهام.. معصمٌ لا يأتلف مع الساعة!! هل لأنّه في حالة ترقب كف دافئة تطوقه..!!؟؟

- اعتدت (رياضة) إغلاق هاتفي المحمول...

وفتحه!!

ثم أغلقه لأفتحه من جديد..!!

أتدرون لماذا؟؟!!

لأقرأ ملامح (معصم) و(كف) لرجلٍ ضمَّ إليهِ كفّاً رقيقة لطفلٍ أرقّ.

رجل بدا معصمه كيوم ولدته أُمّه..

ومجرّداً من الساعة..!!

لم يأتِ التجرُّد عبثاً..!! الساعة تقيِّد المعصم بتطويقها إيّاهُ.. تقيِّد ضم كف الطفل إلى كفّه بزمنٍ معيّن.. تؤرّخ ل(الكينونة) و(الصيرورة)..

(كان) المعصمُ خالياً حين الولادة...

و(صار) مقيّداً بساعةٍ...

القيود عرقلة.. تعطيل.. حجز.. وحجر.

كلُّ مولود تُولدُ على الفطرة أعضاؤه, عينه، لسانه، كفّه، ومعصمه...

وفي ارتداء الساعة مخالفة للفطرة (الجسدية)..!!

حساب الوقت ليس على كلِّ حال.. أو باستمرار..

- أوقات تمرُّنا نتمنى توقُّف الساعة عندها..

- أوقات نودُّ لو بيدنا عجّلنا دوران عقاربها..

- وأخرى من الأوقات نضع الساعة في غرفة نومنا.. نغلق عليها المكان.. ونخرج للقاء من رتّبنا موعداً معه...

- كتب لي من فضّلَ عدم ذكرِ اسمه:

(وحبات العمر الجميل تتقافز من بين أصابعنا.. كيف لنا أن نعتقلها قبل فوات الأوان..؟ ليس ساعة (المعصم) تمسك بعصافيرِ الجنة الهاربة..).

ساعة كانت ترابية.. وجهزوها بعقاربَ أليفةٍ لا تلدغُ.. وأغلبها يصرخ..!!

سُيِّجَتْ في إطار دائري، مربع، سداسي، مثلث...

حُصِّنَتْ بغطاءٍ زجاجي أو بلاستيكٍ شفاف..

جمدوها أعلى الجدار فاستحقت لقب (ساعة معصم الجدار).

وفي النهاية هي (ساعة) موكلة ب(الزمن) و(الوقت) في أمكنة معيّنة لم تأخذ حقها من التقدير..

- في صباح دوامٍ مضى لي ارتديت ساعة معصمي واتجهت حيث مقر عملي (المدرسة)..

قبل حمل أدواتي نظرت إلى ساعتي فكان أن اضطررت إلى أخذ هاتفي المحمول معي إلى الفصل بعد تحويله على خاصية (صامت)..!

(الأنظمة تمنع حمل الجوال إلى الفصل..)

قالت المراقبة!!

أشرت إلى ساعة معصمي ربما تفهم ما أقصد..

(كانت واقفة..!!)

- أظن عند وقت صعقها هوله فتسمرت واقفة..!!

لو أنّ الفصول الدراسية مزوّدة بساعة حائطية لما احتجنا ساعة المعصم...

وهنا يتأكد رأي (راشد العبد اللطيف) أنّ الساعة في السعودية ليست للوقت بل لقياس الشخصية..!!

كم مؤسسة، شركة، محل تجاري، دائرة حكومية أو أهلية يعتلي الجدار ساعة تقديراً للوقت..!! لتكن ضمن الديكور المكاني..!!

أم أنّ في وجود الهاتف المحمول تلغى الساعات الجدارية، والمنضدية، والجيبية، والمعصمية..!!؟

لأنّ معصم الرجل في الهاتف المحمول مبرأ من الساعة ظلّ (أي المعصم) كما هو.. كما ظلّ كفه وكف الطفل.. لم يشخ.. لم يسمر.. لم تذبل كف.. أو تتجعّد..

حالة تجدُّد أعيشها كلّما أغلقت الجوال وفتحته بالاحتواء الدائم.. والمستمر لكف الطفل الصغيرة الرقيقة..

كما وأني لا أتأخر عن نزع ساعة معصمي كلّما ولجت مكتبي.. هذا إذا ارتديت ساعة (أصلاً)..!!

إضاءة خافتة:

- منحت (الصبر) مساحة ضيِّقةً (فيَّ).. وساهم في اتساعها..!!

- والليل يعزف منفرداً على (الصمت)!!، كتبت ما لديها من وصية (قلبٍ) هدّه الحزن...

P.O.Box: 10919 - Dammam 31443




happyleo2007@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد