Al Jazirah NewsPaper Wednesday  21/07/2010 G Issue 13810
الاربعاء 09 شعبان 1431   العدد  13810
 
مدائن
تطوير مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهوبين
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

عندما تم صياغة أهداف مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجالة لرعاية الموهوبين قبل حوالي عقد من الزمان كان من أبرز تلك الأهداف أولاً: اكتشاف الموهوبين, ثانياً: رعاية الموهوبين. وربطت بوزارة التربية والتعليم وعين وزير التربية نائباً للرئيس لذا وضعت البرامج وأنشئت إدارات داخل قطاع وزارة التربية والتعليم لاكتشاف الموهوبين داخل المدارس كما خصصت برامج لرعاية الموهوبين وحتى رعاية أسرهم مادياً واجتماعياً لتكون الحاضن الأول للموهوب ...

والآن وبعد أكثر من (12) سنة اتجهت المؤسسة (موهبة) بمسار يختلف عن أهداف المؤسسة والخطط التي وافق عليها مجلس الأمناء... حذفت الرعاية وهي الأهم وتم إضافة الموهبة والإبداع لمسمى المؤسسة، ليتم إيقاف معظم برامج اكتشاف الطلاب في مدارس المملكة وتوقف معها رعاية الموهوبين سواء طلاب التعليم العام أو الموهوبين من خارج قطاع التعليم... وعمل برامج الاكتشاف والرعاية تحتاج إلى جهد ووقت حتى يتم الاكتشاف والرعاية.

وتحول عمل مؤسسة موهبة رغم ميزانياتها المالية الكبيرة التي تعتمد بنودها سنوياً من ميزانية الدولة تحولت إلى فريق مسابقات أشبه بفرق الأندية الرياضية أو منتخبات كرة القدم أو العاب القوى حيث تم جمع حوالي (50) موهوباً على مستوى المملكة ليتم المشاركة بهم في المسابقات الدولية، وسلطت عليهم الأضواء الإعلامية وإبرازهم كونهم أحد منتجات موهبة وفي الواقع هؤلاء لديهم تفوق مسبق وتميزهم فطري في علوم الرياضيات والعلوم التطبيقية وليس نتيجة فرز برامج الاكتشاف التي يفترض أن تعمل برامج مسح باستمرار لاكتشاف الموهوبين وإيجاد قاعدة وبنية تحتية داخل المدارس ونشر ثقافة الإبداع والموهبة وإيجاد برامج تحفيز للوصول إلى الموهوبين...

وحتى لا يتم عزل المجتمع عن الموهبة وتتحول مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهوبين إلى فريق مونديال ومنتخبات للمسابقات نغفل القاعدة الشعبية من المجتمع التي ربما يخرج منها موهوبون، فلماذا لم تنفذ السياسيات الصحيحة للوصول إلى الموهوب ورعايته ودعمه فعلينا في هذه المرحلة العودة إلى الأهداف الحقيقية التي وضعت للمؤسسة في بداية التأسيس قبل أن تختصر لتصبح إدارة لفريق مسابقات ومشاركات دولية بهدف تحقيق جوائز وبريق إعلامي يبرر الميزانية السنوية التي تصرف عليها. فهؤلاء فريق الأولمبياد لديهم ذكاء فطري ومهارة فلا جهد للمؤسسة في اكتشافهم... فبدون تنفيذ برامج الاكتشاف عبر المسح الشامل لمناطق المملكة من الصعب إيجاد قاعدة بيانات وإعداد برامج للموهوبين وما يحدث هو هدر للأموال والتفاف على فكرة مؤسسة الملك عبدالعزيز وتحويل مسارها من اكتشاف ثم رعاية إلى فريق أولمبياد للمشاركة. إضافة إلى أن مؤسسة الموهوبين أغفلت أهم شريحتين هما طلاب الجامعة والمبتعثين الذين قد تكتشفهم جامعاتهم في الداخل والخارج ولكن من يرعاهم..



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد