Al Jazirah NewsPaper Wednesday  21/07/2010 G Issue 13810
الاربعاء 09 شعبان 1431   العدد  13810
 
الترشيد سمة المسلم
محمد بن سكيت النويصر

 

ديننا الحنيف لم يترك شيئاً إلا وضحه وأبانه ووجه المسلمين رجالاً ونساءً إلى سلوكه والتمسك به خاصة فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة فهو دين كامل شامل صالح لكل زمان ومكان وكذلك حذر الأمة مما يضر بها ويخل بمصالحها من ذلك تحذيره من الإسراف في كل شيء حتى في المباحات التي أجازها سواء كانت مأكولات أو مشروبات أو ملبوسات أو مركوبات أو سوى ذلك مما ينتفع به ويستفاد منه، وقد ذمّ المسرفين في الكتاب المبين وحذّر من التبذير فقال في محكم التنزيل: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}.

وقال عليه الصلاة والسلام في حديث له مؤكداً على الاقتصاد (بحسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه).

كل ذلك القصد منه الاعتدال في الاستفادة مما هيأ الله لنا في هذه الحياة ومما نحتاجه في حياتنا اليومية. ومما يؤكد على ترشيده وتقنينه هذه النعمة العظيمة الكهرباء والتي لا غنى لأحد عنها، بل نحتاجها في كل لحظة من لحظات حياتنا، فكم هي سلعة غالية أصبحت في وقتنا الحاضر مساوية للماء والهواء إن لم يكن في التشبيه مبالغة وتجاوز.

ولكن نجد البعض يسرف في الاستفادة منها، بل يتجاوز الحد في ذلك مما قد يدخله في صف المسرفين الذين يفرطون في سلعة غالية جداً. وتشتد الحاجة إلى هذه النعمة خاصة وقت اشتداد الحر وحاجة الناس إلى الجلوس تحت وسائل التكييف التي تلطف الجو ولاسيما أن الناس بحمد الله اعتادوا في الأزمنة الأخيرة على هذه الوسائل فنجدها في السيارة وفي المكاتب الإدارية وفي فصول الدراسة والمنازل وفي المحلات التجارية، بل قد نجد مكيفاً صحراوياً خارج الغرف والصالات وفي مكان مفتوح كل ذلك من نعم الله علينا، فلنشكر الله على ذلك.

ولكن يجب على الجميع حتى تتم الاستفادة من هذه النعمة وتستمر في عطائها أن نعمد إلى الترشيد في استهلاكها فلا نسرف في ذلك لاسيما وأن الجهة المعنية بذلك وهي شركة الكهرباء تنادي بذلك وتؤكد عليه وهي أدرى بالأحمال التي تثقل المولدات الضخمة والتي قد تقف عاجزة عن الوفاء بالكمية اللازمة للاستهلاك في كل أحواله لاسيما وقت الذروة فحتى تستمر تلك المولدات في عطائها لابد من ترشيد استهلاك الكهرباء، وعلى الآباء والمربين في المدارس وخطباء الجوامع المشاركة في تلك التوعية بترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، وليكن ذلك بدءاً بالمنزل حيث يتم تعويد أفراد الأسرة بلزوم الترشيد وذلك بإطفاء ما لا يُحتاج إليه، ويؤكد على ذلك، وتجب المتابعة من قبل الوالدين وحتى يتم تعويد الخدم على ذلك قصداً لتعاون الجميع في هذا المجال، توفيراً للطاقة الكهربائية وحتى لا يتم الإسراف في الاستفادة منها وتبذيرها فيما لا طائل تحته ولنتذكر دائماً وأبداً قوله تعالى: {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً}.

فدعوة صادقة لكل واحد منا أن نكون أكثر وعياً، ونحرص على ترشيد استهلاك الكهرباء ونتعاون في هذا ونربي من تحت يدنا على ذلك.

مدير المعهد العلمي في محافظة الرس _ جامعة الإمام


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد