Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/07/2010 G Issue 13814
الأحد 13 شعبان 1431   العدد  13814
 
تفوقنا في معرض الكتاب بطوكيو خلفه قيادة لها نظرة مستقبلية.. الدكتور سالم المالك:
حصلنا على نجاحات متعددة من خلال جناح السعودية في طوكيو.. وفريق العمل كان سعودياً بحتاً عمل بروح الرجل الواحد

 

طوكيو - فهد الشويعر

بعد النجاح الكبير الذي حصده جناح المملكة العربية السعودية المشارك في معرض طوكيو السابع عشر للكتاب الدولي قال المستشار والمشرف على إدارة التعاون الدولي بوزارة التعليم العالي الدكتور سالم محمد المالك: إن نجاحنا كان بتوفيق من الله ثم بالدعم المتواصل من خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين والنائب الثاني ومتابعة دقيقة من معالي الوزير الدكتور خالد العنقري ونائبه الدكتور علي العطية لتذليل كل الصعاب أمام النجاح؛ حيث حرصوا على الحراك العلمي في شتى المجالات سواء من ناحية زيادة عدد المبتعثين للخارج أو توسيع آفاق التعليم بشتى مجالاته من إنشاء جامعات في مختلف مناطق المملكة تحوي مجالات علمية متنوعة إضافة إلى نشر ثقافة المملكة العربية السعودية العطرة التي ترتقي إلى سماء المعرفة و الحوار بين الشعوب من خلال المشاركة في المحافل الدولية و معارض الكتاب، والحرص على ترجمة العديد من الكتب الثقافية لمختلف اللغات.

هذا وكانت بداية سير عملنا في معرض طوكيو للكتاب عندما تقدمت الشركة المنظمة للمعرض للملحقية السعودية في اليابان بطلب أن تكون السعودية ضيف شرف لتأتي بعدها موافقة المقام السامي على المشاركة لنبدأ نحن في الاستعداد للعمل؛ حيث قمنا بتشكيل لجنة من مختلف القطاعات كانت بعد التنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام والهيئة العامة للسياحة والآثار و مكتبة الملك عبدالعزيز وتم تشكيل لجنة من قطاعات مختلفة من الوزارة والجامعات السعودية، وتم تشكيل لجنتين الأولى علمية والأخرى فنية، فكانت اللجنة العلمية تعنى بكامل التنظم إضافة إلى البرنامج العلمي و الندوات والمحاضرات، أما اللجنة الفنية فهي تقوم بالتنسيق والاستعدادات والتجهيزات الخاصة بالمعرض، وكان هذا كله يتم بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين باليابان والملحقية الثقافية، وخلال الاستعداد تقدمت اللجنة لمعالي الوزير ونائبه بمقترح وخطط إستراتيجية كاملة لسير العمل وتم الموافقة عليها من معالي الوزير وبعدها بدأ العمل في مسارات مختلفة حيث كان المسار الأول هو تحديد نوعية المشاركة، والمسار الثاني هو البرنامج العلمي من محاضرات وندوات، والمسار الثالث هو كيفية إبراز المملكة العربية السعودية ثقافياً وعلمياً وحضارياً لتبرز بذلك ثقافتها العربية الإسلامية للشعب الياباني، ومن هذا المنطلق تم اختيار وتصنيف وتجميع عدد كبير من الناتج الثقافي السعودي من الجامعات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص وتم فرزها وتصنيفها ليتم اختيار 350 عنوانا للمشاركة في معرض الكتاب باليابان، وأخذ في الاعتبار أثناء الاختيار الدقة و الحرص أن يكون الكتاب المعروض يحكي ثقافة السعودية بشكل صحيح، وتم اختيار كتب من التاريخ و العلوم الفيزيائية والكيميائية وكافة المجالات إضافة إلى ذلك تم اختيار 113 كاتبا باللغة الإنجليزية وتصنيفها تصنيفا دقيقا وأيضاً كلها مؤلفات سعودية سواء من جامعات سعودية أو مؤلفين سعوديين إضافة إلى ترجمة بعض الكتب مثل كتاب (رحلة ملك) للأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة و(تجربتي مع التوائم السياميين) - للدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة ورواية (أشباح السراب) للأستاذ عبد الله الناصر، ولأن اللجنة كانت قد خلصت من خلال دراستها التحليلية إلى وجود نقص في المنتجات الثقافية والعلمية، التي تغطي بعض المجالات والجوانب المهمة عن المملكة، فقد تم استكتاب مؤلفين يابانيين لتقديم شهادات للتاريخ عن العلاقة بين السعودية واليابان من خلال كتاب (السعوديون واليابانيون كيف يرى بعضنا بعضًا)، وكذلك كتاب عن (المسلمون والإسلام في اليابان).

وعلى صعيد آخر تولت مكتبة الملك عبد العزيز العامة مسؤولية إعداد جناح الطفل في المعرض، لما لها من خبرة كبيرة في هذا المجال، وهو يشتمل على قصص وكتب مناسبة للأطفال، ومرسم.

وخلال فترة التجهيز كانت اللجنة تجتمع بشكل أسبوعي للاطلاع على مجريات الأمور؛ حيث كانت بعض الاجتماعات متصلة هاتفياً مع الملحق الثقافي باليابان وخلال الترتيبات تم اختبار موقع الجناح الذي كانت مساحته 400 متر وتم اختيار الشركة المصممة و التصميم الكامل للجناح بحيث يكون الجناح مميزا ويبرز فيه الكتاب السعودي ويبرز السعودية كضيف شرف في هذا المعرض، وخلال الفترة ذاتها كان قد توارد إلى الذهن ما هي الأمور التي تجذب الشعب الياباني وتلفت نظره، حيث نظرنا أن الثقافة لا تنزوي في عنوان كتاب أو كتاب مؤلف بل تكتمل في الفن التشكيلي، ولهذا تم اختيار لوحات كثيرة من لوحات الخط العربي ولوحات الرسم التشكيلي لفنانين سعوديين تم عرضها في جناح السعودية وكان لها إقبال كبير جداً، والخط العربي كان له قيمته حيث قمنا بالاستعانة بخطاط سعودي وخطاطة يابانية تتقن الخط العربي بعد تعلمها في المعهد العربي الإسلامي، إضافة إلى ذلك أردنا مشاركة الطفل من خلال جناح الطفل، حيث كانت لمكتبة الملك عبدالعزيز مشاركة قوية بجناح الطفل وترجمة أكثر من 20 قصة سعودية للأطفال إلى اللغة اليابانية إضافة إلى مرسم الطفل الذي كان متواجدا طيلة أيام المعرض لجذب الطفل الياباني الذي استمتع كثيراً في هذا القسم من رسم أو قراءة القصص المترجمة، ومن الأشياء التي تم الاتفاق عليها أن يكون هنالك مجسمات للحرمين الشريفين وقناديل من ستار الكعبة المشرفة حيث كان لها وقع مميز؛ حيث كان من الزائرين من لا يعرف عن الإسلام شيئا وخلالها هذا القسم يتم تثقيف الزوار بتعاليم الدين الإسلامي السمحة والإجابة عن الاستفسارت التي تخص الحرمين الشريفين إضافة إلى اقتناء بعض الكتب التي تبين سماحة الدين الإسلامي وتعاليمه السامية، ومن المشاركات في جناح السعودية هي الخيمة الشعبية التي كان هدفها دمج الماضي بالحاضر حيث تصور الخيمة الشعبية كيف كان أباؤنا وأجدادنا يعيشون في زمنهم، وفي الجانب الآخر يتم عرض ما توصلت له المملكة بجهود من ولاة الأمر حفظهم الله من تقدم فكري ومعرفي وتقني لتنافس به بعض الدول المتقدمة في مجالات كثيرة جداً.

وعن الإقبال الياباني على المعرض قال المالك: إن جناح السعودية حضي بإقبال كبير جداً من الشعب الياباني ومنها زيارة صاحب السمو الإمبراطوري الأمير أكيشينوميا وحرمه ومكوثهما في الجناح قرابة 17 دقيقة وهذا الأمر خارق للعادة لأن المعتاد ألا تتجاوز الزيارة الأميرية عن ثلاث أو أربع دقائق حتى وإن كان الجناح ضيف شرف ولكن ما احتواه الجناح وقوة التنظيم خلف هذا المكوث والتجول الطويل من الأمير وحرمه في الجناح، إضافة إلى زيارة وزير السياحة وبعض المسؤولين والبرلمانيين اليابانيين ومدراء الجامعات.

وقال الدكتور سالم: إن إدارة المعرض والمهتمين أشاروا لنا أن خلال سنوات المعرض السبعة عشر لم يكن هنالك مشاركة قوية وفعالة مثل مشاركة السعودية، ومن ناحية عدد الزوار للجناح فيقدر بـ 120 ألف زائر خلال أيام المعرض، ومن المدهش هو ما شاهدته بنفسي وهو أن امرأة حضرت لجناح السعودية بعد قطعها مسافة كبيرة استغرقت منها ثلاث ساعات بعد أن قرأت في وسائل الإعلام اليابانية أن الأمير والأميرة أمضيا وقتا طويلا وخارجا عن العادة في جناح السعودية.

وخلال تواجدنا في المعرض كنا جميعاً نعمل بنظام الفرد الواحد لا فرق بين الجميع حيث كان الفريق لا يتجاوز الخمسة عشر سعودياً منهم سبعة أساتذة وثمانية من موظفي الوزارة.

ومن الملاحظ هو تفاعل الطالب السعودي المبتعث لليابان عندما علم وشاهد المعرض، وماهو موجود فيه وتواجد الوزير والسفير وأساتذة الجامعات جميعهم يعملون بيد واحدة وجد نفسه بينهم دون أن يشعر ليمثل وطنه خير تمثيل؛ حيث كان عدد من الطلاب السعوديين يشاركون في مهام متعددة قدموها بأنفسهم للزوار اليابانيين للتعريف بالمعرض و العادات السعودية.

ومن الملفت للنظر أيضا هو تغطية الصحافة والتلفزيون الياباني بشكل متواصل ومميز للجناح طوال فترة المعرض.

وحول المحاضرات والندوات تحدث الدكتور سالم المالك وقال: تعزيزًا للحوار مع زوار المعرض، ولإعطاء صورة أدق عن بعض أوجه الحياة الثقافية والاجتماعية في المملكة، فقد أشركنا في هذا المعرض عددًا من المحاضرات والندوات. ومن المحاضرات هناك واحدة بعنوان (واقع الصحافة المحلية في المملكة العربية السعودية)، قدمها الأستاذ خالد بن حمد المالك، ومحاضرة ثانية بعنوان (الشعر في المملكة العربية السعودية - لمحات تاريخية) قدمها الأستاذ الدكتور أحمد بن عبد الله السالم، والمحاضرة الثالثة بعنوان (جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة: الرؤية والهدف) قدمها أمين عام الجائزة الأستاذ الدكتور سعيد بن فايز السعيد.

وتتركز الندوات في دعم العلاقات السعودية اليابانية، إذ تحمل الأولى عنوان (العلاقات الاقتصادية بين السعودية واليابان)، ومحورها الأول بعنوان (المملكة العربية السعودية واليابان من الشراكة إلى التكامل الاقتصادي)، وتحدث فيها الدكتور محمد بن فواز العميري، وتناول الأستاذ يوسف بن إبراهيم الشاعر في المحور الثاني موضوع (المملكة العربية السعودية واليابان من العلاقة إلى الشراكة)، ودارت الندوة الثانية حول العلاقات السعودية اليابانية في مجال التعليم العالي)، وركز الأستاذ الدكتور عبد المحسن بن محمد السميح الضوء على (آليات تفعيل التعاون بين الجامعات السعودية والجامعات اليابانية) في المحور الأول، بينما طرح الدكتور فهد بن ناصر العبود (دور الجامعات في تحقيق اقتصاد المعرفة) في المحور الثاني، وناقشت الدكتورة ماجدة بنت إبراهيم الجارودي في المحور الثالث (تطوير التعليم العالي في المملكة العربية السعودية - رؤية وتحليل)، وتأتي الندوة الثالثة بعنوان (المرأة في المملكة العربية السعودية)، وتناولت الدكتورة نجاح بنت قبلان القبلان في محورها الأول (دور المرأة السعودية في التنمية في عصر المعرفة - المعوقات والحلول)، بينما تحدثت في محورها الثاني الدكتورة عائشة بنت محمد الحسين عن (المرأة والتعليم في المملكة العربية السعودية - التحديات والإنجازات).

كما شارك عدد من الباحثين والمفكرين اليابانيين بأوراق عمل من بينهم النائب في البرلمان الياباني السيد طوشياكي كويزومي الذي قدم ورقة عمل (اليابان والسعودية - من الدبلوماسية إلى الشراكة) والبروفيسور يوزو إيتاغاكي الذي ألقى ورقة عن (التقاليد والعولمة في كل من السعودية واليابان - تعايش أم مواجهة)، والسيد توشيهيرو ناكانيشي الذي حاضر عن (أوضاع الصحافة في اليابان، والتغطية الإخبارية لأحداث الشرق الأوسط) كما قدم البروفيسور كيوشي يامادا ورقة عن التعاون الدولي بجامعة طوكاي.

ومن خلال الندوات و المحاضرت أريد أن أشيد بالمشاركات السعوديات لتقديمهن نظرة مختلفة تماماً للمرأة اليابانية عن المرأة السعودية.

وحول الحضور فقد كان لدينا تخوف كبير من عدم الحضور في المحاضرات لكن ولله الحمد فوجئنا أن القاعات مصطكة بالحضور الياباني حتى اليوم الأخير من المحاضرات.

ومن الأمور التي ميزت معرضنا هذا ويجب الأخذ بها خلال المعارض القادمة وهي الاستعداد المبكر واختيار الأشخاص ذي الكفاءة العالية والحس الوطني لكل شخص وعمل الفريق الواحد ومحاولة إنهاء العمل قبل المشاركة بوقت كاف لأن نتيجته خلال هذا المعرض بعد أن أنهينا استعداداتنا قبل بدية المعرض بحوالي الشهر والنصف وكنا جاهزين تماماً والشهر والنصف المتبقية أعطتنا دافعا لتجنب أي خلل قد نقع فيه وخصوصاً خلال متابعة دقيقة ودائمة من معالي الوزير ونائبه، وهذا الجهد المتكاتف جعل تكلفة الجناح قليلة جداً مقارنة بغيرنا واستطعنا تحديد التكاليف بشكل دقيق جداً.

أما بخصوص ما سنقدمه في المعارض القادمة هو أن نقوم بترجمة المزيد من الكتب في شتى المجالات بلغة البلد المضيف وحث المؤسسات والجامعات السعودية بالمشاركة بالمنتجات الحديثة من كتب وقصص وروايات حديثة حتى يكون هنالك تعايش مع الواقع الحاضر إضافة إلى أن للفن التشكيلي والخط العربي دوراً مهماً لأنه تميز في معرض اليابان ولذلك لابد أن يُعطى مساحة أكبر في المعارض القادمة إضافة إلى مشاركة الفن الشعبي السعودي في الخيمة الشعبية فإنه سيضيف جانبا مختلفا.

وأيضا إحضار بعض الموهوبين السعوديين من مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة و الإبداع واختيار اثنين أو ثلاثة منهم وعرض ابتكاراتهم التي دخلت السوق العالمية او اختيرت عالمياً وهذا يضفي نوعا مختلفا تماما من الناحية العلمية، وجناح الطفل يجب أن يعطى مساحة أكبر والمرأة السعودية يجب أن تشارك في المحاضرات والندوات والمعرض لإبراز هوية المرأة السعودية وقلب ما هو مسموع عن المرأة السعودية من أنها مغلقة ومحرومة من مشاركة المجتمع وكشف حقيقة أن المرأة تعيش واقع العالم الحاضر اليوم ولها مشاركات متعددة وهي شريك الرجل في المجتمع و بنائه ومستقبله سواء ثقافياً أو علميا وفي كل المجالات.

وبناء لتوجيهات معالي الوزير الدكتور خالد العنقري فإننا نحن في الإدارة العامة للتعاون الدولي ممثلة في إدارة المعارض سنحاول أن يكون لدينا مشاركة أو مشاركتان سنويا في معارض الكتاب الدولية كضيف شرف والهدف من ذلك هو إبراز الثقافة السعودية حيث إن معارض الكتب هي الأبرز والأمثل في إبراز الهوية والثقافة السعودية بشكل مختلف.

وفي مشاركاتنا القادمة سنقوم بدعوة كل من يهتم بالكتاب السعودي من جامعات ومؤسسات حكومية وجمعية الناشرين السعوديين للمشاركة في هذا المعرض والاستفادة.

وعن أقرب مشاركة قال: إن شاء الله ستكون لنا مشاركة في معرض (براق) الدولي المقام بدولة التشيك بعد أن صدر الأمر السامي بالموافقة عليه وعن إقامته في شهر مايو من عام 2011م إضافة إلى ذلك تمت مخاطبة العديد من الدول لتكون السعودية ضيف شرف لها ومنها كوريا والصين.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد