Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/07/2010 G Issue 13814
الأحد 13 شعبان 1431   العدد  13814
 
مسؤولية
الضمير الداخلي
ناهد سعيد باشطح

 

فاصلة: (ليس من مذنب مبرأ أمام محكمته الخاصة)

-حكمة لاتينية-

تفسير المواقف يعتمد على خلية الإنسان الثقافية وعلى محكمة الضمير الداخلي، يمكنك أن تتأمل كيف يكون الضمير حياً أو ميتاً في تعاملك البسيط في حياتك... مع من حولك في البيت أو العمل، لو تأملت كيف يفسر الآخرون المواقف ستجد بسهولة كيف هي ضمائرهم.

انظروا إلى الأم التي تطلب من ابنها وهي معه في الحديقة أن يرمي المهملات في أي مكان ولا يهتم بوضعها في سلة المهملات لان حارس الحديقة غير موجود ولا يراهم.

هذا أبسط مثال لتغييب أهمية تكوين الضمير الداخلي، في هذا المثال تعلم الأم الطفل أن المخافة هي من الحارس فإذا غاب يمكنه أن يرتكب السلوك الخاطئ.

بمعنى أن يتكون لديه الضمير من الخارج ولا يكون داخلياً يراقب نفسه وتصرفاته دون أن يحتاج لرقيب خارجي.

تبدأ عملية نمو الضمير في السنة الثانية من عمر الطفل، عندما يكتسب تجنب أفعال معينة ومع تقدم السن لا يقتصر الضمير على تلك الأوامر والنواهي البسيطة بل يتسع ليشمل معايير أكثر تعميماً.

إن نمو الضمير عند الطفل يعتمد على معايير الآباء أنفسهم، كما يعتمد على طبيعة العلاقة بين الطفل وأبويه؛ وعليه فمن المهم أن يكون لدى الوالدين ضمير ومعايير خلقية ناضجة وأن يتبنى الطفل تلك المعايير بدافع الحب وليس الخوف.

لكن الواقع أن الطفل الصغير يفعل الخطأ ولا يعترف خوفاً من العقاب وفي المدرسة يفعل الخطأ لأن المعلم لا يراه ثم يكبر ويتأخر عن العمل ويسجل اسمه كأول الحاضرين لأن مديره لا يراه وقيسوا على ذلك أمثلة عديدة في حياة أولئك الذين لم يتكون لديهم الضمير بشكل قويم.

بعض السلوكيات التي لا يلتفت إليها الآباء تصنع مستقبل أولادهم لذلك من المهم أن نعي كآباء مسؤولية ما تصنع أيدينا، فالأبناء أمانة في أعناقنا.

نحن غالباً نهتم بما نطعم الأطفال ومانكسوهم وما نشتري لهم من ألعاب وهدايا لكننا لا نلتفت إلى ماهو مهم في تشكيل شخصيتهم.

المسؤولية الأكبر هي في إعداد أطفالنا لحياة مستقبلية مبنية على معايير ناضجة فالإنسان تسيره قيمه الدينية وقيمه التي تحدد اتجاهاته في الحياة.

فإذا لم يكن لدى الإنسان رقيب داخلي فإنه يستسهل الخطأ ويغلف الخطايا بتبريرات عدة وتصبح الرشوة هدايا والكذب مجاملة وحين لا يوجد من الناس رقيب فإنه لا يستشعر رقابة الله والضمير.



nahedsb@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد