Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/07/2010 G Issue 13814
الأحد 13 شعبان 1431   العدد  13814
 
الصين اكتشفت الشاي منذ مليون عام وجعلته رمزاً لثقافة مجتمعها

 

بكين - واس

توصف جمهورية الصين الشعبية بأنها أول بلد ذو حضارة عريقة في العالم اكتشف وأنتج الشاي قبل مليون سنة، حتى أنه أصبح على مر السنين من العادات والتقاليد العريقة في المجتمع الصيني، وجُعل مهراً للزواج في إحدى عصور الإمبراطوريين الصينيين، فضلاً عن دوره في تكوين ظاهرة ثقافية خاصة للأسرة الصينية، من خلال المنافسة بينهم في إنتاج الشاي بجودة عالية، وإتقان إعداده، وتذوقه، والتميّز في اختيار الإبريق المناسب له لتقديمه للضيف، وإكرامه به.

ويؤكد المؤرخون الصينيون، أن بلادهم تعدّ موطن نبات الشاي الأصلي، وأن كل أشجار الشاي الموجودة في مناطق وبلدان العالم الأخرى انتقلت من الصين، كما يشير بعض المؤرخين إلى أنه ما بين عامي ( 960 إلى 1279م)، توسع حجم إنتاج الشاي في الصين وأصبحت معالجته أكثر دقة وإتقاناً، وشهد إنتاجه بروز نوعين مهمين هما (أقراص شاي التنين، والعنقاء)، اللذين اعتبرا آنذاك من المنح الإمبراطوريّة، وأدخل شربهما إلى مراسم حفل الزواج لدى الأثرياء، وضمّ إلى مهر العروس.

وتوجد «شجرة الشاي»، المتميزة بلونها المخضرّ على مدار السنة، في مناطق مختلفة من الصين، إلا أن موطنها الأصلي هو «جنوب غربي الصين»، ذات المناخ الطبيعي الدافيء والرطب، والتربة الحمضية الحمراء، لتواصل نموها الذي يقدر مابين 25 إلى 50 سنة، في حين يمكن لهذه الشجرة أن تصل في حالتها الطبيعية إلى ارتفاع بين 5 إلى 10 أمتار، ولكن المزارعين يقطفونها باستمرار، بقصد تقوية أغصانها، وزيادة أوراقها، ويتوقف وقت القطاف في السنة، لمدة تتراوح مابين خمسة أشهر إلى تسعة أشهر، حسب الظروف المناخية لمناطق زراعته، وهناك مناطق يزرع فيها ورق الشاي على مدار العام.

ووفقاً لإحصائيات عالمية، فإن إنتاج الشاي في العالم، يبلغ أكثر من 3.15 مليون طن في السنة، تستهلك منه منطقة الشرق الأوسط نحو 70 ألف طن، في حين تؤكد الفاو أن زراعة الشاي ستحقق الأمن الغذائي في الدول المنتجة والعالم، مما يعني أن مستويات تصدير أصناف الشاي سيتضاعف في غضون السنوات المقبلة، خاصة بالنسبة للشاي الأخضر، الذي يعتبر قليل التكلفة في الإنتاج، ومنخفض السعر مقارنة بأنواع الشاي الأخرى، علاوة على الاقتناع المتزايد من قبل معظم المستهلكين، بالفوائد الصحيّة له، خاصة للباحثين عن «القوام المثالي».

وبالنسبة للمجتمع الصيني، فإنهم يختلفون في تفضيلهم لأنواع الشاي، فعلى سبيل المثال سكان (بكين) يفضلون «الشاي العطر»، وسكان (شانغهاي) «الشاي الأخضر»، بينما يفضل سكان مقاطعة (فوجيان) في جنوب شرقي الصين «الشاي الأحمر»، وهناك من يفضل إضافة بعض التوابل إلى الشاي، «بغض النظر عن نوعه» عند شربه، ومع استخدام التقنية الحديثة في زراعة وإنتاج الشاي، خرجت العديد من الشركات المستثمرة في تجارة الشاي، بمئات الأنواع منه حالياً.

وعُرف عنّد الصينيين أن إكرام الضيف بالشاي هو تقليد اجتماعي أصيل، وينطلق ذلك من المثل الشائع لديهم القائل «على المضيف أن يقدّم لضيفه ثلاث أكواب من الشاي بلطف وأدب»، ويعني الكوب الأول، التعبير عن الترحيب والاحترام بالضيف، والثاني، الحماسة في تجاذب الحديث، أما الثالث، فيتم فيه تخفيف مذاق الشاي، كيّ يدرك الضيف الوضع، ويستأذن مضيفه، للانصراف.

وتختلف الآداب المعنية بتقديم الشاي للضيف باختلاف مناطق الصين، ففي بكين، عندما يقدم المضيف الشاي لضيفه، يتعين على الضيف أن يقف فورا ويأخذ كوبا من الشاي بيديه، ويقول للمضيف «شكراً»، وفي مقاطعتي قوانغدونغ وقوانغشي بجنوب الصين، عندما يقدم الشاي للضيف، يتعين على الضيف أن يحني أصابع يده اليمنى، ويدقّ بها سطح الطاولة بخفة ثلاث مرات تعبيراً عن شكره للمضيف، أما في بعض المناطق الأخرى، فإنه إذا أراد الضيف أن يواصل شرب الشاي، يتعين عليه أن يُبقي بعضه في كوبه، وعندما يراه المضيّف، سيقوم بتزويده بالشاي.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد