Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/07/2010 G Issue 13814
الأحد 13 شعبان 1431   العدد  13814
 
بالمنشار
هل ملاعبنا جاهزة للتطوير؟!
أحمد الرشيد

 

خطة هيئة دوري المحترفين السعودي لتطوير بيئة الملاعب ورفع معدلات الحضور الجماهيري وإيجاد متعهد متخصص في تقديم الخدمات الغذائية في الملاعب وإصدار وتسويق التذاكر بالطرق التقليدية والحديثة مع تنفيذ عدد من البرامج التحفيزية لضمان زيادة الإقبال على شراء التذاكر؛ وبالتالي زيادة موارد الأندية، وتنفيذ مشروع تنظيم دخول الجماهير بطريقة تضمن وصول كل مشجع إلى المقعد المخصص له، هي خطة ستلبي متطلبات الجمهور الرياضي وتجعله يعيش أجواء التنظيمات الكروية العالمية وتحقق له سُبل الراحة ليستمتع بالمباريات ويُقبل على حضورها في الملاعب، لكن تبقى تهيئة الملاعب لاستيعاب هذه الخطة الطموحة هي الأهم؛ فملاعبنا تفتقر إلى كثير من المقومات التي تتطلبها هذه النقلة النوعية الحضارية، وهو ما لا يخفى على الهيئة، وكلي ثقة بأن خطتها هذه قد تضمنت مشاريع لتأهيل الملاعب، ولعلها فرصة للإشادة بجهود هيئة المحترفين التي تسابق الزمن في خطواتها التطويرية.

سامي والاستراتيجية الهلالية..!!

أعادني الزميل خلف ملفي في مقالته (سامي مدرباً للهلال) إلى ما سبق أن كتبته يوم 19-4-2009 عقب رحيل كوزمين والتعاقد المؤقت مع ليكنز، والمتضمن مطالبتي المدرب بالاستفادة من فكر وثقافة وخبرة سامي داخل الميدان وخارجه؛ بوصفه مشروع مدرب ناجح، وأن مثله إضافة إلى عمل مدرب الفريق الذي لا يزال حديث عهد بالهلال وبالكرة السعودية، وقلت إن على ليكنز أن يرحب بآراء ومقترحات الجابر؛ فهي تصدر من خبير له تاريخه وسمعته الذائعة الصيت، وتمنيت يومها أن يكون سامي مساعداً رسمياً للمدرب على الأقل فيما تبقى من منافسات ذلك الموسم بعد أن اتضح أن الهلال يعاني خللاً في التوازن لافتقاره إلى ما كان يعلمه كوزمين ويجهله ليكنز!

لكنّ السؤال الأهم هو: لماذا تغيّرت استراتيجية الإدارة الهلالية في التعامل مع بديل جيريتس؟ فبعد أن أعلن سمو رئيس الهلال التعاقد خلال يومين مع مدرب (رديف) يتابع الهلال إلى أن تنتهي مهمة جيريتس تساءلت الأسبوع الماضي عن هوية المدرب العالمي الذي يمكن أن يقبل بلقب مدرب رديف لا يدري متى سيتسلم مهمته؛ فالتواريخ هي في أجندة السيد جيريتس، ويبدو أن الإدارة الهلالية قد واجهت صعوبة في الوصول إلى اتفاق مع مدرب كبير يقبل مثل تلك الوضعية الفنية، بدليل أنه مَرّ على تصريح الأمير أسبوعان دون أن يتم إعلان المدرب، مع تسريب بعض الأخبار حول إسناد المهمة القادمة للمدرب المساعد أو ربما لسامي!

نور وعزيز والفريدي!

كشف الثلاثي محمد نور بأزمته الموسمية التي يجس فيها نبض الإدارة والمدرب وكيفية تعاملهما معه.. وخالد عزيز الذي كثيراً ما يفاجئ الهلاليين بالغياب عن التدريبات في توقيت حرج.. وأحمد الفريدي الذي هو الآخر كثيراً ما ورط الفريق الهلالي بعصبيته المبالغ فيها.. مدى الفراغ الذي نعيشه إدارياً وإعلامياً وجماهيرياً على صعيد صياغة محور للتعامل مع مثل هذه النوعيات من اللاعبين؛ ولذلك - وفي أكثر من مناسبة - شهدنا العديد من المواقف التي تم تصعيدها بين نور وعزيز من جهة وبين الإدارة أو المدرب من الجهة الأخرى، أو بين الفريدي من جهة والإعلام والجماهير من جهة أخرى، وهي مواقف كنا نبحث فيها عن طرف منتصر وطرف خاسر في غياب الحلول التوفيقية الجادة!

ومع حماسنا بأن يكون اللاعب هو الطرف الخاسر إلا أنه في النهاية هو من يكسب الجولة، ليس فقط بالمشاركة مع الفريق، بل والعودة بأقل الخسائر الممكنة؛ فقرارنا الوحيد في الغالب هو حرمان اللاعب أو المطالبة بحرمانه من المشاركة مع الفريق، لكننا نكتشف أن هذا القرار هو في الواقع عقوبة للفريق أكثر منه عقوبة للاعب، ومن ثم نتنازل عنه تحت أي غطاء!

وقضايا الثلاثة وأمثالهم عادة ما تتفاعل؛ لأن الرغبة في الحل التوفيقي الذي يعكس انضباطية جماعية واحترافية عالية تأتي ثانياً، فيما الأولوية هي الانتصار للذات سواء من جانب اللاعبين أو من جانب الإدارة والمدرب، وهنا الخلل؛ لذلك يفترض التعامل مع تجاوزات اللاعبين بأريحية أكبر ومحاولة معالجتها نفسياً ومراعاة الفوارق المتعددة الجوانب بين اللاعبين وإتاحة الفرصة للاعب للاستمرار في تدريبات الفريق ما دامت مشاركته في المباريات بيد المدرب والعقوبة المالية بيد الإدارة؛ ما يجنب الجميع المواجهات التصادمية التي لا تخدم أحداً!

إعانات بحاجة إلى إعانة!

بالنظر إلى عدد الأندية (153) نادياً ومبلغ الإعانة (26.707.500) ريال نجد أن إعانة غالبية هذه الأندية لن تتجاوز المائة والسبعين ألف ريال فقط لا غير، وهو مبلغ متواضع لا يكفي للصرف على متطلبات الأندية الصغيرة أكثر من أربعة أشهر في أحسن الأحوال، وفي ظل تقشف تام! وكما قلنا في أكثر من مناسبة فإن الأزمة المالية شلّت حركة الأندية من جراء تخفيض الإعانة السنوية؛ ما جعل غالبيتها، وبخاصة أندية الدرجتين الثانية والثالثة، تعاني شحاً في إمكاناتها يكاد يلغي الجدوى من وجودها؛ فهي غير قادرة على تنفيذ برامجها الشبابية والرياضية، ولا القيام بدورها في تنشئة الشباب وشغل أوقات فراغهم وخدمة الرياضة السعودية؛ لذا فالحاجة ماسة لتشكيل لجنة وطنية يكون هدفها حل الأزمة المالية التي تواجهها غالبية أنديتنا الرياضية بحس وطني يدرك أبعاد الحركة الرياضية ودورها الحيوي في المجتمع.

وسع صدرك!

سطل أزرق في معسكر أصفر وحكم مساعد ستيني متقاعد يقوم بمهمته وهو يستند إلى سياج الملعب هي بالتأكيد صورة من صور عدة مختلفة نشاهدها في بعض معسكرات أنديتنا الخارجية تعكس أهمية التخطيط لمعسكرات الإعداد بما يضمن جديتها من الجوانب كافة لكي تحقق أهدافها وتتناسب مع ما يصرف عليها!

يقول الخبر إن جيريتس يدرب الهلال وفي الوقت نفسه هو مشغول بوضع برنامج إعداد المنتخب المغربي، فهل نسي جيريتس قراره الذي سبق أن أعلنه بأنه لن يبدأ مهامه مع المنتخب المغربي إلا بعد أن يحقق أهدافه مع الهلال؟!

خطة هيئة دوري المحترفين السعودي لتطوير بيئة الملاعب أرجو أن تسهم في إلقاء الضوء على وضعية ملعب نادي الحزم التي لا يمكن أن تترجم بشكلها الحالي خطط الهيئة التطويرية، وأن تكون خطة الهيئة محفزاً لها للمساهمة في التعجيل بتطوير ملعب الحزم!

إجازة قصيرة، ونلقاكم على خير إن شاء الله.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد